الحسين (عليه السلام) مخلد
فهذه ذاكرة التاريخ تسجل بعض الأدوار المصيرية التي لعبها بعض الرجال على مسرح السياسة وغير ذلك فهل يخلدون ويتقلبون في أفئدة الأجيال وترددهم الشفاه ويبقون للأبد إلى أن تقوم الساعة ؟
الجواب : إذا لم يكن عملهم في سبيل الله وفي طاعة الله وقربة إلى الله سبحانه وتعالى فالجواب : (لا) فعملهم باقي ولكن ليس لهم ذكر .
مثالا على ذلك الاسكندر لم يخلد كفاتح شهير بل كعبقري حكيم وتلميذ فيلسوف عظيم في هذا الجانب .
ونابليون لم يتغنّ به الفرنسيون لأنه قاهر الأمم وغازي الأرض بل يتغنون به لأنه عظيم من عظماء التشريع وأديب ومفكر في ثوب قائد فقط . وغيرهم من الشخصيات التي يذكرهم ويخلدهم التاريخ في هذه الدائرة أو في تلك الدائرة فهم منحصرون فيها دون غيرها بخلاف الأنبياء والرسل والأولياء من الأوصياء فهم مخلدون وباقون وتذكرهم الأجيال جيل بعد جيل لأنهم يتميزون عن غيرهم في كل الأدوار والمجالات من علم وأدب وشجاعة وووو.... إلى آخره من الأمور الأخر وكل ذلك تواضع وإخلاص وتقرب في جميع أدوارهم واعمالهم لله تعالى لا سواه ولا لأجل شي وغرض دنيوي ومثالا على ذلك الحسين ابن علي (عليه السلام) .
هل نحن كمسلمين وكشيعة بالخصوص حافظنا على مقدرات عظمائنا وما قدموه من انجازات ام لا ؟
وهل استلهمنا من تلك الشخصيات والعظماء الدروس والعبر ام لا ؟
إن عظماء الأمم هم الأنبياء والرسل والأولياء والصالحون هؤلاء هم الذين يسطرهم التاريخ ويحافظ على مقدراتهم وما قدموه لهذه الأمة وللأمم السابقه على اختلاف ملتهم وهذا هو الصحيح والمفروض الذي يرفعه كل مسلم حقاً ويعترف به كل إنسان كما اعترف بذلك الكثير من القادة والكتاب والمفكرون في كل زمان عندما استلهموا من مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه الكرام فقالوا فيه وفي أصحابه أقوالهم الشهيره التي استلهموها من مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه الكرام فعلى سبيل المثال ما قاله الرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون ( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام ) .
والزعيم الهندي غاندي ( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين ) .
والمسيحي انطوان بارا ( لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين ) .
وهناك أقوال كثيرة في حق الإمام الحسين (عليه السلام) قيلت ولولا أن خوفنا أن يطول بنا المقال لذكرنا كل ما قيل في حق الإمام الحسين (عليه السلام) ولكن نكتفي بهذا .
فعلينا كمسلمين أن نحافظ على ما قدمه عظماؤنا وما بذلوه من تضحيات في سبيل الله سبحانه وتعالى ومن اجل إعزاز هذه الأمة ورفع رؤوسها عالياً ولهذا علينا أن نخلدهم من خلال ذكرهم المتواصل في كل محفل ومجلس يقام وفي كل تجمع يجتمع فيه المسلمون ليستفيد من ذلك أبنائنا وأحفادنا عبر العصور ليأخذوا الدروس والعبر من تلك المدرسة العطرة النيرة لأبي الأحرار (عليه السلام) الذي نعيش ذكرى استشهاده في مثل هذه الأيام .
فعلينا في هذه الأيام كمحبين للإمام الحسين (عليه السلام) أن نهيئ أنفسنا فكريا وروحيا للإستفادة منها .
[ فالسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين]
بقلم سماحة الشيخ ماهر البحراني