آثر العقل في بناء الأمة
وقد انْصَبّ حديث سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان أمس الجمعة حول ما هية النقد وما يدور عليه من ضوابط وشروط. في حديث أقرب منه إلى أعرف ما لك وما عليك.
ودعى الأمة لأن تشرع له الأبواب وتتقبله بقبول حسن ، واستدرك يبن أن النقد الذي تتكشف به العيوب والنقائص إن لم يكن موجها عن وعي وهدفية الإصلاح والتصحيح فهو مرفوض قطعا ، وإنما يراد من النقد سلم بناء لا معول هدم وتخريب.
وأكد أننا في مسيس الحاجة لأن تغربل أوراقنا حتى نلتقط الجيد والرديء من أعمالنا وأفكارنا وأقوالنا .
وهو ما يقودنا إلى أن نحلق وننطلق إلى مساحات أكبر وأوسع، مفيداً أن الأمم التي تتسيد الساحة في يومنا قد نفضت غبار جهلها ونقضت نسيج ظلماتها بتبني النقد منهاجا لحياة تتطلب التقدم والتطور ومزيدا من جرعات التحضر.
وفيما يخص الوعي النقدي أوضح أنه حالة من الوعي تضع كل شيء تحت المساءلة، وأن علامات الاستفهام تلاحق كل المواريث من فكرية واجتماعية وحداثية، بل ودينية أيضا، و كل ما يتصل بالموروث البشري.
بيد أنه يرى أن تطبيق النقد لا يعني فتح الباب على مصراعيه أو إلقاء الحبل على الغارب,مؤكداً على أن من يتصدى للنقد ينبغي أن تكون ثقافته على أسس عميق تؤهله القدرة على التقييم، منتقداً كل من يدعي العلم والمعرفة في كل مسارات الحياة لأنه يعرض عقله للتهمة, وأن على كل ناقد عدم التمادي باستفزاز ذائقة الناس لأنه لا محالة سيوضع على المحك، ومنها سيتضح الزبد و الغثاء من الذي يمكث ينفع الناس .
وبين سماحته أن النقد وإن وسعت رؤاه وتطاولت يداه إلا أن ثمة مسائل تلفها الخطوط الحمر ولا تقبل المساس، من قبيل الإساءة إلى الله تعالى والإساءة الى مقام الرسول الأعظم أو الإساءة إلى الثقلين أحدهما أو كلاهما فالتعرض لأحد المعصومين عليهم السلام جناية لا تغتفر، وأن من أنكر واحداً منهم فقد أنكر المجموع ,وأن الإساءة إلى القرآن الكريم أو السنة المطهرة تودي إلى التهالك وتتخذ لصاحبها مقاعدا من جهنم.
ووضع سماحته نقطة النهاية بأن سأل الله أن يمكن في قلوبنا قبول النقد البناء وأن لا يتصدره منا إلا ذو الأهلية والرؤية والفهم.