الإنسان مشروع حياة

الإنسان مشروع حياة

عدد الزوار: 621

2009-07-31

     فالعقل تستدل إضاءته عند الإنسان بالاستقامة وتفجر الحكمة بين جنبيه والانفكاك من العبودية بين الناس إلى العبودية الإلهية حيث التكريم الذي قال الله سبحانه لبني البشر (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )فقد تجد عالما مجتهدا ولكن تنقصه الحكمة , فعلى الإنسان أن لا يجير ولا يهدر طاقاته في الظلم والعصيان .فبالاستقامة يسير ركبه في الحياة  و يغوص فيها بكل آمان وثبات , فالحذر كل الحذر من أشخاص صيرت نفسها ظلاما ومترفين ومترفعين وعلماء فاقدة بوصلة الترشيد والتوجيه , فعلى كل إنسان الاستفادة من محطات تقوية الذات والمحاسبة النفسية لتقويتها  والتزود منها ليسير بها في بحر الحياة .

     فبتلك الصفات من العقل والعلم يكون قد اتصف وسار في ركب الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين وعباده الصالحين , الذين حملوا الأمانة (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً )  وساروا بها في الحياة حتى لاقوا العذاب والعناء ولم يلاقي نبي ولم يؤذى منهم كما أذي رسول الله وخاتم الأنبياء محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

       فأقرب ما يكون بتلك الصفات في هذه الأمة اليوم هم العلماء كما جاء في الحديث : ( العلماء ورثة الأنبياء) ومما يجرح القلب عندما نرى مجالس وحسينيات تقام لأجل الشتم والنيل من العلماء الذين غيروا حياة الناس من العلم إلى الجهل ومن الظلام إلى النور ومن الفساد إلى الصلاح , فعلى كل مؤمن مسؤول على نفسه أمام الله من تلك المجالس ومن تلك القنوات الهدامة والأشخاص المأجورة والأفكار المسمومة , فعلى المؤمن الكيس الفطن أخذ المعلومة من مصادرها ومن العلماء والمراجع وعليكم بمزاحمة العلماء بالسؤال والمعرفة فالسؤال باب من أبواب العلم ورفع الجهل .

      فالعلامة الحلي اجتمعت فيه العقل والعلم وتصدى كل ألوان الجهل في عصره وحارب الأفكار المسمومة وواجه أصحاب تلك الأفكار وناظرهم وشرع بالأدلة والبرهان والحجة والتبيان حتى نال شرف المحامي للمذهب والدرع الحصين له .فجاء من بعده الخاجة نصير الدين الطوسي فنال تلك المنزلة وجمع بين المعقول والمنقول , حيث نال المعقول من المدارس الفكرية واخذ المنقول من العلامة الحلي , فهو أول مرصد إسلامي , فعرف في مدرسة الحلة بمدرسة الكلام في الطائفة  ,حيث كان نصير الدين قمة في علم الكلام وهو آخر من وضع في ذلك العلم في الطائفة منذ ثمانية قرون إلى الآن"التجريد في علم الكلام" .

     فعلى الأحبة أن يضعوا أيديهم على موروثنا وعلى الشخصيات التي أثرت في الأمة وأضافت الكثير ولا زالت قادرة على العطاء من أمثال الخاجة نصير الدين الطوسي.   

 

 

 

 

للإستماع للمحاضرة أضغط على الرابط