اتخذ سماحته من الأمانة محوراً رئيساً لخطبته, وراح يفصل فيما تحمله هذه الكلمة من معاني, فالبعض يقصرها على الأمانة المادية وهم مخطئون, إذ يتسع مفهوم الأمانة ليشمل العديد من المصاديق فهناك الأمانة العلمية من خلال ذكر المصدر لما ينقله من أقوال ونظريات, والأمانة العبادية بإخلاص العبادة لوجه الله سبحانه دون تصنع وتملق لنيل مآرب أخرى, والأمانة الرسالية التي يحملها رجال الدين على عاتقهم بتبليغ علومهم لأبناء الأمة, والأمانة الأخلاقية بصيانة الجوارح ومراعاة حدود الله باستعمالها, والأمانة في أداء العمل مع أي كان, وأخيراً الأمانة في الكلام وتحري الدقة في نقله ومراعاة ما يحتطب الإنسان على ظهره, فالأمانة أساس مهم لتنظيم الأمور وتحقيق النجاح في مختلف المجالات, وعلى العكس من ذلك الخيانة التي تعود على صاحبها بما لا يحمد عقباه.

 وختم بهمسة موجهة إلى الأخوات المؤمنات حاثاً لهن على التحلي بالأمانة إذ أنهن عماد كل أسرة وأساس صلاحها, كما حث على نقل كل ما يسهم في تقريب القلوب والتآليف بينها, وأشار إلى أهم أمانة أودعها النبي صلى الله عليه وآله لدى الإمام عليه السلام وكيف ردها الإمام للنبي بعد تعدي القوم عليها واهتضام حقها الذي أوجبه الله لها.

للاستماع اضغط هنا