التقوى وأثرها عند اهل البيت

من وصية للإمام علي يوصي فيها كميل، الدينُ لله، كميل واحدٌ من الرجالات الذين تميزّوا في بناءهم الذاتي حتى أصبح واحداً من حملة أسرار آل محمد (صلوات) لذلك الامام علي × أولاه رعايةً خاصة، اهتماماً خاصاً، أودعه جملةً من الأسرار تفرد في نقلها كميل واحتفظ بقسمٍ منها جراء مراعاة المقتضي للحال: «نَحْنُ وَاللَّهِ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون»[2].

التقوى أيها الأحبة! هي الأساس الذي يبنى على أساسٍ منه الممايزة بين الأشياء، أعم من أن تكون تلك الاشياء هي عبارة عن الآحاد من الناس خارجاً أو ما يصدر عنهم أو ما تم ايجادهُ من أجلهم. أهل البيت ^ هم التقوى وهم من أسّس وأفصل لها واهل البيت ^ طرحوا مجموعةً من الطرق كلها تفضي الى هذه النتيجة أن يكون الانسان على درجة عالية من التقوى. اذ اتقى الانسان ربه سلمت جوانحهُ وجوارحه واذا تحدر منسوب التقوى في وجدان الانسان، داخل الانسان، كينونة الانسان، ترتب على ذلك الشيءٌ الكثير من الخلل في ممارساته القولية والفعلية وفي المواقف الذي ربما تصدر عنه لا عن هذين الطريقين؛ أي القول والفعل وإنما السكوت. البعضٌ منا مع شديد الأسف يتصور أن الموقف لا يحاكم عليه الانسان الا إذا ما صدر عن صاحبه بهذه الجارحة اللسان كأن يفصح عن مكنونه، عما في داخله في اتجاه قضية من القضايا وإلا فلا يمكن أن يرتب آثار على موقف، هذا الكلام له نصيباً من الصحة أما في مربعٍ معين ولا يمكن أن يبقى الانسان أسيراً لهذا المربع وإنما المربعات الأخرى أيضاً قد تستدعي موقفاً، هذا الموقف يملأُ بالفعل تصدر من الانسان حركة قد تكون متناهية هذه الحركة في الخفة والسرعة ولكن لها مغزاها تؤدي الى ما أريد لها أن تصل أو تُوصل بناءاً على صدورها لذلك القرآن لا يغادر هذه المفردة بل يؤكد عليها: {ويلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَة}[3] الهمز واللمز معلوم قول وفعل بمنتهى السرعة والخفة وفي ثوب خفاء معين على الطرف المراد، التقوى هي الحاجز، الحراس الظاهرية تتخلف على الانسان في الكثير من المواطن خصوصاً مواطن السر، الحارس الرقيب الذي لا يتخلف عن الانسان في أي موطن كان هو عبارة عن التقوى، التقوى جُنة، التقوى وقاية، التقوى حرز، التقوى سلاح، اذا أراد الانسان أن يتحرك به في أي اتجاهٍ شاء فهو السلاح العاصم اصلاً الذي يدفعنا لتأدية الواجب هو على اساس من تحرك وتفعيل جانب التقوى في داخل الانسان غير المتقي لا يسعى لتحصيل الواجب للخروج من عهدة التكليف، ايضا الانسان غير المتقي لا يخشى ان يقع في المحذور اشتد ذلك المحذور او كان في حالةٍ من الضعف النتيجة هو محذور لذلك التقسيم المألوف للذنوب بين صغائر ذنوب كبائر ذنوب هو شيء لا يعدو دائرة المسالك الاخلاقية في وسط الأمة، يعني منهجية البحث عند ارباب الاخلاق والسلوك هي التي اغرقت المشهد بهذا التقسيم.

ضرورة رعاية التقوى وعدم تجريم الآخرين

 أما الشريعة بما هي شريعة فلا تتعاطى على هذا الأساس وإنما ما استظهر من الذنب عند الانسان هو كبير عند الله سبحانه وتعالى، سواء كان مما وعد وتوعد عليه او كان في حدود دائرة ما يترتب عليه من الأثر الخطير على نفسه أو على المجتمع من حوله، من الذنوب التي يصنفونها بضمن منظومة الذنوب الصغيرة مثلاً من باب المثال حلق اللحية، حلق اللحية مع وجود طبعاً هذا ليس فيه مساس لشخصٍ موجود قد يكون أو أكثر من شخص قد تكون له مبرراته يعني أنا لست مع من يحاكم الناس على خطيئة حصلت ربما بظاهرها تتمظهر بهذا العنوان أما في الواقع ربما يخفى وراء ذلك الشيء الكثير قد يكون الوظيفة العسكرية ملزمة، قد يكون مرض ملزم، قد يكون قد يكون لذلك أنا لست مع من يجرم كل انسان يظهر منه حصول شيء من هذا القبيل لذلك ترتيب الآثار على مثل هذه الأحكام والمواقف يجعل منا أناساً يدفعون ضرائب أكثر مما يتأملون من الاصلاح؛ مثلاً قد يمرّ انسان ويرى شاب صغير في سيارة ونسمع صوت الغناء مرتفع من سيارته فنحن سوف نحكم عليه بأن هذا انسان مجرم، متمرد انسان خارج عن الآداب والقيم متحلل حتى دينيا بينما هذا ليس هو العلاج الصحيح، وليس هذا منطقا صحيح؛ إذا اين >احمل أخاك على سبعين محمل< قد يكون... قد يكون لتوه قام بتشغيل السيارة وكان البرنامج معدّ على أن جميع مكونات السيارة تعمل بناء على فتح أو تحريك المفتاح فصدر مقطع الغناء لفترة وجيزة جداً مادام هذا المحمل ممكن تصوره اذن لا ينبغي ولا يجوز لنا شرعا أن ننال من ذلك الشخص بحرفٍ واحد ناهيك عن كلمة ناهيك في أن يكون هنالك حكم تجريمي. أو انسان شاب صغير ركب السيارة ضغط على مكبس البنزين مما ترتب عليه احداث صوت معين من العجلات فسوف نقول: والله هذا الشاب متهور لماذا؟ لأنه ـ بلغتنا الدارجة نطلق عليه ـ (فحط بسيارته) فعند ذلك نهيل عليه الكلمات والمفردات اللاذعة التي لا تقل سوءاً عن ذلك الفعل وذلك الصوت حتى وإن كان صادرا عن عمد. أو في مساراتنا اليومية كم من الاختلافات تقع في داخل البيت الواحد بين الزوج والزوجة، بين الأبناء والآباء، والامهات والبنات هذا لا يعني وقوع مثل تلك الأشياء أن الابواب مفتحة أو مشرعة على مصراعيها ما شاء الانسان عليه ان يهذوا. الملاذ في كل هذه المصاديق الخارجية التي ابتدأتها لاقرّب الفكرة لذهن السامع وكلكم يحمل سمعاً واعياً كما أعهد و الى اليوم استصحب ذلك الامر بل ربما انتم في أحسن حال وفعلاً انكم باحسن حال عما كنتم عليه. الأمر في ميزان تقوى اذا اشتدت التقوى في داخلنا معنى ذلك اننا نستطيع ان نتخطى كثير من الحواجز اذا ضعف ميزان التقوى في داخلنا نعثر في اقل القليل من الحواجز المطروحة امامنا. التقوى تدفعنا للعبادة، التقوى تمنعنا من الجريمة، التقوى تحركنا في بر الوالدين، التقوى تمنعنا من قطيعة الرحم، التقوى تفعّل في داخلنا روح المحبة والألفة والصداقة والصراحة، عدم التقوى يعني عكس كل هذه المفاهيم المقدسة، فالتقوى شيء، مطلب، مهم، لابد من تحصيله لذلك في القرآن الكريم: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}[4] لا أن تعلموا أولا بعد ذلك تحصل التقوى؛ بل لابد أولا من حصول التقوى، اول شيء تصفية بعد ان تحصل هذه التصفية الإفاضة من الله سبحانه وتعالى على الانسان تحصل لماذا؟ لأن الظرف لأن الوعاء أصبح نظيفاً لأن المرآة اميط عنها الدرن فباتت قابلة لعكس الضوء او عكس الصورة المقابلة لها.

نحن كذلك أيها الاحبة في قلوبنا، في ارواحنا، نستطيع أن نوجد الظرف النظيف والمرآة الصافية بمقدورنا ايضاً نحن أن نأتي او نقوم او نتحصّل على ظرفٍ على العكس من ذلك وعلى مرآةٍ على العكس من ذلك تماماً.

التقوى هي التي تقربنا لأهل البيت

هذه الطبقة من النوع الثاني واكبت مسيرة الانبياء والرسل والأولياء الطبقة الأولى أيضاً بنفس المسافة، تحركت في نفس المساحة التي تحركت فيها الانبياء والرسل والاولياء غاية ما في الأمر لأن النمرقة الأولى تحمل تقوى هذه التقوى ولّدت ظرف حظي اصحاب ذلك الظرف في أن يصبح الواحد منهم موضعاً لسر المعصوم مستودعاً لواحدة من مفردات العلم عند المعصوم ×، لذلك تلاحظون حتى هذه الطبقة من الصحابة الذين عاشوا مع النبي (ص) او الذين عاشوا مع الائمة ^ إمام بعد إمام ليس الجميع في ميزانٍ واحد وإنما التفاوت فيما بينهم حاكم الشاهدُ على ذلك مثلاً الاضافة الى اهل البيت لا يمكن أن نضيف اسماً من الأسماء دون أن نرشد الى ذلك أن يتم الإرشاد من المعصوم إلى ذلك الاسم لما له من دلالة على ذاتٍ خاصة تفعّل عاملُ التقوى في داخلها بحيث صح مقام الاضافة المثال للتقريب: جابر ابن عبدالله الانصاري رجل بمنتهى العظمة، رجل مقتدر من حيث البناء السلوكي، وطاعة للمعصوم، هذا الرجل العظيم نمى الى مسمعه كلام الرسول (ص) «سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْت»[5] طبعاً حتى في حياتنا اليومية لما نقول ان هذا الرجل دعه او هذا الشاب اتركه فهو محسوب علينا لمّا تقول فلان محسوب علينا لابد من وجود مبررات لهذه الاضافة والا لما صح هذا القول إذ لابد ان يقول ان كل الناس محسوبين علينا، فإذن لابد من وجود مبررات حاصلة تحصل لهذا الانسان بحيث تصح عملية النسبة والاضافة الى من يضاف اليه. ففي مثل سلمان لما وصل الى مقام الدرجة العاشرة من الايمان صحت الاضافة، سلمان منا والا من حيث الصهرية فهو لم يصاهر بيت النبي ومن حيث النسب لا يلتقي مع النبي لكن التقوى، الايمان، الصلاح، الاستقامة، الصبر، التضحية، صنعت منه مكوّن مجسمة صغيرة تضاف الى ذلك الهرم الكبير. جابر بن عبدالله الانصاري صحابي جليل يتفعّل في داخله جانب الغبطة وهذا الذي يفترض ان يسود ويتربّع في صدورنا جميعاً أن نغبط المؤمنين على ما هم فيه وعليه، أما ان يحسُد الانسان تلك مرحله أخرى، هذه مرحلة محذوره محرمة ممنوعة. جابر بن عبدالله الانصاري ليلة من الليالي خرج مع النبي (ص) فصار النبيُ يحادثه ـ طبيعة والأصل في حاملي الرسالة أن يحملوا روحاً شفافة حتى يستقطبوا ـ لذلك في الحديث (إذا سكتنا بدأنا)ـ في حق اكثر من معصوم هذا الكلام موجود ـ كل إمام موجود في مجلس ـ لا يعني الهيمنة والسيطرة بحيث يلغي كينونة الأفراد من حوله، كلا ـ بل يعني يدخل في أوساطهم >إذا سكتنا ابتدأنا واذا سألنا أجابنا<[6] هذا حال المعصوم. فجابر مع النبي (ص) يلاطف جابر ويفرض عليه شيء من خصائص النبوة في جوانبها، فجابر قال يا رسول الله في منتهى الادب يا رسول الله سلمانٌ منكم أهل البيت قال له النبي (ص) بلى سلمانٌ منا اهل البيت قال يا رسول الله وأبوذر منكم أهل البيت قال بلى وابوذر منا أهل البيت قال والمقداد منكم أهل البيت قال والمقداد منا أهل البيت قال وعمار منكم أهل البيت قال بلى وعمارٌ منا حتى عد تسعة ثم امسك ـ من الادب ـ النبي (ص) التفت لجابر قال يا جابر ما منعك ان تقول في نفسك قال يمنعني الحياء يا رسول الله ـ انظر الى الادب ـ قال وأنت منا يا جابر. [7]

هذه النخبة حصلت بالنبي، الامام علي (ع) حصلت له أيضا مجموعة هي من حملة الأسرار العالية حتى سر البلايا والمنايا لم يغلق الامام  باب المعرفة فيه على بعضٍ من اصحابه الخلّص منهم كميل، هذا المقطع الذي استفتحتُ به في وصية الامام لكميل وما سميت به بعد ذلك: (نحن والله الذي اتقوا والذين هم محسنون...) هنالك مجموعة من الحقوق أمرُ عليها في صورة من الاستعجال إذا تحصلنا عليها نحن تهيّأت لنا الارضية كاملة في تحصيل جانب التقوى وهذا الجانب متى ما تحصل قد تساعدنا الظروف على تحصيله، لكن الأهم في الموقع في المورد ان نحافظ على هذه الحالة اذا ما وصلنا اليها.

حقوق الباري عز وجل، الخاصة

 أن لله سبحانه وتعالى حقوقاً لا تعطى لغيره ـ‌ خاصة لله سبحانه وتعالى ـ الحق الأول: الألوهية؛ فليس من حق الانسان ان يهب هذا الحق لغير الله سبحانه وتعالى مهما عظم ذلك الانسان وعلى شأنُه الانبياء عبيدُ مكرمون، الرسل أولى العزم، الأنوار من آل محمد أيضاً هم كذلك (صلوات) هم عبيدٌ لله سبحانه وتعالى وما يحاول البعض أن يوصف من تهم لا دليل ولا مرشد ولا حتى مُشير إليها على نحو مصداقٍ واحد في الخارج، واتباع مدرسة اهل البيت بالمئات من الملايين اليوم يعطون صفة الالوهية وحق الالوهية لواحدٍ من أهل البيت أبداً من يعتقد أن الله سبحانه وتعالى في واحدٍ منهم هو كافرٌ خارج من الاسلام، بإجماع علماء الطائفة. فهذا الحق لا يصرف الاّ لله

ـ فمسألة مشرك او شيء آخر امر ساقط بانتفاء الموضوع ولا نحتاج الى الحكم لانها قضية سالبة بانتفاء موضوعها كما يقولون عنها في علم المنطق ـ

الحق الثاني: حق العبودية لله؛ أيضا أن لا نصرف هذا الحق لغير لله سبحانه وتعالى وما يحصل من تمظهر في الخارج برسمٍ من الطقوس غير متوافقة او غير موجودة او غير مندمجة ومألوفة عند الغير لا يعني أن ثمة شطراً من الاضافة يصرف لغير لله سبحانه وتعالى من قبال أتباع مدرسة أهل البيت أيضاً هذا عليه خطان احمران متقاطعان. العبادة لا تكون الاّ لله سبحانه وتعالى نعم نتقرب إليه بوسائط لكن شتان بين أن نتقرب إليه بواسطة وأن نجعل تلك الواسطة في مقام الله سبحانه وتعالى فرق بين الموردين وأيضا هذا لا يقول به مؤمنٌ ملتزمٌ بمسار مدرسة أهل البيت العبودية لله زيارتنا للأضرحة ضربٌ من ضروب العبادة لله سبحانه وتعالى لا للمعصوم صحيح نقطع المفاوز، صحيح نتحمل المشقة، صحيح نتضرع عند ضريح المعصوم، نلزم العتبات ولكن كله بعنوان القربة الى لله سبحانه وتعالى نجعل منهم وسائط نعم نجعل منهم وسائط لكن العبودية خالصة لله سبحانه وتعالى. نجد أن البعض لضحالةٍ في إدراكه العقلي يتصور أن السجود على الشيء هو السجود له، أن السجود على الشيء يعني سجود له وهذا منتهى الجهل، أنا عندما اطرح التربة بين يدي أضع رأسي عليها انا لم اضع رأسي لها وانما وضعت رأسي عليها لو كانت في مقام من يعبد يفترض ان تكون فوق رأسي او تحت رأسي. الحق الآخر، حق الطاعة والانقياد وهو أيضاً أيها الشباب أيها الأحبة في هذه الأزمة الشرسة على عقليات شبابنا وفتياتنا لابد من تفعيل هذا الحق، الطاعة لله، (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)[8] نص شريف هنالك مطلب لله، هنالك مطلب للناس، هنالك مطلب للحاكم، هناك مطلب لجهة هنا أو هناك الميزان اذا تعارضت مع مورد الطاعة لله لا طاعة الله مقدمة لذلك في الحديث الشريف لا تقل للصلاة عندي عمل هذا موجز مختصر نموذج مصغر من فروض الطاعة لا تقل للصلاة عندي عمل وقل للعمل عندي صلاة ـ لنرى هذا الشيء ماذا يكون في الخارج ـ لا تقل للنوم عندي صلاة بل قل للصلاة عندي نوم لا تقل للصلاة عندي جلسة بل قل للجلسة عندي صلاة، عكس الأول هذه مشكلة احيانا هناك صلاة ومباراة ـ لا الصلاة سنأتي اليها لانها لا تذهب ـ هذه مشكلة طاعة وإنقياد لغير الله سبحانه وتعالى هذا لا يعني اننا لا يمكن لنا مشاهدة المباراة او الجلوس للاستراحة، او مجالسة الاخوان، او ممارسة بعض الهوايات الفنية كالرسم و... او ممارسة الرياضة بشكل عام اذ ان هذه الامور يجب ان تكون لكن يجب أن لا تتعارض مع أساسياتنا وقت الصلاة للصلاة وقت الحسينية للحسينية وقت المسجد للمسجد ووقت الكرة للكرة ووقت المدرسة للمدرسة الرسول وأهل البيت ^ أيضا لهم حقوق يختصّون بها تلك حقوقٌ الله.

 حقوق أهل البيت (ع) الخاصة

 الحق الأول: المحبة لأهل البيت وإظهار حالة المحبة لهم ومطلب المحبة لأهل البيت  متى ما صدقت النية فيه ومتى ما أوجدنا حالة من ال ظهر الخارجي له أفاضت علينا بركةً غير متناهية ما هي مظاهرها؟ أن نسمي أبناءنا بأسمائهم ـ أقل التقادير ـ «أَسْمَاؤُكُمْ فِي الأَسْمَاء»[9] البيت الذي فيه اسم محمد وعلي فيه البركة، البيت الذي فيه اسمُ الحسن والحسين فيه البركة يعني تصوّر أن اسم المعصوم يتردد في البيت كم مرة مثلاً يا علي اجلس، يا علي حضر درسك، يا علي ذاك، يا علي اجلس، يا علي تغدا، اسم علي محبة هذه الحالة من التشهير الخاص لاسم علي × متى تلامس شهرتها؟ عندما تنطقها، ارفع كلمة علي او اقلب حروفها (يلع) سترى مدى صعوبة نطقها من قبل اللسان، اين كلمة علي من يلع!

لكن هناك بعض الاسماء عندما تقلب ستكون مؤداها أفضل خصوصا الأسماء التي هي خارج دائرة المنظومة النورانية لمحمد وآل محمد (ص) جربوا ذلك ان ارتدتم...

الأمر الثاني الوفاء لمنهجهم؛ ان أهل البيت ضحّوا بكل غالٍ ونفيس. اذا اردت شواهد فاليك هذه الشواهد ـ سريعة طبعاً ـ: واحد: ما أوذي نبيٌ كما أوذيت<[10]

>رب اغفر لقومي انهم لا يعلمون<[11] لماذا قالها؟ تعال الى الامام علي × >لقد ملأتُم قلبي قيحا<[12]، >اللهم ابدلهم بي...< بعد ذلك >اللهم ابدلني بهم<[13]

لماذا يقول كل هذا أليس مما رأى >في العين قذى في الحلق شجى... أرى تراثي نهبا...< [14]

هذا ما صرح به صاحب هذه المناسبة

طيب نأتي الى الزهراء (سلام الله عليها) الا انني اخاف ان آتي الى الزهراء ينقطع الخطابُ اخاف ان تبدأ النياحة سأذكر الشواهد...

مظاهر الوفاء لأهل البيت(ع)

 ما هو مظهر اظهار الوفاء لهم لمنهجهم لطريقتهم لمذهبهم؟

هو التواجد لمحافلهم العامة ـ عاشوراء على الأبواب ـ واعية الحسين صرخة في صماخ الدهر اذا تعاطينا مع هذا المشهد على هذا الاساس نعم نحن ممن احيى منهجهم ووفا

 الأمر الثالث كثرةُ الصلاة على محمد وآل محمد (صل) لماذا نكثر الصلاة عليهم؟

يوم القيامة تُجمع اعمالنا، قليلا من الصلاة قليلا من الصوم، قليلا من الامر بالمعروف، قليلا من النهي عن المنكر، قليلا من المجالس الحسينية التي قرأها اذا كان خطيبا، قليلا من صلاة الجماعة لامام الجماعة اذا اذا... خدمات الناس فيما بينهم، صلة الارحام... تجمع شيء على شيء لكي تثقل لكن روايات اهل البيت^ تقول بان اثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة الصلاة على محمد وآل محمد (صلوات)[15]

لماذا في الحديث: شيعتنا الأثقل ميزاناً يوم القيامة؟ لانك اذا بحث في جميع الدنيا بطولها وعرضها فانك لا تجد مجالس تتنوّر كما تتنوّر مجالسنا بالصلاة على محمد وآل محمد (صلوات) اما: عليه الصلاة والسلام او صلى الله عليه وآله وسلم...

 لذلك في بعض الروايات: يوم القيامة ترمى الصلاة في وجوههم  البعض قال ترمى الصلاة في وجوه من استخف بصلاته. في رواية من صلى عليهم الصلاة البتراء. نحن عندنا يوم القيامة شيئين عندنا عملة صعبة وعملة غير صعبة، العملة غير الصعبة دائماً هي التي يكون رصيدها وأساسياتها المالية من الذهب قليلة تنعكس على القيمة الشرائية للعملة فتصبح العملة لا قيمة لها على العكس من ذلك عندما يكون رصيدها من الذهب عاليا تصبح القيمة اعلى. ودونكم النظام الاقتصاد العالمي الموجود

هذا حساب الماديات في حسابات المعنويات الامور تختلف كيف الامور تختلف، انني عندما أصلي ورصيدي يكون منابع التشريع من محمد وآل محمد (ص) واقصط هذا على جميع موارد العبادة ومصاديقها الخارجية من حج من صيام من زكاة من... أو في الجانب أيضا المعاملي في سلوكي مع أبناء جيلي مع الجيل الذي تقدم مع الجيل الذي يأتي هذا المزيج من الأجيال الثلاثة كل واحد من يستدعي نظم معين وطريقة خاصة يبني عليها بحمد لله تعالى الكل منكم يحمل من مقومات تجسيد المصاديق التي ذكرناها في تثبيت الحقوق واضافتها الى من يستحق في داخل كل واحدٍ منكم ما يؤمّن له القدرة في وضع الشيء في موضعه هذه هي ثقتي.

ربما انقطعت فترة طويلاً ولكن بحمد الله تعالى ـ يعني عن شبابنا ومحبينا ومريدينا ـ لا زال الوضع على ما هو عليه.

 أيها الأحبة!! كونوا زيناً لنا بغير السنتكم[16] بمجرد الكلام لا يمكننا التقدم ولو خطوة واحدة لكن بالعمل والفعل نتقدم خطوات، الكلام قد يفتح لنا مسارات لكن لا ينهي قضايانا، الأقوال عندما تترجم الى افعال في الخارج تنحل مجموعة من الإشكاليات و يقضى على مجموعة من نقاط الضعف.

 نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا ممن يثبت في ولاءه لاهل البيت ^، أن يمتثل طريقتهم، أن يسير على نهجهم، أن يحقق الرضا في مورد الرضا.

 أنا اشكر الأخوة، الأحبة القائمين على هذا الحفل المبارك أن أتاحوا لي فرصة المثول بين أيديكم وأن أتشرف في الحديث معكم اسأل من الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا وإياكم في القادم من الايام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.