التربية الإنسانية غاية الرسالات على مر العصور
النبي الأعظم صلى الله عليه وآله أجهد نفسه في سبيل أن يرتقي بالإنسان، آيات محكمة وأحاديث شريفة رسمت للأمة مسارها، والتربية الإنسانية وظيفة الأنبياء ثم الأولياء ثم العلماء ثم الأمثل فالأمثل، ومفتاح النجاح كما هو ثابت لدينا هو العلم والتفكر والتدبر، لذا عمد النبي صلى الله عليه وآله إلى من يحمل هذا المفتاح ليصل الإنسان إلى وضع يزف إلى زوجه ليلاً ويتوج بالشهادة نهاراً.
إلا أن الأمة بعد إعدادها وغياب النبي صلى الله عليه وآله أخلت بالمسار لسوء اختيارها فتفشت حالة من الضياع والفوضى، وهنا يأتي دور المصلح الذي تحوطه عناية السماء في الحفاظ على كينونة الأمة والحفاظ على الخصائص التي ثبت بالتجربة عدم استقرارها بالنفوس، والأئمة عليهم السلام لم يقصروا في القيام بدورهم وخير مثال على ذلك الإمام علي عليه السلام فمرقت طائفة ونكثت أخرى وقسط آخر فدارت ثلاث معارك طاحنة راح ضحيتها القراء والحفاظ والصحابة وجزء من التابعين وأحدثت خللاً في البناء الفكري، أما المثال الثاني فهو الإمام الحسين عليه السلام من خلال نهضته التي حفظت للإسلام اسمه ورسمه عن طريق تهيئة الأسباب.
كذلك حفظ الخط الرسالي في وسط الأمة ممثلاً في الكتاب والسنة من أهم مسؤوليات الولي والمصلح، وحفظ صيغة المجتمع الواحد، وصون مكتسبات الدولة الإسلامية التي بذل النبي من أجلها الغالي والنفيس والمحافظة على مسار القيادة المعصومة في وسط الأمة.
وقد بين الإمام زين العابدين عليه السلام حقوق الإنسان مع الإمام وصولاً إلى أبسط القضايا، وهذا ما سعت إليه الدول مؤخراً عن طريق سن قانون يحفظ للأقليات وجودها وهويتها القومية والثقافية واللغوية ويضمن لها ممارسة شعائرها والمجاهرة بدينها في ظل جو آمن محترم يضمن لها حقوقها.
وختم سماحته خطبته بالتنويه بذكرى استشهاد الإمام الحسن بن علي عليه السلام ليلة الجمعة القادمة داعياً الجميع إلى المشاركة في إحياء هذه الليلة بما يتناسب مع مظلومية هذا الإمام.
للاستماع اضغط هنا