نص كلمة بعنوان: الإمام زين العابدين وتخليده لواقعة الطف
وقفة توضيحية حول مرض الامام زين العابدين في يوم الطف
لا زلنا نعيش معطيات الطف وارتداداتها الامام الحسين (ع) نهض بمسئولياته تامةً وختم الصفحة الأخيرة منها بقطرات دمه الطاهر ثم آلت الأمور أمور الامامة الحقة للإمام علي بن الحسين (ع). الامام علي بن الحسين (ع) له ادوارٌ كثيرة تتعلق بالطف، لكن هناك سؤال مطروح وهو: هل كان الامام مريضاً في يوم الطف؟ أم أن الامام كان مصاباً أي جريحاً؟ أم أن الامام (ع) لم يكن مريضاً عليلاً ولم يكن جريحاً. أصحاب الأقلام مالوا في أكثر من اتجاه وساقوا الكثير من الأدلة رغبةً في الخلوص إلى نتيجة بين هذه الاختيارات المطروحة لكن القدر المتيقن أن الامام زين العابدين (ع) في الطف لم يكن في وضعه الطبيعي من حيث الحالة الصحية لكن هل كان ذلك معه من المدينة؟ ام لا عرض له في الطريق؟ او عرض له عند وصول كربلاء؟ وإذا كان عليلاً من المدينة لماذا اصطحبه الامام الحسين مثلا معه؟ اسئلة كثيرة تطرح الاختيار الآخر أيضاً انه أصيب في كربلاء أصيب في كربلاء يعني نزل إلى الميدان فجرح، معظم من دوّن احداث الطف وان كانت المصادر محدودة وفي معظمها ايضاً غير موثوقة وفيها من الدس والحشو الشيء الكثير لكن قل ما تجد من يشير الى مشاركة الامام (ع) التي انتهت به إلى أن يصبح جريحاً، جماعة أخرى تقول الامام كان موجوداً في الطف ثم لا تعطي حكما على أي حال كان الامام زين العابدين (ع) بالنتيجة بعد استشهاد الامام الحسين (ع) المسؤوليات والتكاليف باتت على عاتق الامام زين العابدين (ع) ولابد من النهوض بها وهذا ما يمثّل القسم الثاني من واقعة الطف وله من الأهمية الشيء الكثير، لم تكن ثورة الامام الحسين (ع) الثورة الوحيدة أو النهضة الوحيدة أو الحركة الوحيدة التي قدمت الضحايا وتنوّع لون الطيف في الضحايا وترتب على ذلك أيضاً التمثيل ربما بالجثث في الكثير من المعارك لكن واقعة الطف ليست فقط مجرد تضحية وإنما الطف هي عبارة عن مبدأ وهدف واضح وقيادة معصومة وجند على درجة عالية من الكمال والتسليم المطلق لمركز القياد. هذه العناصر اجتمعت فيما بينها أفرزت الطف الى يوم المعركة وما أسفر عنه من قتل الامام الحسين وآل الحسين وآل عقيل وآل الحسن والعباس وأخوة العباس أنصار الامام الحسين (ع)الشهداء الذين هم أفضل الشهداء[2] إلى هنا الفقرة الأولى أو المربع الأول او قل ما شئت كان بنظارة المعصوم بالمباشرة.
ضرورة تقديم مشهد الطف الى مساحة اكبر مما عليه اليوم
بعدها بدأ المربع الآخر تتشكل أضلاعه، الامام زين العابدين (ع) هو القائد في هذه المرحلة ما الذي تتطلبه المرحلة تتطلب قراءة واعية لمعطيات الطف مبكّرة في حالة من الالتزان التام لا تؤثرُ فيها ردود الفعل العاطفي وإلاّ فان المشهد مأساوي وبامتياز مأساوي في الطف قتل، دس، تمثيل بالجثث، حرق خيام وما إلى ... مشهد مأساوي يعني السيناريو مأساوي جداً ومع شديد الأسف الى اليوم بعد قرابة أربعة عشر قرن من الزمن لم تستطع هذه الطائفة أن تقدم هذا المشهد المأساوي للعالم بما يتماشى وواقع الطف المنبر الحسيني مرحلة من مراحل الطف ولا يمكن ان يقلل من شأنه لا زال يعطي بقدره لكن هنالك فنون قادرة على أن تقدم مشهد الطف لمساحة اكبر مما هي عليه اليوم يعني بسؤال بسيط أنا لما اجلس في حسينية وليكون لها امتداداتها من حيث المساحات ورفدها من حيث الشوارع وتُملأ ثم يأتي الخطيب العربي ويقرأ، أو الفارسي ويقرأ كم سيستمع له من غير أتباع هذه المدرسة أو هذا اللسان أو هذه الطريقة كم؟ ثم المسألة مسألة عشرة محرم ثم يطوى الملف يعني هل ان الحسينيات تزدحم بعد العشرة من محرم؟ دعونا نعمل إستقراءاً بسيطا: كم يأتي لمسؤول الحسينية من المستمعين أو السامعين عمن حضروا خطبة لزيد من الخطباء يطلب لها تسجيلا؟ كم النسبة مهما بذل من جهد مهما تحمل من عناء مهما تفنن في الطرح بالنتيجة كم النسبة؟ دعونا نسأل عشر او عشرين حسينية موجودة بالحليلة اعملوا استقراءاً لان بالاستقراءات الميدانية تنهض المشاريع الكبرى وتصحح المسيرة، نحن مشكلتنا باعتبارنا أتباع هذه الطائفة لا توجد لدينا استقراءات ميدانية إلاّ فيما قل وندر، جمعية خيرية تعمل لها مشروع خيري معين كأن ترتب زواج جماعي مرة واحدة في السنة هذا شيء جيد الا انه لا توجد خطة استراتيجية يستكشف الانسان من خلالها مستقبله هذا الشيء ما موجود؟ انا اسأل هل هذا الشيء موجود حقا؟ يعني هل هناك حسينية تعمل استبيانا او استقراءاً؟ لكن لو دخل المسرح على واقعة الطف في عاشوراء لو تدخلت السينما الفن السابع بكل قواه وجُندت له جميع الأجندة المستوجبة وعرض من خلال السينما العالمية لا العرض في دور السينما في طهران او في كربلاء مع احترامنا وتقديرنا لهم، لا مقصودي تعرض في العواصم العالمية الكبرى نستطيع ان نسافر بقضيتنا النص يكون دقيق مشذب بناء أدبي في اسمى حالاته يختار له من الممثلين الطبقة الاولى وان كلف من المال الكثير تختار شركات الانتاج العالمية المسوقة هؤلاء بالنتيجة هم يريدون اموالاً لا يهتمون ولا يعتنون بمأساة الطف، انظر الى الدنيا اين وصلت و لا زلنا نراوح.
الإمام زين العابدين (ع) خلد لنا ثورة الحسين (ع)
الامام زين العابدين (ع) حمل الملف تحرك في الطف وضع حجر اساس لقراءة الطف بعضهم يحاول أن يقدم لنا الامام زين العابدين (ع) ذلك الانسان المكسور المغلوب على أمره الملتمس الذي يتضرع لشيخ في الطريق وهو يلتمس منه قطعة من قماش ليس هذا هو الامام زين العابدين ثورة زين العابدين (ع) التي سافرت بحادثة الطف لا تقل أهميةً وشأناً عما جرى في الطف لو لم يكن زين العابدين (ع) بقيت الطف موجود لما بقي الطف أساساً طف كانت ستصادر وعندما تقول زينب الشرعية موجودة وهي متمثلة في زين العابدين عندما زينب سلام الله عليها تقف في وجه ابن زياد ابن مرجانة في الكوفة وتقرّع ذلك الرجل المتسلط الذي لا يفك من الثمالة وتقرّعه بذلك اللسان فيقولون له دعها انها امرأة سجاعة[3] شرعية معها مواقف كثيرة حصلت بين الكوفة حتى استقر بهم الامر في الشام التاريخ يطوي عنها صفحاً لا يقدم لنا شيء ما ذا جرى؟ التاريخ منسي قرابة عشرين يوم او ثمانية عشر يوم مسير في كل موطن نزلت فيه زينب نزل فيه الامام زين العابدين (ع) كان هنالك حدث إلى نهاية المطاف وهو في الجامع الأموي باصطلاحنا هو الجامع الأموي في ذلك اليوم زينب سلام الله عليها زين العابدين سلام الله عليه كتبوا نص الطف بما لا يقبل التزوير استغلوا المكان حيث عاصمة الدولة الأموية استغلوا الظرف جميع أركان الدولة الأموية استغلوا الواقع التي تعيشه الشام بما هي هي في ذلك الظرف قلبوا الرأي العام على يزيد فبعدما كان احد يتصور شفقة او رحمة من يزيد ما كان أحد التمس من يزيد أن يسيرهم من الشام .. فرضوا واقعا لو بقيت زينب وزين العابدين في الشام لقلبوا السلطة على الشام لذلك جمع المستشارين حوله وهم من الميسحيين في الاغلب نصحوا خليفة الشام ان يسير علي بن الحسين ومن معه من عائلة الحسين والا انقلب الوضع عليه، زين العابدين (ع) في قمة العظمة، زين العابدين (ع) في منتهى الكمال إذا أردنا أن نقترب من حياضه علينا أن نتوضأ وإذا اردنا أن نقرأ سيرته علينا ان نتبتل وإذا اردنا أن نستنطق مسيرته علينا ان نكون على درجة كافية من الوعي، زين العابدين (ع) عظمة، كرامة لذلك يقول من كرمت عليه نفسه أي اذا كانت لنفسه قيمة هانت عليه الدنيا حينئذ تكون الحياة لا قيمة لها عنده اذا زين العابدين سافر وروحه على يديه ورجع وروحه أيضا على يديه لذلك ضاقت به الدولة الاموية ذرعا فدست له السم وتخلصت منه وهذه المدرسة الخبيثة ـ مدرسة دس السم ـ كانت من ذلك والى يومنا هذا لها انصارها واعوانها..