نص كلمة بعنوان : الأخوة في الله سرالنجاح

نص كلمة بعنوان : الأخوة في الله سرالنجاح

عدد الزوار: 257

2015-01-17

 

الأخوة في الله سر النجاح

قال النبي الأعظم (ص): «آخى النبي بين أصحابه من المهاجرين والأنصار أخوين أخوين ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب وقال وهذا أخي» [2]

عندما وصل النبي الأعظم إلى المدينة وهبّ أهلها لاستقباله مرددين:

طلع البدر عليـنا مـن ثنيات الوداع *** وجب الشــكر علينا ما دعــا لله داع

أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطـاع ***جئت شرفت المديـنة مرحباً يـا خير داع

وصل إلى قبا نزل في بيت أبي أيوب الأنصاري وهو الرجل الفقير البسيط المعدم إلا من رحمة السماء وألطاف السماء وبركة السماء كم هو شرف كبير ان يكون هذا البيت الصغير منطلقا لاشراقات النبوة وهي تعيش أيامها الأولى بعد الهجرة مجتمع المدينة فيه نقيضٌ، فيه اليهود ولهم السطوة، وفيه من يعيش على ما كانت عليه مكة عبادةً، فيها طرق، فيها قبائل، فيها توجهات، فيها تيارات دخلها النبي من خلال ما أرادته السماء له ان يكون تحول البيت إلى مسجد الصلاة ركعتين فيه تعدل عمرة كاملة مستتمة متقبلة، الأخوة في الله مطلبٌ أساسي الأنصار هم أهل المدينة، المهاجرون هم الذين التحقوا بركب النبي ان من مكة أو من أطرافها، أصبح المجتمع يعيش تحت إرهاصات هذين التيارين كيف يستطيع النبي ان يحلق بهما كجناحين لتأخذ الرسالة مسارها الطبيعي نحو الهدف، أنها مسألة الأخوة التي على أساس منها يتنازل الأخ لأخيه عن الكثير من حقوقه ومتى ما سادت روح التسامح اشتد بناء الأخوة ومتى ما أقصينا مساحة التسامح فيما بيننا أنهد بناء الأخوة ولا خير في مجتمع لا يعيش الأخوة لأن الأخوة سر نجاح ومكمن قوة.

بعض الآثار المترتبة على الأخوة

 أيها الأحبة الآثار المترتبة على الأخوة كثيرة اختصرها قدر الإمكان؛

اثرها في البعد المادي

 المهاجرون جردوا من جميع ما يملكون أيام كانوا في مكة غنيهم وفد المدينة وهو يلبس رداء الفقر بعد ان كان غنياً بين أبناء قومه في مكة وسط مجتمع أنصاري الثراء بين يدي المدينة، والمدينة تعني المدنية والتحضر والتقدم ساوى بينهما، اخذ هذا البعد مساره، قويت القدرة واشتدت القدرة المالية هذه المرة تحت عنوان اسم وهو الإسلام المتمثل في شقين الشق الأنصاري والشق المهاجري، الثروة قسمت القوة البشرية لها قيمتها ورصيدها باتت تتحرك تبحث عن موطئ قدم لها على أساس منه تتسع دائرتها وهذا ما حصل واتفق حاول النبي من خلال الأخوة والمؤآخاة بين المسلمين من مهاجرين وأنصار ان يلغي جميع عوامل التفرقة التي كانت تسود وتنهك بنيان المجتمع وهو في حداثة عهده وهذا مطلب كبير وعظيم، ربما البعض يقول هي حالة تحكي مرحلة وما علاقتنا بها! والجواب هو ان اقوال النبي، أفعال النبي، تصرفات النبي (ص) لا يمكن ان تحاط بدائرة او بخط مستقيم او دائري مقفل، وانما رسالته هي روح الانعتاق من جميع القيود والمعوقات فلا نحصر هذه الرسالة في ظرف معين زمانا او مكانا، ايها الاحبة نحن معنيون اليوم ونجلس مع أنفسنا ونسأل أيهم الأفضل ان نجتمع على محمد وآل محمد أو أن نفترق على أنفسنا؟ إذا كنا نريد الأول فعلينا ان نصلي على محمد وآل محمد (ص)، لا يكفي ايها الاحبة ان نجتمع ونلهب مشاعرنا من خلال الترديد والتصفيق والتمايل وان كان في ذلك اجر لأنه يمثل إحياءً للشعيرة، لكن السؤال الأهم هو كم تحدث هذه الحالة في داخلنا من الحيات الجديدة هم عليهم الصلاة والسلام في مواسمهم مدارس من منا يدخل للمدرسة ويخرج منها وهو لا يريد ان يحقق نجاحا او ان يسطر تميزا؟ إذن علينا جميعا ايها الاحبة ان نحوز قدم صدق في هذا المضمار وأما من أراد لنفسه ان يتخلف عن الركب هو وشانه، النبي (ص) كان يأخذ بيد المهاجري والأنصاري ويضعهما ثم يضع يده الشريفة فوقهما ويأتي بالعهد والميثاق ومن الحري بنا أيها الأحبة ونحن محسوبون جميعا عليهم ان نتمثل طريقتهم وان نسير على نهجهم وان يمثل كل واحد منا كبر أو صغر عاش ثراء ام فقرا ثقافة أو ان لا ثقافة من أجل ان نصل إلى هدف، أيها الأحبة كفانا ما عشناه علينا ان نطوي صفحة الماضي كاملة ونبدأ صفحة جديدة لم ينقش عليها حرف ولا رقم، علينا ان ننسى وان لم نستطع علينا ان نتناسى الانسان في بيته تحصل له الكثير من العوارض والكثير من المثبطات والكثير من الثغرات لو اراد ان يقف عند كل واحدة منها ما عسى ان يكون الحال ايها الاحبة يعني الضياع والشتات ولا نتيجة۔

 

أثرها في تقوية الجانب الاقتصادي

الأمر الآخر باتحادنا أيها الأحبة يقوى الجانب الاقتصادي في أوساطنا قبالة أوضاع تأخذ بنا ذات اليمين وذات الشمال ونحن لا نستطيع ان نبصر أو نتهجى المفردات التي على أساس منها نستشرف مستقبلنا ونضع حجر الأساس للبناء عليها بناءا أصيلاً ثابت القواعد شديد الأعمدة متماسك الجسور، أيها الأحبة لكل واحد منا، لكل واحد منكم نصيب وعلى كل واحد منكم مسؤولية ولا يمكن لأحد ان يلغي الآخر مهما كانت الظروف، لان الخسارة سوف تكون هي النتيجة المحسومة، أيها الأحبة نحن في بيوتاتنا ربما يصدر من الابن او من البنت تصرف لا يتناسب مع قيمومة ذلك البيت فأيهما افضل ان نجمع او نطرح، ان نأوي او نطرد، نجبر او نكسر، الذي يهمنا أيها الاحبة ان نعيشهم في فرحتهم وفي مواطن حزنهم ان نعيشهم فيما قدموه وتركوه من اثر يحقق لنا قناديل نستضيء بها في هذه الحيات المظلمة والأمواج المتلاطمة، ايها الاحبة هي دعوة من النبي في ذكرى مولد ودعوة من حفيده بذكرى مولده ان نعيشهم كما أرادونا ان نعيشهم.

أثرها في البعد الاجتماعي

هنالك عوامل كثيرة اختزلها البعد الاجتماعي وهو بعد مهم وفي غاية الأهمية إذا تآخينا استطعنا ان نقضي على جميع بوأر التوتر في وسط المجتمع الواحد سواءٌ كانا عبارة عن حسينية أو عبارة عن مسجد او عبارة عن مدرسة او عبارة عن شركة او عبارة عن مؤسسة او... الاعتبارات كثيرة إذا تآخينا، إذا عشنا جميعا على قلب واحد نستطيع ان نقضي على جميع تلك البوأر، وأنا أهمس في آذانكم جميعا ومن خلال واقع تجربة ان المتاجرون بقضايانا هم بعيدون عنا في الكثير من الأحيان، فعلينا ان نعيش بوعي وحيطة وحنكة وحذر مع مسؤولية وإخلاص وقصد قربة إلى الله سبحانه وتعالى لا يكفي ان أكون وليا على مسجد او حسينية او وقف او مؤسسة وأنا لا أعيش الله في كل شيء كما قال علي (ع) « والله ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وفيه وبعده »[3] إذا تحقق هذا المعنى فبها ونعمة.

تفعيل دور القيم الإسلامية في وسط الأمة

«المؤمن مرآت أخيه المؤمن»[4] حديث ينقل عن الرسول الاكرم(ص)، ويقول الامام امير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام: «ومن وعظ أخاه سرا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه»[5] الكثير منا مع شديد الأسف وأنا مسؤول عن كلامي هذا لا نواجه الحقيقة بما هي هي وإنما نتقاذفها من وراء الستر نختبئ وراء أيادينا ونتفوه إذا أتيحت لنا الفرصة في منتدى، في مجتمع، في مجلس، في مزرعة اطلقنا لألسنتنا العنان وعند المواجهة يصبح كل واحد منا الكن لا يستطيع ان يركب مفردة على مفردة لماذا؟ هل هذه حالة صحية في وسطنا ام هي حالة مرضية؟ هذه الحالة مرضية متى ما تركناها استفحلت ايها الاحبة لا تختشي من أخيك المؤمن اذا كان يحمل معنى الأخوة ان تكون معه صريحا وواضحا في حدود الاحترام المتبادل بين الأفراد وهذه مسؤولية النبي (ص) لنا ونحن نحتفل هذه الليلة بذكراه، دخل اعرابي إلى مسجد، الرسول(ص) وقال أين محمد؟! فقيل له: هو هذا محمد، محمد (ص) النبي لم يحدث حالة من التميز بينه وبين غيره حتى في مجلسه لذلك الإعرابي لم يعرفه لأول وهلة وان كنا نعرف ان اشراقة وجه النبي لا تحكيها اشراقة أخرى، وان الطيب والشذى الذي ينبعث من جسده لا ينبعث من غيره الا من اختص ولكنها الحالة الظاهرية والحجب المانعة تحول دون ان يصل إليها المقابل للمقابل فقيل له هذا محمد، فجاء للنبي وأخذ بمجامع ثوبه وقال له بعد ان جمع ثوب النبي (ص) ـ هذا نبي الرحمة وهذا إعرابيٌ لتوه يتهج مفردات الإسلام ربما حصن نفسه بشهادتين وليس ثمة شيء وراءهما ـ وقال له اعدل يا محمد! فالتفت النبي لعلي (ع) وقال له يا علي اقطع لسانه، ركزوا فقام احدهم واستل سيفه يريد ان يقطع لسان الإعرابي، فقال النبي لعلي يا علي اقطع لسانه، فأخذ النبي بيد الإعرابي وأشرف به على الوادي وقال له أيها الإعرابي خذ حاجتك فأخذ حاجته ثم عاد إلى المسجد، فقال له اشهد انك المبعوث من قبل الله رحمةً للعالمين، فحسن إسلام الرجل، أيها الأحبة والله فرصة سعيدة ما نحظى به من نعمة الاحتفال بذكرياتهم نعمة كبرى اللهم لا تحرمنا هذه النعمةـ اللهم افتحها علينا، اللهم اجمع شملنا، واحرس صفوفنا، وفق بيننا جميعا على محبتهم، اذا أردنا هذا علينا ان نعد أنفسنا إعدادا روحيا وان نشدد الوثاقة والعلقة مع محمد وآل محمد، ان نؤكد على البناء العلمي، أيها الشباب خصوصا الصغار لا تقول أهم شيء عندي أن انجح بل لابد ان يكون أهم شيء عندك أن تتفوق، هذه المرحومة التي غادرت الدنيا الى الرفيق الأعلى هذه الأيام من بنات هذه القرية أول فتات سعودية تحصل على درجة التفوق بامتياز من الدرجة الأولى من الجامعة الايروانية صحيح هي حرمت من الدنيا لكنها وفدت على رب كريم وان ما ينتظرها اكثر، هي على الولاء احسبها على ذلك انشاء الله، ايها الاحبة الابناء! لا يقول احد انا لا يوجد عندي استعداد واشتهاء للمدرسة أو شيء آخر من هذا القبيل، الذي ليس عنده استعداد واشتهاء للمدرسة مصيره سيكون الشارع وهل الشارع الا الضياع، مجرد ان تقول انجح اليوم في المدرسة في الجامعة لا ينفع، عليك ان تطلب التفوق فيهما، اذا قلت مجرد انجح قد لا تنجح لكن اذا قلت اريد ان اتفوق فانت ضامن النجاح انشاء الله، ابنائي اعزائي احبائي! يا من تشتغلون بالدراسة في المدرسة او في الجامعة والدراسات العليا اهمس في آذانكم؛ لا تحسبوا انكم جرم صغيرا ابدا «وتحسب أنّك جرم صغير***  وفيك انطوى العالم الاكبر» انت ليس صغيرا انت كبير، انت كانسان تحمل اعقد شبكة عنكبوتية باصطلاح اليوم في رأسك وادق مصنع تصنع تصفية في داخلك، عوالم الانسان عالم غريب لست صغيرا ولا تقبل لنفسك ان تكون صغيرا مهما حاول البعض ان يجعل منك صغيرا خلقك الله كبيرا ويريد لك ان تبقى كبيرا، ايها الاحبة نحن نكبر ونسمو بشيء، وهو محمد وآل محمد، مناسبةٌ عظيمة أعادها الله علينا وعليكم باليمن والبركات والمسرات والسعادة جعلنا الله وإياكم من المترددين على مراقدهم الطاهرة في الدنيا وممن ينالون الشفاعة على أيديهم في الآخرة وان نكون على سرر متقابلين في ذلك اليوم كما نحن اليوم في دائرتهم وفي ضيافتهم على سرر متقابلين، اللهم طهر نفوسنا وقلوبنا من كل غل واجعلنا أحبة متصافين متوادين متحابين، ايها الاحبة انا ادعو الجميع ان يكونوا على قلب واحد وان نترفع على الصغائر وان ننس الماضي وان نفتح صفحة جديدة اذا كنا ندعي اننا نسير على طريق محمد وآل محمد.