نص كلمة: دور العلماء في الامة

نص كلمة: دور العلماء في الامة

عدد الزوار: 1037

2015-01-20

 

احياء امر آل محمد عليهم السلام

المناسبات التي تعقد من أجلهم عليهم الصلاة والسلام، هي تعقد أيضا من اجلنا، من أجلهم لأنهم يستحقون أكثر من ذلك، فالاحتفاء بهم شرف وكرامة ونبل ورفعة واجر، أما بالنسبة لنا فنحن في مسيس الحاجة ان نتمثل طريقهم وان نسير على نهجهم وان نستضيء الدروب بأنوارهم وهذا لا يتأتى لنا ما لم نستجب دعوةً لصادقهم عليه الصلاة والسلام حيث يقول لشيعته: ««تجلسون وتتحدثون؟ ... فأحيوا أمرنا، فرحم الله من أحيى أمرنا»[1] وما مثل هذه المجالس إلا استجابة واقعية لتلك الدعوة التي لا يحدها الزمان الذي صدرت فيه ولا المكان الذي صدرت فيه وإنما لها القدرة في ان تتجاوز جميع تلك العوامل زمانيةً كانت أو مكانية، الاحتفال بهم نحتاجه في الكثير من أمورنا الحياتية والعبادية وما نستشرف به عالماً آخر بعد هذه الدنيا التي ما هي إلا أيام، ما انقضى يوم منها وعاد، بل اليوم إذا انقضى استدعى اليوم الذي بعده وهكذا الأمر دواليك، أيامٌ تتصرم من أعمارنا، نقترب على اساس منها الى ذلك العالم، ذلك العالم مكسبٌ كبير ايها الاحبة ولا يخاف منه الا من قصرت بضاعته، واما الذين ثقلت موازينهم بحب محمد وآل محمد فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، هما مرحلتان لابد منهما مرحلة قصيرة لا خلود فيها ولا بقاء فيها إلا من به البقاء، اما الثانية ففيها الخلود وفيها البقاء وقتها اما الجنة ابدا، او النار ابدا، ائمتنا عليهم الصلاة والسلام والنبي الاعظم (ص) ما انفكوا يقدمون للأمة الكثير الكثير من الهدي لكن الأمة هي التي تعيش تقصيرٌ معهم والتقصير لم ولن يكون محدودا وإنما سوف يرقى يواصل مسيرته بقدر ما يتعرف الإنسان على علوم أهل البيت عليهم السلام وبقدر ما يطلع على نورانية كلامهم عليهم الصلاة والسلام بقدر ما يعيش حياة سعيدة وعندما يدير ظهره لموروثهم الاقدس سوف يعيش ظلام دامسا سوف تكون الحيات عليه ضيقةً حرجةً نكدة ليس فيها من اسباب السعادة والفرحة شيء، ايها الاحبة اربعة عشر محطة استراحة نتوقف عندها طوال السنة فيها نعيش الفرحة، لان في كل واحدة منها اشراقة، الاشراقة الأولى هي اشراقة النبي الأعظم محمد (ص) هنا اشراق علي وفاطمة والسبط الاول والسبط الثاني الأئمة كوكبة نورانية نور بعد نور حتى تختم تلك الكوكبة بنور الخلف الباقي من آل محمد (ص)، أيها الاحبة نحن نعيش زمن الغيبة والغيبة هي عبارة عن زمن الانقطاع بين الموالي ومن يوالي في عالم الخارج وأما في عالم المعنى فلا انقطاع في عالم الخارج ليس من السهل بل ربما من المتعذر كثير على اكثر الناس ان يلتقوا المهدي وان يتعرفوا على شخص المهدي وان يأخذوا من المهدي مباشرة ولكن هذا لا يعني الاستحالة وانما الأغلب الأعم الاكثر لا يوفق لهذا الشرف العظيم، لماذا لان بضاعته لا تؤمن له زادا من خلاله يصل الى ذلك المقام ويحظى بذلك الشرف والا فالتاريخ حافل بالأسماء التي تشرفت بمحضره الاقدس وهو في عالم غيبة، اذن في حديثهم: لنا فيكم عينٌ ناظرة[2]، هذه العين الناظرة هي عين المهدي (ع) كما ان النبي خاتم النبوة فان المهدي خاتم الإمامة.

دور العلماء في الامة

نحن في تكاليفنا، في امورنا، في شؤوننا لابد وان نهتدي الطريق وإلا باتت الاعمال لا تؤمن لنا زادا على اساس منه نصل الى حيث نعيش السعادة الابدية، لذلك من لطفهم بنا صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين أن نصبوا لنا أعلاما وفتحوا لنا بابا يوصلنا الى معينهم الصافي ألا وهم العلماء، علماء الأمة أمناءٌ عليها، علماء أمتي في الأرض كالنجوم في السماء[3] علماء أمتي ورثة الانبياء، أشياء كثيرة صدرت منهم تحث على هذا الجانب وعلى هذه الخصيصة لذلك علينا ان نلتحم بهذه الكوكبة من أبناء الأمة وهي كوكبة العلماء لأنها الواسطة الطبيعية بيننا وبين ثوابت العقيدة، وقد جاء في الحديث الشريف عنهم عليهم الصلاة والسلام «إن العلماء ورثة الأنبياء وذلك أن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن اخذ بشيء منها فقد اخذ حظا وافرا فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فان فينا في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» [4] تبدأ بسلسلة الانبياء، ثم سلسلة الرسل من أولى العزم ثم جاءت منظومة الإمامة المبتدئ بعلي (ع) والمختومة بالمهدي عليهم الصلاة والسلام واحدة من أهم الأمور التي اتخذوها وسيلة لإيصال الرسالة هو البلاغ، هو البيان هذا البلاغ وهذا البيان تم تدوينه وحفظه، الكثير منه ربما لم يصل الينا صافيا مصفى وانما شابته الاكدار والكواذب والمكدرات لكن هنالك مما وصل الينا ما يؤمن لنا الحاجة وزيادة ولكن علينا ان نقترب منه من خلال موارده الصحيحة لا ان نخبط خبط عشواء، الأمة اذا تركت هي وشأنها سوف تضل وسوف تضيع وسوف تتنكب الطريق واذا ما تنكبت طريقها ضلت الهدف واذا أضلته وقتها لا يكتب لها الا الخسران والعياذ بالله لذلك فمن أخذ بشيء منها أي من تلك الأحاديث، من تلك التوجيهات، من تلك البيانات الصادرة منهم توجيها للأمة من حولهم فمن أخد بشيء منها فقد أخذ حضا وافرا تأخذ القليل وتحظى بالكثير ما معنا هذا؟ معناه البركة المطروحة في الفاظهم احاديث جرت على لسان المعصوم يعني جرت صافية مصفاة وهي من الكثرة بما كان اذا تم معنا هذا الامر يقول: فانظروا علمكم هذا الذي تهتدون به عمن تأخذونه الاحاديث موجودة، القرآن محفوظٌ لكن الشيء المهم هو عمن نأخذ هذه الاحاديث عمن نأخذ هذه العلوم، فإنا منا أهل البيت في كل خلف عدولا الأئمة في عالم وجودهم هم يسيرون الامور الخارجية، الاصحاب يلتفون حولهم، يترددون على مجالسهم، يسألون منهم في زمن الغيبة والانقطاع بقيت وسيلة واحدة: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[5] هؤلاء الذين يوصفون بأهل الذكر أيضا هناك تفسيران في حقهما: التفسير الأول؛ ان هذه الآية دلالةً محصورة في محمد وآل محمد، وهم أهل الذكر، هناك تفسير آخر لهذه الآية يقول بان ان أهل الذكر هم العلماء، دعينا لنسأل منهم، لذلك لقمان يقول في وصيته لابنه: «يا بني، زاحم العلماء بركبتيك»[6] زاحم العلماء بركبتيك ليس معناه وضع الركبة على الركبة والمضايقة في المجلس وإنما هي كناية عن كثرة السؤال واستيضاح الأمور السؤال أو الأسئلة مفاتيح العلوم إذا سألنا وأكثرنا من السؤال تحصلنا على الإجابات اذا جمعناها تولد منها الخير الكثير باتت اعمالنا معروضة عليها متى ما عرض لنا تكليف طرحناه على السؤال، السؤال جوابه الى جانبه تصبح طهاراتنا صحيحة، صلاتنا، صحيحة معاملاتنا ايضا صحيحة، اما اذا ابينا الا ان ننغلق على انفسنا، ابينا الا ان نضيع المفاتيح من ايدينا فلا نستفيد من نور علماءنا ولا نستضيء بهدي علمهم وارشادهم ووعيهم وحكمتهم وقتها سوف نجد عند السؤال حالة من الضيعان والتيه لذلك الانسان المؤمن لا يضيع الفرصة على نفسه متى ما أتيحت له الفرصة كي يجتمع بعالم من العلماء عليه ان يأخذ منه ولو بالأقل القليل ولو بجزء المسألة حتى لو لم يستكملها، فان في ذلك خير، فان فينا في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين، ثلاث فئات في المجتمع كل واحدة منها حملت المجتمع ما لا يتحمل ضلت وأضلت ضاعت وضيعت شذّت وأشذت بمن كان من حولها الحديث الشريف يحذرنا من هذه الطبقات الثلاث يقول لا تقعوا ضمن واحدة من هذه العناوين وانما تفلتوا منها قدر المكنة والمستطاع.

غلو المغالين

الجهة الأولى الغالي المغالون هم اولئك الذين نسبوا لأهل البيت عليهم السلام ما كان لله سبحانه وتعالى حصرا حتى وصلوا بهم الى مقام الربوبية والعياذ بالله وتفننوا في قوالب الألفاظ في بيان مثل هذا المدعى تارة يقولون حل فيها، تارة يقولون ... وهؤلاء هم اولئك الذين حاول الامام علي (ع) ان يقضي عليهم وهم في بدء حراكهم ونشاطهم في القضية المعروفة المشهورة عندما اجتاز على جماعة في نهاية شهر رمضان وهم يأكلون فقال لهم: لماذا لا تصوموا كما صام المسلمون؟ قالوا منعنا من الصيام انت، فقال لهم وما منع مني في ذلك وهو حكم الله هل انتم في سفر ام انكم مرضى وهما الموردان المرخص فيهما قالوا لا بل هو انت انت لاحظوا العبارة «انت انت» يعني التشريع منك يعني انت أنت الله هذه مقولتهم والعياذ بالله وقتها الامام علي (ع) امر ان يشق لهم أخدود اورى فيه نارا ثم القاهم فيه[7] لكن الفتنة تبقى تعبر الزمن لها من يعيشها هذه كان الفئة الأولى، لكن ان نرى في أهل البيت عليهم السلام الكرامات والمقامات والمعاجز فهو دون مراتبهم هم اكبر من ذلك بكثير هذا مبلغنا نحن من العلم والا هم كما يقول سيدنا الامام الخميني (رضوان الله تعالى عليه): (إنّ للإمام مقامًا محمودًا، ودرجةً سامية، وخلافة تكوينيّة تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرّات هذا الكون)[8] فأهل البيت عليهم السلام الذين لهم القدرة في التصرف في جميع ذرات هذا الكون، حينئذ لا يعجزهم ان يمتنوا على انسان بشفاء او يفتح ابواب رزق امام انسان او يثبت الهداية في قلب انسان، هذه مقامات اصلا لا تكاد تعطى من الاعتبار كثيرا، لان الائمة عليهم السلام اكبر من ذلك بكثير لهم سلطتهم في هذا الوجود بمقدورهم ان يقدموا ويؤخروا وليس في ذلك من الغلو شيء نهائيا، الله افاض عليهم، الله سبحانه وتعالى انتخبهم واصطفاهم من بين الخلق، وهذه تعتبر واحدة من النعم الالهية، انت في الحيات تأتي الى انسان فتح الله عليه أبواب الرزق وتأتي لآخر قد قدر عليه رزقه، فهل يمكنك ان تقول لماذا هذا غني وذاك فقير، الله سبحانه وتعالى قد يغنيك وفي ذلك صلاحك وقد يفقرك وفي ذلك صلاحك كما في الحديث القدسي: «إن عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لكفر»[9] مراتب الايمان تختلف قد يكون هناك شخص قد يصاب باقل القليل ولو بشوكة يخرج من قيد الايمان والعياذ بالله، يفاجأ بفقد عزيز يخرج من دائرة الايمان يدخل في دائرة الاعتراض على حكم الله سبحانه وتعالى الكون منظومة كاملة انا وانت مفردة من مفردات الكون لا يمكن ان تعطل المليارات من المفردات في سبيل مفردة واحدة وانما المفردات كلها مجتمعة تشكل كونا اهل البيت عليهم السلام بأيديهم هذا الشيء هم يقولون: جنبونا الربوبية وقولوا فينا ما شئتم ولم تبلغوه[10] لا تقولوا نحن الله والعياذ بالله وقولوا ما شئتم قولوا باننا نخلق، باننا نرزق، باننا نعطي، باننا نمنع، باننا نشفع، باننا نشفّع... قولوا ما شئتم الانسان بقوة ايمانه واشراقة نفسه يستطيع ان يفهم هذه الامور.

انتحال المبطلين

 الجماعة الأخرى وانتحال المبطلين هؤلاء ايضا ابتلي فيهم النبي في حياته والامة بعد وفاته، الامام علي (ع) يريد ان يضعهم على الجادة لكنهم يأبوا الا ان يتنكبوا الطريق حتى عدوا على ذاته المقدسة من الذي اراد لهم امام علي (ع) الا ان يعيشوا عيشا كريما لكنهم ذهبوا في هذا الاتجاه.

التأويل الجاهلين

ثم الأخير والتأويل الجاهلين اليوم نحن ابتلينا بالكثير من المنابر والمجالس والمنتديات والندوات والامسيات من ينصب من نفسه مفسرا وهو لا يمتلك من آلية التفسير الشيء، تفسير القرآن بيان أحاديث اهل البيت عليهم السلام هو ليس كلام صحف ومجلات وما الى هذا، هذا كلام احكم الحكماء وسادات البشر كلام الله القرآن المنزل على قلب الحبيب المصطفى محمد (ص) السنة المطهرة هي عبارة عن هذا الشيء عن هذه الاحاديث التي جرت على السنتهم، لنرى وضعنا نحن ما هو؟ في الفترة الاخيرة عجت في اوساط الناس مطالبة لإعادة قراءة احاديث اهل البيت واعادة التصنيف من جديد طبعا هذه الدعوة فيها ما فيها، لكن هي كلمة حق ولكن يراد بها باطل، يراد منا ان نتخلى عن جميع المقامات لأهل بيت النبوة والعصمة والطهارة في سبيل ان يرضى عنا الآخر ولن يرضى عنا: وان لنا اعداءا لو سقيناهم العسل المصفى لما ازدادوا فينا الا بغضا[11] لا يمكن ان يراد منا ان نسقط جميع الاحاديث التي تكشف واقع من ناوى أهل البيت عليهم السلام حتى تبرر ساحات وتزكى الانفس، حال انما وقع وصدر منها مؤامرة على علي (ع) يجب ان تنسى بناء على هذا المطلب، ما جرى على الزهراء سلام الله عليها يجب ان يمسح من التاريخ، ان الامام الحسين (ع) في واقعة الطف جرى ما جرى عليه لابد ان نسلم تسليما هذا لا يمكن، لكن نية هؤلاء المبيتة هي هذه ان ننسى مقامات اهل البيت وان نحسن من صورة الطرف الاخر هذا انقلاب على الدين، انقلاب على الثوابت، اطاحة بالمبادئ ما حل بهم ونزل في ساحتهم عليهم الصلاة والسلام شيء كثير يكفي انه لا يرفع آثاره حتى يقوم المهدي (ع) يأخذ بثأرهم غير هذه لا ينتهي الامر هم لا يريدون مسألة التبويب والترتيب، لانهم يعرفون ان ما تم ترتيبه وتبويبه لا يصلون إلى ما وصل إليه المتقدمون هم يعلمون هذا، لكن كما قلت لكم لديهم نية مبيتة في تغيير واقعنا من خلال تغيير موروثنا لا مكنهم الله من ذلك، لا يريدونا منا ان نذكر كرامة لهم ترتفع من اجلها الصلوات ولا يريدون منا ان نذكر خصائص إنسان تجرأ وقام بعمل في منتهى البشاعة والسقوط كي نكشفه ونعريه، لا يريدون منا هذا الشيء، نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم من العارفين بهديهم والسائرين على نهجهم والآخذين بحجزتهم والمتمسكين بعروتهم، نسال من الله ان يكتبنا واياكم من المترددين على زيارتهم في هذه الدنيا وممن تنالهم والشفاعة على ايديهم عليهم الصلاة والسلام في عالم الآخرة، ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليما﴾.[12].

 

 

أشرقت  أنوار  طه  في الوجود
فاغتدى  الكون رؤىً للناظرين
حيث ألطاف الهدى عمت وهل
عمت  الألطاف  قبل  الطيبين
أحمد   الذات  التي  تمت  بها
رحمةٌ   عمت  بلاد  المسلمين
من  يعيش الحب يسعى جاهداً
كي ينال الأجر من أهل اليقين
بصمة  الإيمان  عشقٌ  صادقٌ
فيه  سر  الآل  روح  المؤمنين
فلنصلِ   سادتي  حيث  جرت
لفظة  التوحيد  بين الحاضرين
أحمد   النور   ومن  يدنو  iiله
يدرك  المطلوب  في دنيا ودين
فارفعوا الأصوات يا أهل التقى
بصلاةٍ  فضلها  في  الساجدين