الإسلام خير مقنن للحرية الفكرية
وعطف الجانب الروحاني على الأكاديمي عطف ملازمة وأنهما جناحان إن اجتمعا رفرف الخير والصلاح على المجتمع والأمة جمعاء، وإن افترقا فلا إمكانية للطيران بالصورة المرضية التي تنتهي بنا إلى حيث الرغبة والطموح المأمول , وشدد على ضرورة أن يكون لأصحاب اليد وذوي الثراء دعم في دفع عجلة الأبناء الذين يميلون بجدية للتعليم لدرجة التعطش، منوهاً إلى أن بعض الشباب يتعطش لقطع مشواراً تعليمياً متقدماً لكن تعيقه قلة ذات اليد وهمس اقتراحاً خصّ به المصليين من ذوي النعمة بتبني الأبناء المتفوقين من الأسر المحتاجة، ناعتاً إياه بالمشروع الحضاري الرائد الجدير بإدخال البهجة والسرور على قلب بقية الله الحجة ابن الحسن عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام , وتناول الأبعاد الأخرى من عوامل اقتصادية وسياسية التي متى ما اشتركت واتحدت مع بعضها أراحت المجتمع وأسعدته في جميع التفاصيل , واستعرض سماحته دور العقل في عبارة مختصرة تختزل الكنوز الكثيرة وصفه بما ورد عنهم عليهم السلام بأنه "أصل العلم وداعية الفهم", وبين أن المعرفة لازمة للعقل، ومن ذلك تسامى العلماء وخطر شأنهم , وناقش دور الحرية الفكرية وأي الحرية التي يراد أن يسوق لها في وسط الأمة: الحرية المطلقة أم هي المقننة؟؟ وتساءل إن كانت الحرية مقننة فمن الذي يقوم على تقنينها: الإنسان أم الدين؟؟.
وتوقف عند بعض المواقف والمظاهر الاجتماعية التي يتعاطاه الناس بتسامح، وتنتهي في أيسر الأحوال باستحالة الصنم إلى إله، كنايةً عن تعظيم شخصيات (قد تكون عديمة الجدوى) وترقيتها إلى مصاف الأولياء, وأشار بالتهمة إلى أصحاب المخترعات الدينية الذين يقحمون سفاسف الأمور ويبتزون بسطاء العقول، لدرجة أن تتحكم أضغاث نائمٍ في مصائر الناس فتستعمر الواقع المعاش وتفرز تقديساً للأمكنة والشخوص ويحتل بها المنتهز منهم مرجعية مطلقة وصلاحيات مفتوحة، تدير عقول البسطاء من بعض الفقراء، ومعدومي الثقافة، ومن ضاقت أعينهم عن رؤية السماء، واستنكر سماحته على المضلَلِين كيف غاب عنهم أن يدعوا الله فيستجيب لهم, وحذر المؤمنين في الدقائق الأخيرة من الخطبة من أن يتورط أحد في تزكية نفسه فيعجب بعمله ويغتر بإعماره بيوت الله وإدمان الحج والعمرة، وصيام الدهر، فهي وإن كانت متطلبات دينية أصيلة لكنها تكون وبالاً عليه ولا تكفيه اللعنة إن هو جار في وصيته، وتنهد بألم وهو يستشهد بقضايا اجتماعية انتهت برحم مقطوعة وحقوق مضيعة وعلاقات مفتقة، واستدل برواية نبوية تبشر بمقاعد من نار لمن يتلاعب في خاتمة أعماله، عنه صلى الله عليه وآله وسلم "إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنه فإذا أوصى حاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بالخير عمله فيدخل الجنة".
للاستماع اضغط هنا