الحرية وما تعنيه وأبعادها - كلمة بمناسبة عيد الغدير -الكلمة الثانية

الحرية وما تعنيه وأبعادها - كلمة بمناسبة عيد الغدير -الكلمة الثانية

عدد الزوار: 1965

2012-12-29

مفردة أصل لها مولى المتقين (ع) إلا وهي الحرية وما تعنيه وأبعادها

عليٌ (ع)عندما عُقدت له البيعة في مثل هذا اليوم بأمرٍ من السماء: {يـٰاَيُّهَا الرَّسولُ بَلِّغ ما اُنزِلَ اِلَيكَ مِن رَبِّكَ و اِن لَم تَفعَل فَما بَلَّغتَ رِسالَتَهُ}[2] في غدير خم، الموقع الذي يحملُ من الخصائص الشيء الكثير شرّف بأقدس قضيةٍ حملها النبي الا وهي قضية الإمامة العهد الذي سوف يسأل عنه الكبير والصغير، الرجل والمرأة، الولاية لعليٍ وآل علي، الكل بايع ممن حظر الغدير. العلامةُ المحقق الكبير الأميني في غديره هذه السفر الجليل العظيم كم هو جميل أن يأخذ موقعه الطبيعي من صدر مجالسنا أو في صدر صالات منازلنا لنكحّل عيون اطفالنا من بنين وبنات في النظر الى هذا العنوان: الغدير، حتى يكبر مع عقلية الطفل شيئاً فشيئاً وتنشأ العلاقة سوف يسأل منك كأب وسوف يسأل من أمه كأم ما الذي يعنيه هذا الكتاب؟ ما له من الخصائص بحيث حظي بهذه الحظوة.

التمايز كل التمايز بالولاء لمحمدٍ وآل محمد

أيها الأحبة بعض مجالسنا بعضُ صالات بيوتنا بعض منتدياتنا ربما يتصدرها بعض الصور والرسوم لذوات معينة لكنها لا تحدث ربطاً ولائياً. قد يتفنن الرسام قد يحلق التشكيلي ولكن مهما كانت الصورة وهي مجردة من العمق الولائي لا قيمة لها، التمايز كل التمايز بالولاء لمحمدٍ وآل محمد (ص) بايعوه أيام ثم حصل محصل، ربع قرناً من الزمن كان كفيلاً في ان يطمس المعالم الغديرية خصوصاً اذا ما وقفنا على بعض النصوص التي تدلل على الكم الهائل من التزييف والوضع والتصحيف الذي انتاب مسألة الغدير و الا قضية يشهدها اكثر من مائة وعشرين الف انسان مكلف لتوه تحلل من نُسك ثم كأن الجمع فص ملح ذاب في ماء قيّض الله بعد قرون هذا الشيخ المحقق الكبير لينفض الغبار عن مفردة الغدير فينفث فيها روحاً من جديد أحد عشر مجلدا تصوروا أيها الأحبة ان يبذل علماؤنا من الجهد، جهد روحي، جهد جسدي، جهد مالي، فراق اهل، أحبة تصوروا سافر من النجف الاشرف شرّفنا الله وإياكم بشرف الوصول، الى الهند لا في وسائط اليوم سويعات والانسان في الهند، على سفينة شراعية يصارع الامواج في سبيل أن يقف على كتاب يُشكّل مصدر للغدير.

 

الشيخ شريف القرشي وموسوعته العظيمة

 أيها الأحبة نحن نعيش الولاء الحب لكن علينا أن لا ننسى ما قام به اولئك العظماء وما زال يقوم به عظماء اليوم مراجع الطائفة، اعلام الطائفة، ارباب الفكر في الطائفة، ارباب القلم في الطائفة، الشيخ محمد باقر شريف القرشي  استادُ التأليف والتحقيق في التاريخ في المدرسة الامامية في العصر المتأخر هذا الرجل العظيم كتب موسوعةً خاصة في حق عليٍ (ع) ورفدها بقراءة متكاملة لأنوار آل محمد يعني ارقام  تصوروا أن هذا الرجل العظيم الذي لامس القرن من الزمن عاش عاديةُ الطاغوت الأرعن المقبور الذي أنئ بنفسي واترفع عن اجري لفظة اسمه على لساني كابد ما كابد صبر ضحى خرجت هذه الموسوعة اليوم عندما يذهب الواحدُ منا الى المكتبة الكبرى في الكونغرس الامريكي التي تعتبر ثاني اكبر مكتبة في العالم يأخذك دهليزٌ الى بعض القاعات في الطريق تعترضك لافتة تدري ما الذي كُتب عليها؟ هذه اللافتة تستوقفك قهراً ربما لا عن إرادة مكتوب عليها (لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى الا علي) (صلوات) منها تأخذ طريقك للقاعة لتجد هذه الموسوعة التي رشُحت عن قلم هذا الانسان العظيم باقر الشريف القرشي تأخذ صدر المكتبة في الكونغرس الامريكي صدقوني لولا المدد من علي، لولا المدد من جوار علي، لولا المدد من حوزة علي، لما استطاع أن يصل هذه الشيخ الجليل وهو عند ربه في مقام رفيع الى أن يفرض نفسه على هذا العالم.

 

صبر علي (ع) وعلمه، وسفاهة القوم وظلمهم

 أيها الأحبة من أراد أن يعتز ويفتخر فمقومات العز والافتخار بأيدينا، لا يجارينا فيها أحد ولا يضارعنا فيها أحد، لأنّك مهما قد فتشت في هذا الكون فيما تقدم وما عشنا وما هو الآتي لن تجد ثقلاً بعد الكتاب، الا الثقل المتمثّل في محمد النبي (ص) مروراً بالسلالة الطاهرة، ختماً بالخلف الباقي من آل محمد.  لكنّ التركة ثقيلة ربع قرن من الزمن، قلبت المفاهيم، صودرت الافكار، حجّر على الآراء، استأصل من استأصل، نُفي من نفي، طويت صفحة اقوام، اغلقت بيوتات، طمست مدرسة الحديث الا القليل، جاء عليٌ أما بماذا؟ يقول عليٌ (ع): (آلتُ الرياسة سعت الصدر)[3] ومن أوسع منك يا عليُ صدراً وأنت الذي تحملت ما جرى في بيتك وخلف بابك وعلى زوجتك سيدة نساء العالمين من الاولين والآخرين وتحملت ثم آلت اليك الخلافة فلم يكن الوضع احسن حالة قال: (ملأتُم قلبي قيحا)[4] قال: (اللهم أبدلني بهم خيرا)[5] عليٌ رُغم ذلك يصعد على منبر مسجد الكوفة يخاطب ذلك الجمع: (سلوني قبل أن تفقدوني)[6] تصوروا عالمٌ يذهب في سبيل كتاب يقطع البحار ومجتمعٌ يحظى بمن يضع المعلومة بين يديه والمعلومة المعصومة للمعلومة المحتملة الصدق بل قطعية الصدق؛ لأن علي عندما يفرغ، يفرغ عن محمد ومحمد الوحي (سلوني قبل أن تفقدوني) قام له رجلان: الرجل الاول قال: يا عليُ كم شعرة في طاقة رأسي؟ وماذا يعني؟ ما هي النتيجة المحصلة من هذا السؤال؟ مثل هذا كمثل الذي يستوقف رجل دين، منهك هارب من الظلم، مغترب باذل الجهد الكثير في مسجد او حسينية ويسأله عن النملة التي جرى حوار بينها وبين النبي سليمان(ع) أذكراً كانت أم أنثى؟ هذه الذهنية التي كانت في ذلك اليوم لا زال لها ذيل الى يومنا هذا، اسألوا بيوتات المرجعية وخصوصاً مكاتب الاستفتاء عن بعض الاستفتاءات التي تضحك الثكلى! أحدهم يسأل المرجع: أخذتُ خيرةً في الليل، الخيرة في الليل صحيحة او لا أثر عليها؟

 قام ابي نباته قال: (يا علي متى يخرج المهدي منكم أهل البيت)؟ سؤال محكم استظهار لعالم الغيب، المهدي لم يولد بعد، هذه سلسلة متواصلة من الأئمة، قال له عليٌ في كلامٍ مختصر: (اذا... ثقلت الظهور... حُجب المنشور...)[7]، سيظهر المهدي (لكن مع الأسف بين الحين والاخرى يظهر لنا شخص في الشارع او في مطعم او في سيارة او في ... ويدعي المهدوية!! ومع الأسف الشديد هناك من يصفق له ويتناغم معه!! لأسباب أنتم تعرفونها؛ لأنكم اصحاب كمال وأهل قراءة ومتابعة ووعي وانفتاح. قد يقول القائل: انك لا تعرف احدا من هذا الجمع الا النزر القليل كيف تعطي هذا الحكم المطلق؟ اقول: لأني لدي ثقة ان في كل محبٍ موالي قوة كامنة اذا ما استغلت ووظفت في اتجاهها الصحيح فإنها قادرة على استنتاج ما ادعيت، من الوعي، من القراءة ومن الفهم والاستنتاج؛ اذا حُجب المنشور وثقلت الظهور، القرآن يعطل الا للمدرسة والامتحان، القرآن يعطّل الا للمقبرة والفاتحة والباقي غبار، وثقُلت الظهور ثقلت الظهور (في القراءة المادية قد يكون ثقل الظهر في الماضي له وجه؛ لان لبس اللباس آنذاك كان كثيرا، لباس فوق لباس بالنتيجة يثقل الظهر، لكن في الوقت الحاضر والتي لا تتعدى الملابس في وزنها الكيلوين ماذا؟). ثقلت الظهور بالذنوب.

 

سياسة تكميم الأفواه و مصادرة الحريات

 أيها الأحبة بقدر ما نقترب من محمد وآل محمد نطهر، بقدر ما نبتعد عنهم لا قدّر الله بقدر ما نكبوا. عليٌ وضع يده على الجُرح شكّل وضع يده على أصل المشكلة الا وهي مصادرة الحرية في وجدان الأمة، ربع قرن من الزمن اُغلقت الأبواب تماماً تم تكميم الأفواه من نطق ببنت شفة يعرف النتيجة اين ستكون. كسعد بن عبادة مثلاً الذي قالوا: اكلته الجن وخطفته الجن لا لشيء لا لأنه قال أن علي هو علي (الرجل سكت لم يدعي شيئا للمعلومية فقط نقول ـ ولا نذهب بعيدا‌ـ انه بعدما ما رأى الامور تسير باتجاه آخر قال: (ولكن علي علي) فعلي كان من البداية (علي علي) لماذا الآن تقول: (علي علي) على كل حال تم تصفيته (ذهب الى وادي الجن! اختطفوه اكلوه...!!!) بالنتيجة راح الرجل رئيس الانصار.

 

مفهوم معنى الحرية  ومصاديقها

 فالحرية كانت معدومة، وقتها الامام علي (ع) اراد أن يرجع للامة كرامتها هذه الكرامة الرشد التطور مبني على اساس حل هذه الاشكالية ألا وهي مصادرة الحرية في وجدان الفرد والأمة من وراءه، الحرية الكاملة لا تتأتى الا في زمن المهدي من آل محمد (ص) الحرية النسبية ممكنة لذلك الشعوب والدول متفاوت فيما بينها هذا المفهوم، مفهوم الحرية، الحرية المطلقة اذا تأمل العاقل فيها ثم لم يجد من يمضيها على أساسٍ من العصمة فإن مردودها سلبي؛ لأنها مشروطة بشروط وامضاء هذه الشروط بيد من بيده العصمة؛ اذن لا حرية مطلقة على وجه الأرض اليوم وان كان يدعيها جميع الأنظمة ربما على وجه الأرض حتى الاشد دكتاتورية، لكن تبقى نسبية لو اطلقت الحريات في زمن الغيبة ـ يعني الحرية المطلقةـ معنا ذلك خلط الاوراق، دربكة الوضع، اشغال الأمة بالمهم دون الأهم، الشروط ما هي؟ وهي مقبولة عقلاً، عرفاً، شرعاً، عدم الاعتداء على الآخرين لا ترى بلدا على وجه الأرض أكثر من امريكا ادعاء للحرية، لكن هل التصرف منسجم مع الدعوة؟ أبداً

قتلُ امرئ في غابة جريمة لا تغتفر

وقتل شعبٍ كامل مسألة فيها نظر

لماذا؟ لأن مفهوم الحرية مقلوب، عدم الاعتداء على حقوق الآخرين ضمان لقراءة الحرية قراءة صحيحة المدعي لها في من، اثنين عدم المساس بالقواعد والضوابط الشرعية التي جاء بها النبي الأعظم محمد (ص) الاسلام يقول لي: صلي أنا أقول له: أنا حر، اريد ان لا اصلي، هذا الامر بيدي. الاسلام يقول لي: لا تعتدي على أحد. اقول له: لا أنا حر، أريد ان اعتدي على الناس. هذا هو واقع الحياة. تصوّر الدنيا لا صلاة فيها لا ارتباط بالله فيها، فيها ظلم، فيها جور، فيها تعدي، عدم احترام للأبوين، عدم تقدير للكبير، اضرار في الصغير ماذا سيكون؟ هذا من ضرائب الحرية المطلقة؛ لأن الضمانة غير موجودة المعصوم. الأمر الثالث عدم الاضرار بالمصالح العامة يحصل حراك في أكثر من مكان في الدنيا اليوم رغبةً في الوصول للحريات ومكتسباتها لكن مع غفلة واضحة عن مسألة الاضرار بالمصالح العامة لذلك نرى من يرغب في تحقيق العدالة والحرية لابد له ان يدخل الى المسجد، يفجر، يدمر الأبرياء من الرجال والنساء  لماذا؟ لأنه يريد الحصول على الحرية! أي حرية هذه؟ او ينسف مقرّا أو يجهز على مؤسسة مدنية بحجة الرغبة في تحصيل الحرية للآخرين! اي حرية هذه؟ يعتدي على نفسه عندما يُقدم بالعمل الانتحاري ويُقدم على مصادرة حق الحرية لشخصه لان يعيش حراً هذا الانسان الذي يقوم بمثل هذه الأدوار وضع يده رهينةً للشيطان، إبليس هو الذي يديره، يوجهه، (هو يتصور بالخطأ بانه يقاتل لأجل الحرية).

الحرية مقسم كبير، تحت هذا المقسم كما يقول المناطقة مجموعة من الاقسام على رأسها الحرية السياسية، الحرية الدينية، الحرية المذهبية، الحرية الحزبية، الحرية الحرية... (كلها تنطوي) تحت هذا العنوان، له أيضاً نظائر جيء مجموعة من الحريات أيضاً تنساب بهذا الاتجاه الحرية السياسية اذا ما تمت تعني فيما تعنيه اعطاء الحرية التامة في اعتناق أي مذهبٍ سياسي او توجه من دون فرض مذهب خاص لا على الافراد ولا على الجماعات دونك من شئت ضع يدك على أي مسمى من مسميات الدول ترى أن الحزب الحاكم يفرض واقعاً معينا؛ اذن كل من يدعي الحرية هو في حدود دائرة الادعاء أما بينه وبين الواقع مسافة ما بين الأرض والسماء وتبقى الحرية المدعاة في حدود النسبة هذا البعد تجلى أو هذا البعد والمبدأ تجلى في حياة علي(ع) في أيام خلافته. لماذا؟ لأن الضمانة موجودة حرية مطلقة أما الضمانة موجودة مصالح الأمة لا تضيع؛ لأن الامام معصوم من تقدمه، من تعقبه لم يكن هذا المبدأ موجود ناهيك في أن يكون المجري معصوماً في خمس سنوات تجربة دخلتها الأمة ولما لامست الاضرار ببعض مصالح بعض أناس قامت الدنيا ولم تقعد. ثلاث من الحروب الطاحنة اجبر علي (ع) ان يدخل فيها وخسرت الأمة الكثير جراء ذلك من القراء، من المحدثين، ممن سمع من النبي، ممن جالس، ممن جاهد بين يدي الرسول (صلى الله عليه وآله) طوتهم الحروب الثلاث وهي واحدة من أهم  المؤامرات الكبرى على الاسلام. اليهود عملوا، والسذج من بعض المسلمين الذين لم يستقر الايمان في قلوبهم بصريح القرآن {قَالَتِ الأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}[8] حصل ما حصل. الحرية السياسية عند علي (ع) تعني: حرية القول قل أو كثر، الامام فتح المجال أمام أبناء الدولة في زمنه في أن يقولوا ما شاؤوا وأن يتحدثوا بما أرادوا؛ طبعاً ما لم يتعقب ذلك الحديث من فساد، اذا وصل الى حالة الفساد والافساد، الضلال والاضلال لابد وان يتدخل علي(ع)، لذلك الامام علي أحجم عن تصحيح بعض المسارات الموروثة ممن تقدم، مثال ذلك ما حصل مع الخوارج بعد النهروان، الخوارج بعد النهروان صاروا يسبون علي (ع) في العلن، صاروا ينابذون علي (ع) في كل مجلس، دونك قضية ابن الكواء، دونك قضية فلان فلان، حتى مسئول القضاء في خلافة علي(ع) كان من ضمن هذه المنظومة، الامام علي (ع) ترك حرية النقد لأبناء المجتمع في دولة خلافته في البند الأول أيها الأحبة نحن اليوم أيضاً في مسيس الحاجة في وسطنا على الأقل في وسطنا أن نتعاطى القول كثر أو قل أن لا نطارد على كلمة وممن؟ من أخيك المؤمن! من شريكك في المذهب! من التوأم معك في الاعتقاد! تسقط الاعلام تدمر الشخصيات لا لشيءٍ الا لكلمة والامام علي كمبدأ اثبتها وأقرّها.

 

حرية النقد عند امير المؤمنين علي (ع)

الامام علي (ع) في المربع الثاني وهو النقد، حرية النقد تركها بسطها أمامهم حتى طلب منهم التقويم في بعض المناطق على فرض وجود الخلل وهو من باب (فرض المحال ليس بمحال) ليس الا، والا نحن لا نتصور أن يصدر من علي (ع) ما يستوجب التأمل، ناهيك أن يدخل في دائرة النقد، لكن من باب فرض المحال ابن الكواء أيضا مصداق بارز إذ دخل ذات يوم وعلي (ع) يتحدث مع اصحابه قال له: يا علي: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}[9] تصوروا علي بن أبي طالب (ع) دخل في هذا الأمر الامام علي (ع) ماذا يقول: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}[10] ما قال هذا الذي لا يفهم، بل قال هذا لا يوقن، الامام علي‌(ع) اذن يضعنا على الجادة يضعنا على الطريق، نحن اليوم أيها الاخوة لابد أن ننتزع درس في كل جلسة نجلس فيها سواء كانت الجلسة صغيرة وانتم تعيشون أجواء خارج حدود الأحساء حتماً هناك مجالس تجتمعون فيها فلتكن على أي صعيدٍ من الأصعدة لكن ما يمنع أن نتدبر في مدلول آية ونستنطق مفهوم حديث ونقرأ سيرة معصوم، إذا حركنا التدبر، إذا حركنا التأمل، إذا مارسنا القراءة والاستنتاج أيها الأحبة استجبنا لعلي ×، اما اذا نبقى في دائرة مراوحة في المكان فالخسارة كبيرة، لماذا؟ لأن الهجوم شرس علينا. نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يعجل في أيام الخلف الباقي، نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يشفّع علياً صاحب المناسبة فينا، نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقا فنتبعه، نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا البلد وسائر بلاد المسلمين آمناً مستقراً في أهله و ترابه وفقنا الله وإياكم لكل خير. شكري وتقديري للأخوة الافاضل القائمين على هذا الاجتماع النير، الطيب، الموفق، المبارك بمحمدٍ وآل محمد.