التغيير الذاتي والاجتماعي عند الإمام (قدس سره)

التغيير الذاتي والاجتماعي عند الإمام (قدس سره)

عدد الزوار: 622

2009-10-23

 

    عند القيام بعمل التغيير في وسط أمة أو جماعة  ينبغي أولا القيام به هو التغيير في وسط الذات  ومحاربة النفس الذاتية عن أهوائها ورغباتها وشهواتها فمن سهل تغيرها سهل عليه تغيير أمة بكاملها والرقي بها والخوض ضد أعداءها , وجعل قدوة يقتدي بها ليسير على نهجها, فعندما يقرب أحدنا من قبر الإمام المعصوم والعتبة الطاهرة يجد نفسه ينتابه الهيبة والعظمة بصاحب القبر ويختلف تماما كمن يجده أمامه فقد يتعلثم أو يبكي أو يتوقف عن الكلام , فهذا السلوك من الشعور إذا انطبع في سلوك كل فرد من أفراد المجتمع  طول حياته فماذا سيكون المجتمع ؟   , فمن تلك بدأ الإمام حياته فوجدت الحجة والبرهان والبيان في كلامه كجده الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ),ووجدت فيه الشجاعة الممزوجة بالمعرفة كما كانت عند جده الإمام علي(عليه السلام) وأما السلوك الفاطمي والظلم الذي وقع عليها والتي قالت عن نفسها بأبيات شعرية :

قل للمغيب تحت أطباق الثرى ........ إن كنت تسمع صرختى و ندائيا
صـبـت علي مـصائب لـو أنها ........ صبت على الأيام صرن لـيـالـياً
قد كنت ذات حمى بظل محمد ......... لا أخشى من ضيم و كان حماً لـيـا
فــاليوم أخشع للـذليل و أتقـي ...........ضيمي و أدفـع ظـالـمـي بردائيا
إذا بـكـت قـمـريـة فـي لـيـلـهـا ......... شجناً على غصن بكيت صباحياً
فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي ..........و لأجـعـلـن الـدمـع فيك و شاحيا
فإذا على مـن شـم تـربـة أحمد ......... أن لا يـشـم مـدى الـزمان غواليا

 تجدها في حياة الإمام وبعد وفاته الظلم الذي لا تجده في عالم من العلماء وقع عليه مثل هذا الظلم , فتدرع وأخذ من الزهراء المظلومية  حتى وصل ما وصل إليه , وأما من الإمام الحسن (عليه السلام ) الجود والكرم والمحبة للمؤمنين , فأخذ بالحراك الفكري والثقافي والمعرفي مع الحفاظ على الموروث .

     فالمرض الوبائي المتفشي في جسد الناس ليس بأخطر من المرض الوبائي الروحي القائم على محاربة رجل الدين والنيل منه وإبعاد الناس من حوله والتنكيل والتشكيك و التظليل عليه فهذا الوباء الكارثي والاستعماري العالمي والهدم من الداخل .  

    وفي ختام خطبة سماحته حث المؤمنين بالصدقة والدعاء فهما الدرع الحصين من كل بلاء ووباء فالصدقات المدفوعة تذهب إلى الفقراء عن طريق الجمعية الخيرية .

ووجه سماحته الشكر للجهات المعنية على رفع فواتير الكهرباء عن الجامع , التي تشكل الشيء الكثير وتلعب دورا كبيرا بحيث سيتم صرفها في تطوير الجامع , بالإضافة إلى بيت الوقف الذي تم تأجيره بـ (52 ألف ريال) أيضا تدفع في تطوير الجامع , فمنذ إنشاءه إلى الآن بقوته واستمراره تمثلت من عطاء المؤمنين , ومنهم موصول وكل المناسبات الدينية لأهل البيت 0عليهم السلام) التي مضت قامت بفعل أيدي المؤمنين  .    

للاستماع إلى المحاضرة اضغط على الرابط