نص كلمة بعنوان: بعض مصاديق إحياء أمر أهل البيت (ع)
بعض مصاديق احياء امر اهل البيت عليهم السلام
كم هو جميل ان يصبح الإنسان موضوع لدعاء الإمام المعصوم «رحم الله من أحيى أمرنا» طرق احياء الأمر كثيرة ولعل من ابرزها بل ومن أهمها هو مذاكرة العلم حتى أننا نجد في اعمال ليلة القدر التي هي أفضل الليالي والتي لا تساوقها ليلة من الليالي بالمطلق أفضل ما يأتي به الإنسان في تلك الليلة مذاكرة العلم سيرة أهل البيت عليهم السلام فيها الشيء الكثير نحن في كربلاء موضوعنا كربلاء قضيتنا كربلاء بالأمس قلنا كربلاء هي عبارة عن أيقونة متعددة الألوان ومتقاطعة الخطوط من القضايا التي لابد وان نراجع النفس فيها طويلا هي قضية الصلاة، الإمام الحسين (ع) في اليوم العاشر من المحرم يلتفت إليه احد أصحابه ويقول له: يابن رسول الله لقد حان وقت الصلاة، لم يكن الإمام الحسين (ع) غير ملتفت لوقت الصلاة ولو سكت ذلك الصحابي الجليل الشهيد بين يدي ابا عبدالله الحسين لبتدأه بها لكن لو كان الإمام الحسين هو الذي بادر في القضية هذا هو الطبيعي والمألوف لكن ان تكون القضية صدرت من صحابي لم ينسى الهدف والغرض «وهل قاتلناهم إلا عليها» هذا شيء مهم، هذا الصحابي الجليل عندما دعا للصلاة ولم يقف في الصف الأول ليأتم بالامام الحسين (ع) وإنما وقف أمام الامام الحسين ليدفع عنه السهام وما أنهى صلاته الإمام الحسين الا وخرّ ذلك الصحابي الجليل صريعا اما الهدف كان موجود نحن نسأل من أنفسنا نتذابح على أشياء أحيانا لا تتعدى دائرة المستحب ولكن نفرط فيما هو الواجب وهذه مشكلة معضلة يعني الإنسان في بعض الأحيان يدفع من جهده الشيء الكثير، من ماله الشيء الكثير في سبيل تحصيل ثواب يرتقي به في الدرجات إنشاء الله ان كان مقبولا وإنشاء الله مقبول لكن الأهم هو الذي يعطي الإنسان جوازاً عن الصراط هو امتثال الواجب والابتعاد عن المحرم لا تحصيل المستحب وترك المكروه ذاك رفعة درجات نعم تسابق للمواقع المتقدمة في الجنان، نعم لكن لا يخلص الإنسان من النار إنسان يأتي بنوافل كثيرة لكن يفرط في الواجبة النتيجة معلومة محسومة، مثلا الإنسان عندما يفد إلى بيت الله الحرام في مكة، أو إلى قبر الرسول والمعصومين في المدينة، أو إلى الأضرحة المشرفة في العراق، أو إلى ضريح الإمام الثامن الضامن في الجمهورية الإسلامية بلغنا الله وإياكم شرف الوصول على الاقل عليه ان يأخذ ميثاق في تصحيح دائرة الحيات الدينية، الإلتزام بالأمور التي افترضها الشارع المقدس عليه، ينبغي ان يلتفت لها، ان يعطي لهذه المساحة اهتماما، اليوم أنت لست مشغول، والمرأة أيضا ليست مشغولة بترتيب أبناءها وما إلى، اليوم فرهان الإنسان لابد ان يراجع حساباته ويرى اذا كان هناك من نقص او خلل، مثلا امرأة جاءت لزيارة الإمام الحسين او لأبي الفضل العباس (ع) هي تاتي للزيارة ولم تذهب إلى صالة افراح حتى تلبس أجمل ثيابها وحتى تأخذ أفضل أنواع الطيب على جسدها وهذه زيارة نعم من غير صحيح ان تذهب المرأة وهي لم تعطي لزيارة حقها، جابر ابن عبدالله الأنصاري ونحن نسير على سنة أخطتها (رضوان الله تعالى عليه) وهو الصحابي الجليل الجليل الجليل أصحاب النبي كثر، حيث ان من رآه صحابي على بعض المدارس، ومن سمع منه صحابي أيضاً على بعض المدارس، لكن كسلمان وعمار وأبي ذر وجابر والمقداد هؤلاء قلة قليلة جدا جابر ابن عبدالله الأنصاري أردفه النبي محمد (ص) ذات ليلة على ناقته العضباء فصار يساره يعني يتحدث معه بصوت خافت فقال له جابر يا رسول الله هل سلمان منكم أهل البيت قال بلى سلمان منا أهل البيت قال وأبو ذر منكم أهل البيت قال بلى فصار يعددهم واحد بعد واحد هؤلاء النخبة أصحاب الدرجات العالية السامية بالإيمان ثم امسك جابر عن الكلام، فابتدأه النبي (ص) وقال له: يا جابر أخذك الحياء؟ وانت منا يا جابر[2] اي عظمة و مقام سمو هذا ان يستضيفه النبي(ص) إلى معية أهل البيت (ع) باي شيء لان جابر الأنصاري من اهل المدينة ما هي الموجبات التي من خلالها وصل جابر إلى أن يكون محط استقطاب لقول النبي (ص) الذي هو قول السماء أيضاً: جابر منا إيمانه، فداءه، تضحيته، معرفته في العلوم الحقة هذا شيء مهم.
التعرف على سيرة اهل البيت (عليهم السلام) والسير عليها
أيها الأحبة من الرجال وأيتها الأخوات المؤمنات الطيبات الزينبيات شيء مهم ان نتعرف على أهل البيت، هم يقولون: تجلسون وتتحدثون، يعني تتعرفون عليهم على سيرتهم، الآباء يلقنونها الأبناء الأبناء يصبحون آباءً يلقنونها أبناءهم النساء كذلك يلقنونها لبناتهم وهكذا الحياة دوالية، هل مما حصل وصدر من زينب وحاشاها ان يحصل منها ذلك مزاحمة للرجال في يوم من الأيام؟ هل هناك نص يقول بان زينب زاحمت الرجال في الكوفة او زاحمت الرجال في الشام أبدا أملى عليها تكليف الشرعي ان تنهض وان تقف في موقف امام طاغية أرعن وهو يزيد بن معاوية لتقول قولة الحق، عندما أحجم الرجال عن القيام بها وإلا لو قام الرجال بتكاليفهم أصلا حادثة كربلاء ما كانت تقع، طاحونة كربلاء ما تحدث لكن تخلى الرجال في أكثر من موطن عندما يتخلى الرجال وفي أشدها حرجا، الزهراء سلام الله عليها كانت بين الحائط والباب والجنين على الأرض ومخضبة بدمائها لما سمعت ان الامام علي (ع) قد أقتيد! لان الإمام علي لم يأخذوه بشكل طبيعي بل وضعوا العمامة على وجهه والآخر في رقبته وكان يسحبونه في الطريق إلى مسجد النبي والنص يقول: كل ما مروا به على قوم شتموه قد يتصور البعض بان الشتيمة كانت في الشام ومن قبل معاوية، لا أساسها واصلها كان في المدينة المنورة، لذلك جاء النص عنهم عليهم الصلاة والسلام ما في المدينة بيت يحبك في ذلك اليوم الزهراء سلام الله عليها ان تقوم بالتكليف، عندما يقصر الرجال في تكليفهم استوجب عليها الموقف واسترجعت الامام علي واستنقذت علي (ع) وإلا كان مراد الثاني ان يقتل الامام علي (ع) كلام صعب صعب لكن هذه هي الحقيقة، زينب سلام الله عليها تلك المرأة التي يقول عليها تلك المازني: جاورت عليا خمسا وعشرين سنة والله ما رأيت لزينب شخصا ولا سمعت لها صوتا[3]، اذن هذا التزاحم على شباك الضريح لاجل اي شيء؟ وهذا ليس شباك النساء، لكن امرأة تدافع الرجال بيديها، تزاحم الرجال، جلوسها في غرفتها ربما يكون أنفع لها بكثير مما عليه وليس فقط النساء حتى الرجال يعني اتصور بأن أصل للشباك على رقاب الآخرين! اذا لم تصل الى الشباك هل يعني ان زيارك لم تقبل؟ وهل ان قبول الزيارة متوقف على الوصول إلى الشباك؟ نية المرء من بيته وبعد ان قطع خطوات يسيرة في اتجاه الإمام الحسين تعتبر له زيارة، لماذا يؤذي بعضهم بعضا، هناك ضعفة، هناك مرضى، هناك متعبين، الإنسان إذا تخلى عن حصته من اجل الآخر هذا مقام سامي وعالي ورفيع فيجب أيها الأحبة ان نأتي لزيارة الحسين (ع)، جابر عندما يقول: اللهم انا شاركناهم ما هم فيه استغرب صاحبه من هذه المقولة فيقول له كيف ونحن لم نضرب بسيف ولم نطعن برمح، هؤلاء الصحابة قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم كيف نحن شاركناهم ما هم فيه؟ معرفة جابر تتجلى هنا، درس جابر للمعاني يتجلى يقول له بلى والله لقد سمعت من حبيبي رسول الله محمد (ص) أنه قال: من أحب عمل قوم أشرك في عملهم، أنا أحب ان اقبل الشباك لكن لا استطيع، أحب ان ازور داخل الصحن، لكن لا أتمكن، لا بأس ازور من الخارج سوف انال الثواب، أيها الأحبة! آباء وأمهات أخوة واخوات أبناء وبنات كرم أهل البيت من الله وكرم الله لا يحد بحد أصلا لا كرم بالوجود إلا وجود محمد وآل محمد لماذا نكون مثل ذلك الإعرابي الذي جلس مقابل مقام إبراهيم يصلي ويقول: اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر لاحد سوانا، بالنتيجة هذا اعرابي (ليس عربي) التفت إليه قال له مالك وهذا لقد بخلت كريما إذا أعطا لم يمن. فرسول الله(ص) يقول من أحب عمل قوم أشرك في عملهم،[4] اللهم انك تعلم أننا نحب محمد وآل محمد فاحشرنا معهم واشركنا في سيرتهم وعملهم وعطائهم واجمع بيننا وبينهم فانا اطلب من الاخوات ان يكونوا محتاطين في الطرق يعني اذا احتاج الأمر الصبر خمس دقائق او اكثر حتى تفرج الأمور فليصبر الانسان ويتوقف لماذا يزاحم ويزج بنفسه، زينب تدعوكم لهذا وهذه هو موقفها يزيد عندما تصفح النساء لم يهتدى إلى زينب إلا من خلال منطقها عندما قالت له: «كد كيدك واسعى واجهد جهدك فو الله لا تمحو ذكرنا»[5] هذه هي زينب، عندما دفنت الزهراء سلام الله عليها زينب أحبت ان تزور أمها الزهراء سلام الله عليها طبعا رواياتنا في خصوص قبر الزهراء متعددة، رواية تقول انها في البقيع، رواية اخرى تقول في حجرتها، رواية ثالثة بين القبر والمنبر، وما أركن إليه انا هي الرواية التي تقول ان الإمام علي (ع) جاء بها إلى قبر النبي (ص) وامتدت إليه يد رسول الله (ص) واستلمها منه وقال علي يا رسول الله لقد استرجعت الأمانة بأي حال وأي وضع (هذا ليس شاهدي) أنا الحمد لله كل شيء انعم علي إلا شيء واحد وهو أن أكون خادم خادم خادم في طريق الحسين واصبح ملا لكن لا اصير، لان ذلك يحتاج الى توفيق من الله سبحانه وتعالى، زينب قالت لأبيها انها ترغب ان تزور قبر أمها سلام الله عليها هذا بناء على الترديد في الرواية، لاحظوا اخواني وأخواتي انتم أيضا عندكم زوجات وبنات ايضا بنات الأخت وبنات الأخ هذه مسؤوليات شرعية، الرواية تقول فأمر الإمام علي (ع) الامام الحسن (ع) ان يسبقه إلى قبر النبي ويخمد ضوء القناديل حتى لا يظهر خيال زينب! هذه زينب إنشاء الله نكون قد أخذنا درس وأخذنا عبرة وأخذنا موقف وفقنا الله واياكم لكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للإستماع اضغط على الرابط