إضاءاتٌ هادئة
وقـفــتُ أســـأل الــبــدرا
علـى مـا هـذه البـشـرى
وفــي مــا نلتـقـي لـيــلاً
ونُـبـقــي أمــرنــا ســــرا
هـل الـذكـرى لـهـا أصــلٌ
عـلــى إيـقـاعـه تُـجــرى
أم الــتــاريــخ تـضـلــيــلٌ
يُــحـــيـــل حــلــونــا مــرا
أرى فــي جمعـكـم هــذا
فـلاحـاً يـوجـب الـشــكــرا
ويــبــنــي لـلـعُـلا مــجــداً
إذا مــــا أصّــــل الـفـكــرا
فـعــيــن الله تــرعــاكــم
وعيـنٌ قــد غــدت حـمـرا
فـمـا نـحــن ومـــا أنـتــم
إذا لـــم نـخــدم الــزهــرا
فــكــل الــكــون أنـــــوارٌ
أحــالــت لـيـلـنـا فــجـــرا
أليـسـت هـــذه الـذكــرى
وعـيــدٌ عـــمَّ بالـمـسـرى
فبـنـت المصطـفـى ســرٌ
بـــــه رب الـســمــا أدرى
فسيـروا يـا بنـي قـومـي
إلـى مـن يضمـن الأجــرا
فـبـنــت المصـطـفـى نـورٌ
ونـــــــور اللهِ أســـــــرى
حـديـثـي عـنــكِ تـرانـيـمٌ
فــلا أحـلــى ولا أطـــرى
حـديــثٌ يـعـمـر الـنـفـس
بـلـحــنٍ صـغـتــهُ وِتـــــرا
فـحــاء الــحــب قُــــداسٍ
سمـعـنـا لـحـنــه وفــــرا
وبـــــاء الــحـــبِ قـــــرآنٌ
تـلـونــا حــزبــه نــــثـــــرا
ونــــــور الآل أســـمــــاءٌ
تـلاقـت تـشـبـه الـطُـغــرا
ومــــا زالـــــت تُـوافـيـنــا
بلـطـف الـحـقِ إذ أجـــرى
فـتـلـك نـعـمـة صُــغــرى
وهــذهِ النعـمـة الـكـبـرى
تـرفّــق أيـهــا الـسـاقـي
فـدربـي لــم يــزل وعــرا
قصدت القُرب في نظمي
لتبـقـى سـاحـتـي نـــورا
لأحـيــى بـيــن أقــرانــي
قـريـبـاً أرشـــف الـعـطـرا
أُغـنــي مـثــلَ مـشــدوهٍ
لـعـلـي أُسـقــط الــنــذرا
فـخـيـرٌ للـفـتـى الـعـانـي
حــيــاةً تــرفــع الــقـــدرا
لأبـقــى ضـمــنَ إيــقــاعٍ
يـجـيـز الـعـجـز والـصــدرا
فـعُــذراً يـابـنـي قـومــي
فـلــســتُ بـــالـــذي أزرا
ولـكــن نـفــثُ مــصــدورٍ
أجـــاد الـــروي والـبـحــرا
فــذاتــي كُـلـهــا حـــــبٌ
لمـن رام التُـقـى جـسـرا
وقلبـي نـبـضُ إحـسـاسٍ
هـنــاك صـغـتـهُ شــعــرا
وكــــــل الـشـعـرأصـفــارٌ
إذا لـــم تُــذكــر الــزهــرا
نـظـرتُ الأُفــق مـحـزونـاً
وجــدتُ الأُفـــق مـحـمـرا
وظـــنـــي ربـــمـــا درات
رحــاهــا مــرةً أُخـــــــرى
ولـكـن أبـصَــرت عـيـنـي
على مرمى الرؤى نسـرا
فقـلـتُ مـالــذي يـجــري
تُــــراه أتــقـــن الـمــكــرا
تُــــراه يـبـغــي صــيــدي
جُـزيـت الحـمـد والشـكـرا
أنـــا ذاك الـــذي يــشــدو
بـشـعـرٍ مــــزق الــوقــرا
وحـيـث الـحـبُ يحـدونـي
فلحني من صدى بُصـرى
تـغـنـيــتُ بــــــه لـــيـــلاً
ورددتُ بـــــــه ظُـــهــــرا
أليـسـت هـــذه الـذكــرى
عـلـى مــا أكـتـوي قـهـرا
أعـيــدي لـلـعُــلا مــجــداً
بـحـرفٍ مـنـكِ يـــا زهـــرا
فمـيـمُ الإســـم تـكـويـنٌ
أصــــاب القـفـرافـخـضـرا
وهـــاء الإســـمِ تـوحـيــدٌ
قـديــمــا أوجــد الـــــــّّذرّا
فُطمـنـا مــن لـظـى نــارٍ
بــفــاءٍ تـنـشــر الـعـطــرا
نـظـمـتُ هـــذهُ شــوقــاً
لأقضي فـي الــرؤى وطــرا
فـجـاءت مـثـل مــا أرجــو
حـلـوبـاً تـغـسـلُ الـفـقـرا
إلــهـــي "فـالـرضـا"عـبـدٌ
يـكـاشـف بـالــذي قــــرِّا
أرانــي سـادتـي أُفـضـي
بـمـا قــد حِـطـتـهُ خُـبــرا
عـلـى مــا طـــاف جـبــارٌ
يـنـاظــر أهـلـنــا شــــزرا
أتــى لـلـدار فــي جـمــعٍ
فــلاذت تطـلـبُ الـسـتـرا
فـألــوى ظـهــره عــمــدا
أراد الـخـنــق والـعــصــرا
فــنــادت بـعـلـهـا ولــهـــا
أنـيــنٌ يـقـصــم الـظـهــرا
فــذا المـسـمـار أعـيـاهـا
وأردى ضـلـعـهـا كــســرا
دمـــاءٌ للـعُـلـي فــاضــت
وعـيـن المرتـضـى عَـبــرا
غـــداة فــاطــمٌ أهــــوت
لتلـقـي مُحسـنـاً قـســرا
تنـاجـي نفسـهـا همـسـاً
علـى مـا جسـدوا الـغـدار
عـلـى مــا أُقـتـيـد كـــرارٌ
تُــراهــم دبــــروا أمـــــرا
تُـراهـم أحـسـنـوا صـنـعـاً
إذا مـــا ضـيّـعـوا الـقـبــرا
مــضـــت لله "زهــــــراءٌ"
فسبحـان الــذي أســرى
فـهـذا سـيـدي شـعــري
عـلـنـي أحـصــدُ الأجـــرا
فبنّـتُ المصطـفـى كــونٌ
حـــوى الأفـــلاك والـــذّرّا
بـــــه الأقـمـارُ قــد لاحــت
تنـيـر الأُفـــق للـمـسـرى
فــــآل الـبـيــت ألــطــافٌ
ولــطــفُ الله لا يُــشــرى
ولــكــنَّ لـطـفــه رهــــنٌ
بـحــب البـضـعـة الـزهــرا
|