أثر الإشاعة في هدم الأشخاص والمجتمعات والدول (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف أنبيائه ورسله حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد، وآله الطاهرين. ثم اللَّعن الدَّائمُ المؤبَّد على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾([1]).
اللهم وفقنا للعلم والعمل الصالح، واجعل نيتنا خالصةً لوجهك الكريم، يا رب العالمين.
الفتنة والإشاعة:
في الحديث الشريف عن النبي (ص) كما قد روي: «إياكم والظنّ، فإن الظنَّ أكذبُ الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً»([2]).
وفي القرآن الكريم: ﴿وَالفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ القَتْلِ﴾([3]) وفي موطن آخر: ﴿وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ﴾([4]).
وقد قرّب المفسرون بين المعنى المستفاد من الشدة وما يعود لصفة الأكبر فيهما إلى معنى واحد.
أيها الأحبة: للفتنة طرقها، ومن أسرع الطرق التي تسلكها بين الناس، هي الإشاعة. وللإشاعة أبعادها، وقوة الدفع فيها تأخذها إلى أكثر من موطن وموطن.
والشائعة: اسمٌ، يُجمع على شائعات وشوائع. والشائعة والإشاعة، مؤنث من الفعل شاع، أي انتشر. والإشاعة هي الخبر المكذوب، غير الموثوق فيه والموثّق، يأخذ مساحته بين الناس وليد الظروف المتاحة له والمساحات المتروكة، وتعريفها بالنتيجة ـ كما هو الحال في سائر المفردات ـ تختلف فيه آراء العلماء، وفق ما يجمعونه من عناصر ليخلصوا بعد ذلك لانتزاع تعريف. والتعاريف تطول وتتشعب، لكن مؤدى بعض المفردات لقوة ما اختزنته في داخلها، تستدعي الذهاب بالتعريف إلى مسافات بعيدة، واستهلاك الألفاظ في سبيل استنطاق المعنى.
والإشاعة عبارة عن خبر أو مجموعة أخبار، فالخبر الواحد يصدق عليه أنه إشاعة، والأخبار المتعددة تندرج أيضاً تحت طائلة الإشاعة، فالإشاعة: خبر أو مجموعة أخبار زائفة لا أساس لها، تسري وتنتشر في المجتمع بشكل سريع، تؤدي إلى التداول بين عامة الناس بكافة تفصيلاتهم وعناوينهم. فإذا ما سلطت عليها الضوء وركزت عليها المجهر، تجد أن لا أساس لما يقال وما يتم تداوله.
وهي تسري وتنتشر بين الناس جميعاً، من مثقفين ومتدينين وكادحين وسياسيين وغيرهم. فالإشاعة تخترق جميع هذه المسميات وتستوطن في داخلها، مما يشكل نواةً ثم ينبثق عنها ما ينبثق. وهذه الإشاعة دائماً ما تكون مشتملة على لون من التشويق، فتتميز بطابع التشويق من جهة، والإثارة من جهة أخرى. فهي رشيقة من حيث القالب الذي صُبَّت فيه يحمل هذه الخصوصية، ويستبطن الإثارة التي سرعان ما تنفجر عن النواة المغروسة التي حصلت على مساحة تربو من خلالها فيها.
وهذه الإثارة تستدعي فضول المجتمع، فمن يسمع الإشاعة في يومها الأول يجد أنها لا تتجاوز بضع جُمل، لكنها في اليوم التالي تزيد وتزيد، وتتطور بمرور الأيام. فهي تثير فضول المجتمع ومن ورائه تثير الباحثين، فإن كانت إشاعة سياسية تدخلت الجهات الرسمية لاستكشاف من وراءها وما وراءها، وإن كانت اجتماعية تدخّل من يعنيهم الشأن الاجتماعي، وإن كانت دينية تدخلت الجهات الدينية، وعلى هذا فقس ما سواه.
وتفتقر هذه الإشاعات عادةً إلى المصدرية الموثوقة، فالأعم الأغلب في الإشاعة أنك إذا فتشت عن مصدرها لا تجده، ولا تعرف حيثيته.
أركان الإشاعة:
ثم إن الإشاعة تتشكل على أساس أربعة أركان في المجمل، لا بد أن تجتمع لتكوّن الإشاعة، فتكون لها القدرة على التحليق في أكثر من مساحة، وأن تكون لها القدرة على أن تضرب أطنابها في المساحة التي ترغب فيها، وتجد فيها خصائص النمو والانتشار، والتأثير، وهو الأهم. فالإشاعات لا تصنع عبثاً، إنما تكون وراءها في الغالب أهداف ،كما سنقف على ذلك. وعندما تكون هنالك أهداف فلا بد أن تُستحضر العناصر:
1ـ مصدر الإشاعة: أي المصدر المروج لها، وغالباً ما يكون إنساناً مغموراً، أو جهة رسمية لا ترغب في الظهور على الساحة ومباشرة تحريك أوراق الإشاعة. وبالنتيجة لا بد للإشاعة من مصدر، أياً كان هذا المصدر.
2 ـ المتلقي الأول لها: بعد أن تخرج من برمجة التصنيع، فهنالك إشاعة تُقبل في مجتمع ولا تقبل في مجتمع آخر، وأحياناً يتفاعل معها المجتمع بقوة عند قبوله، وأحياناً يقبل ولا يتفاعل.
والمتلقي الأول هو اللاعب رقم واحد في إعطاء الإشاعة المساحة الكافية في أن تنتشر، وتوسيع الدائرة لها.
3 ـ مرحلة التحريف: ففي بداية الأمر تكون الإشاعة مُعمّاة، ظاهرها أنيق وباطنها عميق، ثم تبدأ عملية تحريف ما تدل عليه الإشاعة في ظاهرها، والمراد المستبطن فيها. ففي الوهلة الأولى قد لا تستطيع أن تفهم المراد من الإشاعة، ولكن بعد فترة من الزمن تتكشف الأمور ويتضح المراد. فالإنسان في بادئ الأمر يسير فيما سار فيه عموم الناس، ولكن بعد فترة يؤخذ بالإشاعة إلى مسار مختلف عما هي عليه أولاً.
4 ـ إعادة التدوير: والتدوير اليوم يلف معظم مسارات الحياة، فهناك تدوير للنفايات الإلكترونية والطبية وغيرهما، وكذلك تدوير الأخبار. فالإشاعة في بدايتها تكون في جانب لتوجيه أنظار الرأي العام، ولكن يأتي دور الخبير ليفلتر ما جاءت به الإشاعة من أجل تحقيق الهدف. فيعيد نشرها من جديد مستفيداً من الأرضية التي أتيحت له، من خلال الصدمة الأولى للإشاعة.
وبإمكانكم تجربة هذه العناصر الأربعة من خلال إشاعة خبر في داخل البيت ليرى كيف أن المرأة لها قراءتها، والبنت لها قراءتها، والولد له قراءته، وهكذا. ومن خلال ترتيب هذه الأركان الأربعة فيما بينها تعرف كيف يعمل الكبار، كالدول في تسيير سياساتها، والمجامع الفكرية والعلمية والطبية والأدبية والفنية في العالم.
أساليب بث الإشاعة:
ثم إن أساليب بث الإشاعة بين الناس كثيرة، ولكن هنالك ثلاثة مسارات مهمة تلقى من خلالها بين الناس:
المسار الأول ـ التلقي العاطفي الساذج: فلو كان المجتمع مثلاً لديه حساسية دينية، فإن الشبهة الملقاة إذا أعطيت صبغة دينية تحركت في وسط الجمهور بقوة، وحصل التسقيط والتكفير وغيره. وهكذا في الجانب السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي والأسري، وهكذا.
فالتحرك هنا يكون مستنداً للدافع العاطفي، لا إلى الضوابط والموازين العلمية والفكرية.
المسار الثاني ـ التلقي المحايد: فهذا الصنف من الناس يسمع الإشاعة فلا يتفاعل معها لأنها لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد. فيتعاطى مع الأمر بشكل طبيعي، فلا يتأثر عاطفياً ولا يغضب ولا يُثار، وكأن شيئاً لم يحدث. وطوبى لمن كان صدره واسعاً وأفقه رحباً، فهذا يستطيع أن يتجاوز المحن والمشاكل والعقبات. أما من يضيق ذرعاً بكل شيء فلا يستطيع حتى مع نفسه، فضلاً عن العيش مع الناس.
المسار الثالث ـ التلقي النقدي: وهو ما نحث المجتمع عليه قديماً وحديثاً وفي كل وقت. فحالة النقد والقدرة عليه لا تأتي جاهزة، ولا تنزل من السماء، إنما تحتاج تلك القدرة إلى مسير طويل، من القراءة والتركيز والدورات وورش العمل التي تعنى بهذا الاتجاه، كي يطور الإنسان نفسه.
أيها الإخوة والأخوات: من المهم جدراً أن نلتفت إلى أنه ليس كل ما نريده نحصل عليه من خلال الدراسة المدرسية والجامعية فقط، إنما بورش العمل والملتقيات والندوات، فعليك أن تحرص على متابعتها، إما بالحضور والمشاركة أو بتتبع النتائج التي تتمخض عنها، حتى تنمو في داخلك حالة من القدرة على غربلة ما يجري من حولك، وإلا ستكون إمّعياً، والزمن اليوم ليس زمن الإمعية، إنما هو زمن الوعي والالتفات والفكر، فاليوم أمرٌ وغداً سيكون أمرٌ آخر.
فالتلقي النقدي يؤمّن لنا الأسلوب المطلوب في التعامل مع أي إشاعة، فإذا فعّلنا هذا الأمر فسوف نتجاوز جميع الإشاعات، أما أن نكون حياديين وغير معنيين، فإن الإشاعة سوف تبقى تأخذ مسارها وتؤثر بأثر رجعي. أو نتعامل معها بالعاطفة فسيكون الأمر أكثر خطورةً، فالكثير من الأمور لا تستند إلى أساس علمي، لكن العاطفة تؤمّن لها الإطار، وتحدث لها حالة من القدرة على الوصول إلى ما أراده لها من حرّكها.
من يقف وراء الإشاعات؟
رب سائل يسأل: من يقف وراء الإشاعات؟ ومن هذا الذي يثير الإشاعات ويخلط أوراق المجتمعات، وأحياناً يدمر الدول ويسقط الحكومات ويفعل ما يفعل؟
الجواب:
1 ـ إما أن يكون عدواً يعي ما يقوم به من دور ومهمة، ولديه هدف، فهو يتحرك على أساس من روح العداء في داخله تجاه من يريد توجيه الإشاعة باتجاهه. وهذا نمط من أنماط من يقف وراء الإشاعة.
2 ـ وإما أن يكون صديقاً جاهلاً، فهو صديق لك لا عدو، يأكل معك ويشرب ويسافر وربما يشترك معك في الكثير من الأمور، لكنه ـ مع شديد الأسف ـ يؤثر في هذا الصدد تأثيراً عكسياً فيكون من العناصر الداعمة للإشاعة، إما على نحور المصدرية والتكوين، أو على نحو النشر والإذاعة.
وهذا الصديق الجاهل يكون دائماً وأبداً حسن السريرة، طيباً، يتصور أنه يقدم شيئاً، ولا يدري أنه يدمر أشياءً.
3 ـ أصحاب المصالح: فهؤلاء يسعون وراء المصلحة حيثما اتجهت، فلو أن الإشاعة خدمت مصلحته تبناها، وألقاها في الاتجاه الذي يخدم المصلحة.
والمصلحة هنا أعم من أن تكون مصلحة عامة أو خاصة، فأحياناً تُجلب المصالح العامة أو الخاصة، وأحياناً تُضرب. فالإشاعة سلاح ذو حدين، قد تجلب المكاسب وقد تسبب الخسائر.
عناصر البيئة الصالحة للإشاعة:
وهنا نسأل: ما هي عناصر ومكونات البيئة الصالحة؟ وهل يصلح كل مجتمع لبث الإشاعة لتأخذ مسارها؟
الجواب: لا شك أن هنالك عناصر وعوامل كثيرة تجعل من البيئة صالحة للإشاعة، ومنها:
1 ـ استغلال الأزمات: الشخصية والاجتماعية والرسمية والأممية، فلو حصلت أزمة مع شخصية معينة فسوف تتحرك جميع سهام الإشاعة في ذلك الاتجاه، ويتحول الفرد من ناقل للإشاعة إلى مصنِّع لها، فتجد أنك تسمع إشاعة واحدة في مكان ما، لكنها تتحول في مكان آخر إلى اثنتين، وإلى مكان آخر فتجد أنها ثلاثة، وهكذا تتحول إلى مجموعة من الإشاعات مع أنها في الأصل إشاعة واحدة. وهذا يدل على أن المجتمع ليس بالمستوى المطلوب من الوعي لما يجري من حوله، إنما هو مجتمع تأخذه العاطفة.
ومجتمعنا الأحسائي مجتمع طيب، إلا أن الطِّيبة ليست صحيحة دائماً وفي جميع المواطن، فالأب الذي يكون طيباً مع أولادة دائماً، ستكون نتائج طيبته معكوسة، وهكذا إمام الجماعة الذي يغذي جمهوره بالعواطف، ومثله مراجع الطائفة وقياداتها وساسة البلاد والعباد. وهذا ما نقوله ونؤكده منذ زمن بعيد، والحمد لله أن الكثير من الناس بدأت تعي الكثير من الأمور.
فالطيبة من الصفات الحميدة، ولكن بشرط أن يصاحبها الوعي. فـــ «المؤمن كَيِّسٌ فطن حذر»([5])، كما يقول النبي (ص).
فالعنصر الأول في البيئة التي تنشر الإشاعة هو استغلال الأزمات، فترى في كل أزمة اقتصادية أو سياسية أو غيرها إشاعات. ولا شك أنكم تتذكرون الأزمة الأمنية التي مرت بنا قبل سنوات، وكيف أن الإشاعات انتشرت بشكل كبير، وهذا ما يحدث الإرباك في المجتمع بل حتى عند الجهات الأمنية. والحمد لله أننا تجاوزنا تلك الأزمة ونعيش اليوم في أفضل حال، ونسأله تعالى أن يديم الأمن والأمان على جميع البلاد والعباد.
2 ـ غموض النص في الإشاعة: فهذا يكوّن بيئة حاضنة لها أيضاً.
معالجة الإشاعة ومواجهتها:
والسؤال الأهم هنا: ما هو الحل؟ وما هو علاج الإشاعة؟ وهل للإشاعة حل؟
نقول: ما من مرض معنوي إلا واهتمت به الشريعة المقدسة كما هو الصريح في كتاب الله تعالى، وسنة نيبنا محمد (ص). والحل يتلخص بمجموعة من الأمور:
1 ـ التثبت: فعند سماع أي خبر لا بد من التثبت وعدم الانسياق عاطفياً وراءه. فالإشاعة لا بد أن تحرك جانباً معيناً في شخصية الإنسان، كالعاطفة أو المصلحة أو غيرها. ومن أهم مقدمات النقد التثبت.
والقرآن الكريم يضع حجر الأساس في هذا الجانب فيقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَکُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾([6]). فينبغي أن لا يعنيك ظاهر من جاء بالخبر، سواء كان يرتدي رداء الدين أم الطب أم السياسة أم غيرها، إنما يعنيك التثبت من الخبر الذي جيء به إليك. وأكرر قول أمير المؤمنين (ع): «لا تنظر إلى من قال، وانظر إلى ما قال»([7]). فعليك النظر في كلام القائل، هل ينسجم مع العقل والواقع أو لا؟ وهل هو مقبول أو لا؟
2 ـ الرجوع إلى أهل الاختصاص: ونحن اليوم في زمن الاختصاص، في الفقه والطب والهندسة والعلاقات والأعمال وكل شيء. وينبغي أن نعطي لكل صاحب اختصاص حقه في مجال تخصصه. فمن حقك إذا رأيتني أتكلم في التجارة على نحو التخصص أن تقول لي: هذا ليس من شأنك ولا تخصصك، وكذا لو تكلمتُ في الطب أو غيره. ولكن، لماذا يتدخل القاصي والداني في شؤون العقيدة والشرع والفقه ولا يرضى أن يقال له: هذا ليس من شأنك ولا تخصصك؟.
يقول تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْکُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾([8]).
فلم يترك القرآن الكريم الأمر عائماً، إنما جعله في أهل الاختصاص، وأمرنا بالرجوع إليهم، وأصّل لذلك في نصوص صريحة.
3 ـ التدقيق في فحوى الإشاعة: فمن طبيعة الإشاعة أنها قابلة للانهيار بسرعة بمجرد أن تضع يدك على مفاصلها، لأنها بنيت على جرف هارٍ ولا أساس لها.
يقول تعالى: ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِکُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِکُمْ مَا لَيْسَ لَکُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ﴾([9]).
ولم يسلم أحدٌ من الإشاعة، حتى الأنبياء والأئمة، ومنهم الأنبياء أولو العزم، الذين تعرضوا جميعاً للإشاعات. وما حورب نبي بالإشاعة كما حورب نبي الله محمد (ص) حتى قصدوه في بيته، كما حصل في قضية الإفك، وهو اتهام لإحدى زوجات النبي (ص) ومذهبنا بريء من كل من يريد أن يشيع هذه القضية، وعلماؤنا براء من ذلك. وهذا الذي ينعق ليلاً ونهاراً في لندن إنما يريد الفتنة بين المسلمين، والوقيعة بين الشيعة والسنة، أما علماؤنا قديماً وحديثاً فهذا رأيهم.
أما الناقل لمثل هذه الإشاعات فالقرآن الكريم وصفه بالفاسق. وفي الحديث الشريف عن النبي (ص) أنه قال: « كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع»([10]).
نسأل الله سبحانه وتعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.