أهم العناصر الداعمة للحركة العلمية في النجف (2)

أهم العناصر الداعمة للحركة العلمية في النجف (2)

عدد الزوار: 663

2011-04-24

 وعدّ الحرم الطاهر لأمير المؤمنين من الروافد التي تتلاقح فيها الآراء والأفكار بين أقطاب الحوزة وطلابها ، وعن أمكنة الدرس والتدريس بين سماحته أنه لم يكن هناك مدرسة بعينها فالجوامع والمساجد والمكتبات والحرم الذي أكسب النجف قدسيتها كلها مقاعد للدرس والتحصيل في دوائر قد تضيق وتتسع وعلى حلقات تغلق وتنفرج  ، مضيفاً بدهشة كيف أن البعض يأنس بمجالسة قبر لأحد الأعلام يستنبط من جواره ماتطلسم عليه فهمه .
مشيراً في أعقاب الحديث إلى المجالس الخاصة التي تعقد للدرس والتدريس والتي عادة لا يحضرها غير النخبة كالمجتهدين ومن يتصدّ للاجتهاد ، مبينا أن أصوات النقاش الذي يلتطم بالجدران لا يترك حساسية في نفس أحد ، وأشاد بمجلس السيد محمد باقر الشخص والذي وصفه بعالم في مقام مرجعية وأديب وعالم اجتماع وصاحب صفاء روح.
وأضاف أن الطلبة الجدد يترصدون الفرص لحضور هذه المجالس رغبة في تعلم فن البحث والحوار.

 و بدافع من التغيير أبدى سماحته أسفه على ما يجري في بعض مجالس العلم عندنا هذه الأيام من  تناقل الأحاديث سعيا في تخريب العلاقات بين العلماء وتوسيع هوة الخلاف , وناشد بصوته المسموع كل فاضل وكل رجل دين ألا يعطي أذنًا لفئة دست بيننا أو زرعت هي نفسها لتشق الصف وتعكر الصفو منبهاً إلى ضرورة أن يستمع إلى المصدر لا إلى الوسيط ، مستشهداً في ذلك بقصة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم كيف قطع مسافة جوية ليستمع إلى مصدر الحديث المنقول مصطحباً معه الناقل والراوية وحين تبين خلاف النقل اعتذر الناقل بكونه مدسوساً من أطراف أخرى .
وختم خطبة الجمعة ينعش ذاكرة الجيل بأسماء حفرت اسمها بأدوارها العظيمة كأحمد أمين الكاظمي صاحب كتاب " التكامل في الإسلام " والملقب بانشتاين الشرق ، والذي استعرض نظريات الغرب وهو ابن النجف مولداً وعلماً و مدفناً ، استفاد منه الغرب في استكمال النظريات التي استحدثوها ، تساءل السيد بعتب هل طرق أسماعنا هذا الاسم ؟ وهل تتمتع بيوتاتنا بكتابه ؟ واستفهم من هو المسئول عن هذا الجفاء الفكري وهذه القطيعة مع العلم وأربابه ,وناشد سماحته كل أب ومثقف وكل شاب بضرورة أن يقوم بدوره ومهامه حتى لا يتخلف أبناؤنا عن ركب الحياة فالقطار مندفع ولا كوابح له .

 

 

 

 

للاستماع

أو عبر الرابط