نص كلمة: ذكرى الغيبة الصغري للامام الحجة عليه السلام

نص كلمة: ذكرى الغيبة الصغري للامام الحجة عليه السلام

عدد الزوار: 324

2013-10-08

 مفهوم الغيبة عند مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)

ذكرى الغيبة الصغرى للمهدي عليه السلام وبعد قرابة الاسبوع ذكرى ميلاد الحجة عليه السلام.

الامام الحجة هو امام العصر المفترض علينا الاقرار بامامته لان امامته بالنسبة لنا هي الامامة الفعلية التي يترتب عليها الآثار من قبيل قبول العمل ومن قبول لزوم الاستعداد وما الى من الامور.

الغيبة الصغرى بالنسبة للامام المهدي عليه السلام، لم تأت مفاجئة للامة لاتباع مدرسة اهل البيت وانما جاءت بعد ان وطئ لها من قبل الائمة واعدت به اتباع مدرسة اهل البيت تقبل هذا الواقع الجديد وهذه النقلة الكبيرة في مسيرة الامامة بمدرستهم عليهم الصلاة والسلام.

الامام الجواد عليه السلام، كان يمارس دور التغييب للامام الهادي عليه السلام عن اوساط اصحابه واتباع مذهبه ومذهب آبائه عليهم الصلاة والسلام كما ان الامام الهادي عمق هذه القضية ووسع من دائرتها مع الامام الحسن العسكري عليه السلام حيث كان يظن به في الكثير من المواطن ان يكون في اوساط اتباع المدرسة ناهيك عن غيرها بشكل واضح وعلني.

بناء على هذا تمرس اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام، على ان وضعا جديدا ينتظر اتباع هذه المدرسة. لما ولد الخلف الباقي من آل محمد (صلوات الله عليهم) جاءت النتيجة التي رسم لها الائمة عليهم السلام، وهيأوا لها وكانت الامور جدا واضحة الا على البعيد او الذي يأخذ من المواقف البعيدة مقرا ومسكنا واقامة له كما في قضية ذلك القمي[1] الذي جاء الى سر من رأى وهي عاصمة الخلافة العباسية في تلك الفترة ودخل على الامام العسكري عليه السلام ثم قال للامام اني اذهب الى بغداد قال له الامام عليه السلام اذا رجعت منها تسمع الواعية في بيتي قال له وقتها لمن الامر يابن رسول الله فقال له الامام عليه السلام من يسألك ما في الهميان، ومن يسالك عن اجوبة الكتب ومن يصلي عليه هذه العلامات الثلاثة وضعها الامام في يد ذلك القمي يتعرف من خلالها على شخص الامام وما اتخذ الامام هذا الاجراء إلا من اجل تحصين القضية من جميع جوانبها كما ان فيها قراءة لمن سوف يدعي الامامة بعد شهادة الامام العسكري عليه السلام، فأراد الامام ان يقطع الطريق على امثال هؤلاء.

فعلا ذهب الى بغداد ثم رجع الى سر من رأى واذا بالواعية في بيت الامام عليه السلام ثم صار يسأل لمن الامر من بعد يعني من الذي تصدى لأمر الامامة. طبعا كان جعفر يتحرك في اكثر من اتجاه وايضا كان مزروعا او يراد له ان يكون مشروع امامة لانه على لقاء أو التقاء مع الخلافة العباسية لتلك المرحلة وان استظهر بعض علماء رجال حسن حاله وانه عاد الى التوبة والرشد قبل وفاته بالنتيجة هذا محل بحث طويل إن حسنت عاقبته ام خرج من الدنيا وهو يحمل الصفة التي لاحقته طوال هذه المسيرة يعني جعفر الكذاب معروف بجعفر الكذاب بالنتيجة هو محل خلاف بين علمائنا. لذلك قسم من علمائنا يردون كل ما ورد عن هذا الرجل، قسم من علماءنا يتوقف بهذه القضية.

جعفر لما قدم الامام عليه السلام او طرح الجسد الامام عليه السلام في صحن الدار واجتمع الخلص من شيعة الامام عليه السلام بالصلاة عليه ما كان في ذهنية الجماعة لا يستهان بها الا أن جعفر سوف يصلي، وحتى جعفر ايضا حدثته نفسه في أن يؤم الجماعة وان يصلي على جسد الامام الطاهر عليه السلام.

القمي كان من ضمن اولئك الذين حضروا بهذه العناية لان عاشوا لحظات تقدم الامام للصلاة الامام عليه السلام وهو يدخل الى صحن الدار وجعفر يحف به جمعا من وجهاء القوم واعيان القوم وربما يسال سائل البعض يقول يعني كيف هؤلاء أولاد ائمة أصحاب أئمة، سمعوا من الائمة. ايها الاحبة العصمة فقط لمن خصص واختص بها من قبل الله سبحانه وتعالى.

ما عدا المعصوم يحتمل ان يخفق وقد يسير انسان يعني كما في بعض الروايات يصبح الانسان مؤمنا ويموت كافرا، فهذا موجود فاذا من الايمان الى الكفر، فما بالك بانقلاب الحال.

حصل بعد الامام الكاظم عليه السلام، ايضا تمت مجموعة من الادعاءات واستحدثت حركة الوقت التي دفعت الامة والطائفة بشكل خاص ضرائب كثيرة على الصعيدين المادي والمعنوي.

الامام عليه السلام جاء الى صحن الدار القمي كان قد سأل من جعفر وقال له لدي اسئلة كنت انتظر اجوبتها من الامام. الامام عليه السلام توفي قال له لا علم لي بهذه الاسئلة، لكن اسأل وخلاص ما سأل بناءا لو كان هو الامام فعلا لانتقلت الامور اليه لانها من باب رد الامانات الى اهلها هذه واحدة صارت امام ذلك الموالي القمي. بعدها قال له لدي امانة للامام عليه السلام والامانة مختومة والامام عليه السلام قال لي من يخبرك ما في الهميان ادفع له ما في الهميان، ماذا موجود في الهميان قل لي وأنا أعطيك، قال معاذ الله يريدون منا ان نعلم الغيب.

والامام عليه السلام يعلم بهذه القضية لذلك جعلها واحدة من العلامات بينه وبين الآخرين. إن مسالة علم الامام وسعة علم الامام وضيق علم الامام، إنها مسالة ايضا معرضة للبحث والنقاش لكن خارج حدود الجدل والمهاترات التي اراد البعض ان ياخذها الى هذه الفضاءات.

ايها الاخوة خصوصا من يعتني بالقراءة والبحث والتحقيق هناك شيء لا يوجد لدينا مسلمات ولا يوجد لدينا امور قطعية الا ما وصل عبر طريقين: الطريق الاول، هي الآيات في القرآن الكريم، وهذه لا مجال لردها نهائياً، لانها قطعية الصدور من الله سبحانه وتعالى. وايضا الروايات التي تحمل صفة الصحة من قبل مباني الرجال المرسومة ويحقق سند الرواية منتهى الى صحة الرواية، وهذه أيضاً ليس بايدينا ان نطرح هذه الرواية حتى على فرض التعارض هنالك اكثر من قاعدة يركنون اليها في الجمع بين التعارض الظاهري بين الروايات.

هذا موجود في كلام حوزوي طويل لا مجال للدخول فيه، بالنتيجة هذا الرجل ايضا سقط من يده العلامة الثانية، بقيت العلامة الثالثة، كان ينتقد انه بعد لا يوجد مناص، فلا أحد يقول له لا تصلي على الامام، إنه الوجه في الهاشميين بحسب الظاهر فعلا نودي بالصلاة الصلاة الصلاة الصلاة تقدم جعفر صلى على الامام عليه السلام فتقدم غلام رباعي او خماسي وجذب جعفر من ردائه وقال له يا عم تنحى انا اولى منك بالصلاة على ابي فصلى المهدي عليه السلام على أبيه، ثم التفت بعد الصلاة الى القمي وسأله ودفع اليه اجوبة الكتب ثم ساله واجابه.

بالنتيجة فترة الغيبة الصغرى كانت فترة حرجة بالنسبة لاتباع مدرسة اهل البيت لكن وجود كوكبة نخبة قادرة على التعاطي مع ميراث اهل البيت عليهم السلام وهم كانوا يعيشون فترة النص ساعدت المرحلة وخصوصا ان الامام ساعدهم ايضا على تخطيها من خلال نصب السفراء الاربعة رضوان الله تعالى عليهم الذين كانوا اصحاب الاتصال بالمهدي عليه السلام.

بعد هذه الفترة بسبعين سنة حدثت الغيبة الكبرى والتي لها امتدادها ولا نزال نعيش هذه الغيبة ومن خلالها نعيش ايضا فيوضات الخلف الباقي من آل محمد.  فالمهدي عليه السلام، يعني صحيح هو غائب عن اوساطنا نحن لا نتعرف ولا نهتدي الى شخص في الخارج ربما يلتقينا وربما تصدر منا بعض الامور بمرأى ومسمع من المهدي عليه السلام، بل في الروايات، فأن أعمالنا تعرض عليه في كل اسبوع مرة[2].

وجه الانتفاع بالامام الحجة عليه الاسلام في زمن الغيبة

لكن المسألة في اتجاه آخر يعني نكون نقرأها في اتجاه آخر الامام عليه السلام حال الظهور كالشمس في حال الظهور، الشمس حال الظهور، تكون واضحة العطاء الامام الحجة عليه السلام، في عالم الغيبة ايضا هو كالشمس لم يتغير شيء في الموضوع هو كالشمس غاية ما في الامر هناك عطاء بالمباشرة عطاء بالمستور.

اما في حال وجود مانع من سطوع الشمس بالمباشرة على هذا الكوكب الارضي لا يعني ذلك ان الشمس غير موجودة لو تلبدت السماء بالغيوم، فماذا يقول البعض؟ يقول هي موجودة اما الغيوم تحجبها عنه اما هي موجودة آثارها على الكوكب واضحة بل على السحاب نفسها. لولاها لما تساقط المطر.

المهدي عليه السلام، مثل هذه الحالة من باب التقريب طبعا بالكتاب. فالامام موجود ولكن نحن لا نراه لا تتسلط عليه ابصارنا. العوامل كثيرة في عدم رؤية المهدي لكن هو موجود كالشمس. الخال المقدس السيد ناصر رحمة الله عليه، له بيت شعر يقرب لنا هذه القضية هو بيت شعر واحد يعني من ضمن قصيدة لكن هذا البيت يرسم معالم المقاربة بين ما نحن فيه وما هو عليه، عليه الصلاة والسلام يقول مخاطبا المهدي عليه السلام، يا غائبا لم تغب عنا عنايته، صحيح ما موجود اما عنايته موجودة.

صدقوني هذه الغيبة خلال الف سنة أو اقل أو اكثر بقليل، لولا لطف المهدي ولولا عناية المهدي ولولا عين المهدي ترعى اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام، في طول هذه المسيرة لما بقي على الارض منهم ديارا، لكن لطفه وجوده عنايته لذلك الحديث الشريف ولنا فيكم عين باصرة هي عين المهدي عج.

فالخال يقول وهو يخاطب المهدي قدس سره، يقول: يا غائبا لم تغب عنا عنايته كالشمس كللها داج من السحب، يقول السحاب منعنا من أن نشاهد الشمس مباشرة، رغم أن الشمس موجودة، لا يلغي حقيقة وجودها أي شيء، وان النهار معلول بوجودها، فلما طلعت الشمس انتهى الليل.

 

التمهيد لظهور الامام الحجة عليه السلام

أيها الاحبة اختم بهذه الكلمة: نحن في زمن الغيبة الكبرى المسافة بيننا وبين المهدي تتقلص مع مرور الايام وتزداد تقلصا مع تقادم الشهور والسنين، هذا صحيح، إن هذا الامر يقربنا من مرحلة لكن ايضا يثقل المسئولية علينا باعتبار كل ما اقتربنا من الامام المهدي عليه السلام، كلما كان يحتم علينا أن نبدي حالة من استعداد اكبر نسعى من خلالها، تهيأة الاسباب المساعدة على خروج المهدي عج.

توجد اشياء كما في روايات اهل البيت نحن نكون بها، وهي التي تؤخر خروج المهدي عليه السلام، هذا الشيء يجب أن نضع في ذهننا ان الانسان اذا اصلح نفسه والآخر اصلح نفسه أيضاً وهكذا اتسعت دائرة الصلاح وسط الامة، فالمهدي عليه السلام، سوف يخرج. بعضهم يتصور هذه القراءة الغير دقيقة قراءة: حتى تمتلئ الارض ظلما وجورا؛ يعني المهدي سوف لا يظهر الا اذا ما امتلأت الارض كلها ظلما وجورا ، هذا الكلام غير صحيح، لو كان هذا الكلام صحيح وهذه القراءة دقيقة فما معنى كل الامة تفسد وتظلم حتى يطلع المهدي عج، طبعاً هذا الكلام لا يصدقه عاقل.

إن الروايات التي يجب أن نلتفت لها طوبى للممهدين للمهدي سلطان يهيأون اسباب الحركة والنهوض، لا أطيل عليكم اذا اقترب وقت ظهور الامام المهدي عج، فهناك توجد علامة قوية جدا ، لا يستطيع أحد أن ينكرها أن يتجاوزها، وهي: إذا نادى منادي بين الارض والسماء ظهر المهدي من آل محمد (صلوات الله عليهم).