التقرير السنوي لأنشطة سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان 2012م
من أجل إدراك الحقائق الإلهية يحتاج الإنسان إلي العقل ونور الوحي، ومن دونهما لا يمكن أن يري حقائق الأشياء، فلا يكفي العقل وحده، بل لابد بعد العقل من التعليم، فيحتاج الإنسان إلي من يعلمه ويرشده ويذكره لكي يفهم حقيقة الأشياء، لذا إن أكثر ما يحرص عليه الإنسان المؤمن وهو يعيش في خضم الزوبعات الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، أن يأخذ الفكر الإسلامي الأصيل من منابعه الأصيلة، وعلى يد علماء أمناء على دين الله تعالى.
ولهذا السبب كانت الممحافظة على نقاوه وأصلة الفكر الإسلامي وتطهيره عما أدخل عليه، من أهم الأدوار والأعمال التي قام بها أهل البيت عليهم السلام، ومن بعدهم العلماء الذين ساروا على هديهم، فكانت قيمة العالم قي أدوار الفكر الإسلامي المختلفة في مقدرته على مكافحة الفكر الدخيل والمنحرف، وتثبيت الفكر الأصيل النابع من منابعه النقية الصافية، من خلال الاتجاه التربوي المتكامل، الذيل يقوم على أساس بناء العلاقة الداخلية بالله من حيث الحب، والايمان، والأخلاق، والخوف، والرجاء، والزهد، وما شاكل ذلك، وبالوسائل المعهودة من الإسلام من الصلاة، والصوم، والذكر، ومخالفة الأهواء...، ضمن الاهتمام العام بتربية وبناء الشخصية الإسلامية من جميع جهاتها، حتى يكون الإنسان المسلم مجسداً للإسلام في الفكر، والروح، والسلوك الشخصي.
وبناء الشخصية الإسلامية هو الآخر جزء من الاهتمام بالمجتمع، وعملية الإصلاح، والتغيير الاجتماعي، لأن الإسلام كما ينظر في أخلاقه، وتربيته، وأحكامه للأفراد، كذلك ينظر إلى المجتمع، والوحدات الاجتماعية التي يتألف منها الكيان الاجتماعي، وهذا الكل الذي يعتبر الشخصية الإسلامية جزءاً مه هو الإصلاح الاجتماعي، وتغيير أوضاع الناس لتلتئم مع الإسلام.
إن الإصلاح الاجتماعي لا يتم من وجهه النظر الإسلامية السليمة، إلا من خلال الإصلاح الفردي، ولن يصلح حال الجماعة إلا بصلاح حال الفرد، يقول الله سبحانه وتعالي (إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) سورة الرعد 11، وبناء المجتمع الإسلامي عملية لا تحدث إلا من خلال نمو كمي وكيفي، فإن الشخصية الإسلامية من خلال تكاثرها، وحدوث بعض المتغييرات الاجتماعية، تتجسد بشكل مجتمع إسلامي.
إن الشخصية العالمة المتفقهة والمستوعبة للتاريخ، والتي تفهم الإسلام وتعيه، وتتحسس آلام المسلمين، هي الشخصية المؤهلة للقيام بدور الإصلاح الاجتماعي، ونباء الشخصية الإسلامية، والتوعية الفكرية، ونشر ثقافة أهل البيت عليهم السلام المتكاملة، وإقناع الناس بها، من خلال خطب المسجد، والمحاضرات، والندوات، والمشاركة في المحافل الدينية والثقافية والفكرية، ودعم الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والتربوية والإنسانية.
والتقرير الذي بين يديك عزيزي القارئ يعتبر التقرير الثالث 2012م، وهو يسلط الضوء على نماذج من العمل الدؤوب والموفق في هذا المجال، والذي قام به سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان (أبوعدنان)، في داخل المنطقة وخارجها، وقد قسم على ثلاث محاور:
الاول: مشاركة سماحة السيد في المحافل الدينية والثقافية والاجتماعية.
الثاني: ما طرحه سماحة السيد من مواضيع في خطب الجمعة.
الثالث: النشاطات الدينية والاجتماعية التي قام بها جامع الإمام الحسين عليه السلام بإشراف مباشر من سماحة.
نسأل الله تعالى العلي القدير أن يجعل هذه الأعمال في ميزان حسناته، وأن يوفق العاملين في ساحة العمل الإسلامي، لكل ما من شأنه أن يحصن المجتمع من الانزلاق في مكائد الشيطان، أنه سمع مجيب.
جامع الإمام الحسين
لتصفح التقرير اضغط هنـــــــــــــــــــــــــا