نص كلمة بالمطيرفي: المرجعية يقضة ومسؤولية

نص كلمة بالمطيرفي: المرجعية يقضة ومسؤولية

عدد الزوار: 648

2014-06-22

جاء في كتاب عيون اخبار الرضا عن الامام الرضا من آل محمد عليه السلام قوله لابن شبيب: «يا بن شبيب ان سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وأفرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا أحب حجرا لحشره الله عز وجل معه يوم القيامة»[2].

ادخال السرور على قلب الامام عليه السلام

مر علينا قبل ليالي معدودة، ميلاد الخلف الباقي من آل محمد عليه الصلاة والسلام، من الطبيعي والطبيعي جدا أن يندفع المؤمنون لإحياء هذه الذكرى أولا للتلبية النداء العام ﴿ذ‌ٰلك و مَن يُعَظِّم شَعائِرَ الله فَاِنَّها مِن تَقوَى القُلوب[3]؛ ومن جهة أخرى ان الإمام المحتفى بمولده ينفرد بالنسبة لنا بخاصية تربطنا معه ألا وهي أن الإمام صاحب العصر هو إمام زماننا وهو من له الطاعة والبيعة في رقابنا، المهدي عليه السلام وجوده فيضٌ، وجوده لطفٌ، فيوضاته تشمل الحجر والمدر والبشر، لكن الإشكالية تكمن في المتلقي في الطرف الآخر هل اعد نفسه لاستقطاب الفيض؟ ذلك الفيض المقدس، فيض الإمامة، فيض النبوة، فيض السماء، أيضاً بما ان الامام الحجة والأئمة المعصومين حجج الله على البشر في زمن الغيبة المهدي عليه السلام يراقب كل حركة وسكنة تصدر من شيعته، من محبيه، من مريديه، من المعتقدين بإمامته، كذلك هو يراقب الأقوال الصادرة منا فان أحسنا في القول والفعل أدخلنا على قلبه سروراً لا نهاية له وإلا أدخلنا الحزن على قلبه وقتها تكون المعادلة مقلوبة الإمام يقول لابن شبيب: يفرحون لفرحنا يحزنون لحزننا، فإذا الإنسان فرح لفرحهم فيما يستوجب ذلك أن يكون القول موجبا للفرح الفعل موجب للفرح وإلا لا يحصل المراد ولا تتحقق التلبية للمعصوم الذي دعانا وانتدبنا لنحي الذكرى، من الواضح والبين أنهم أصل الطيب والطهارة والكمال وبناءا عليه أيضا لا يقبلون ألا من يعيش هذه الأجواء فالإنسان الغير متحري لمواطن الزلل في قوله وفعله ليس من الطيبين وهو من لا يقبل له عمل ولا يكتب له اجر الحجة بن الحسن عليه السلام الذي نعتقد بإمامته لطفه واضحٌ بينٌ، مصاديقه من الوضوح بحيث لا تخفى إلا على من ينكر أمراً بديهياً من قبيل الشمس في رابعة النهار هو يستضيء بنورها ويكتوي بحرارتها ويصر على عدم وجودها، الحجة عليه السلام أثره واضحٌ وبين في أيامنا التي نعيشها مصاديقه، مداليله واضحة بينة على أن العين التي تكلا الأمة ولنا فيكم عينٌ ناظرة كما في الحديث الشريف فعلا هذا العين لها باصريتها ولها توجيهها للبوصلة هنا أو هناك حيث استدعت الضرورة في هذه الأزمة، في هذه المحنة، في هذه النازلة، في هذه الغمة الكثير من الناس لا يهتدي طريقه إلا حيث الخلاص والنجاة ربما تخلط الأوراق وتربك الأوضاع ويميل الناس عن المحجة لكن وجود هذا النور الأقدس الممتد من الأرض إلى عنان السماء هو الذي يؤمن، مشيرا نحو الهدف، أصلا لا نتصور حيات مستقرةً في أبعادها المستوجبة لترشح الاستقرار في جميع الأطراف إلا على فرض وجود الحجة، أصلا ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاُ مدحيةً التي تشرفت أسماعكم بألفاظها من خلال دعاء الكساء الشريف لولا وجود الحجة في هذا اليوم لا قيمة لكل ذلك الحجة تقوم به هذه المفردات ولا يقوم بها نحن في هذه الفترة الزمنية وهذه الظلم المدلهمة وهذه الحالة من عدم الوضوح والثبات عند البعض في مسيس الحاجة ان نعود إلى المصدر ان نقترب من المصدر ان نرتبط منه ونأخذ عنه. البعض قد يقول قد سلمنا بان الامام المهدي إمام مفترض الطاعة موجود لكن لا يمكن ان نصل إليه ولا يمكن ان نستفيد منه! والعياذ بالله من قبيل هذه المقولات، الجواب ان المهدي عليه السلام اقرب إلينا من حبل وريدنا في المعنى والجوهر والنورانية، الإنسان الذي يقول هذا الكلام ويرتب عليه الآثار يعيش في واقع غير مرغوب فيه تماما لنفسه أولا وبالذات فما بالك بما هو وراء ذلك، المهدي عليه السلام لا يطلب منا كثيرا لا يطلب منا أكثر مما طلبته السماء تأسيسا على يدي النبي الحبيب المصطفى محمد (ص) وهي ان نؤدي التكاليف، نبتعد عن المحذورات، نعيش أهل البيت كما ينبغي، الشعور بالمسؤولية مع أنفسنا، مع بيوتنا، مع المجتمع، مع الأمم من حولنا هذا كل ما يطلبه منا ولا يطلب منا اكثر من هذا، تخلقوا بأخلاق الروحانيين فإنكم محمولون علينا، القضية هي هذه أي فعل غير منسجم، مباشرة المخالف في الطرف الآخر يحملنا عليه ويقول هؤلاء هذا هو نتاجهم.

الدور الرسالي للمرجعية في زمن الغيبة

 بحمد الله أن صحيفة أتباع أهل البيت عليهم السلام بيضاء ولم تلطخ بدم، أياديهم طاهرة من دماء الآخرين، التاريخ امامك، على العكس من ذلك فان دماءهم الزكية الطاهرة أريقت في أكثر من فصل وفصل، لو رجع الإنسان إلى التاريخ وقلب الأوراق، وجد أن السيف يقطر من دماء شيعتهم من تلك الأيام والى يومنا الحاضر، لكن بحمد الله تعالى في زمن الغيبة منّ علينا في هذه الايام بشمس مشرقة، شمس الكرامة، شمس العلم، شمس الزهد، التقوى، الورع، المحبة للإنسان بما هو إنسان، الوضوح، تحمّل المسؤولية ألا وهو السيد المرجع السيستاني حفظه الله تعالى اذا كنا نبحث عن نماذج وهم كثر بحمد الله تعالى وهم كثر علمائنا الأتقياء الذين يحملون المواصفات كثر وهذه من نعم وجود المهدي عليه السلام علينا بقدر ما تعيش مع هذا الرجل بقدر ما تقترب منه بقدر ما تتصفح الوريقات التي سطرها هذا السيد الجليل نجد انه مثالا مصغرا للمعصومين عليهم السلام، جاهد نفسه جهادا اكبر لذلك انقادت الأمة في جميع الأصقاع لأسطر معدودة صدرت منه، أحيانا تؤلف المطولات ولكن لا تؤدي الى نتيجة كما ينبغي، لكن كلمات يسيرة تحدث انقلابا، وهذا الامر ليس بالشيء الجديد، فقد حدث هذا في زمن الإمام السيد محسن الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) عندما قال تلك الكلمة الرائعة والفتوى المختصرة جدا وهي «ان الشيوعية كفر والحاد» الا انها قلبت الأوضاع وجعلت الشيوعية في مزبلة التاريخ! تصوروا ان السيد بقدر ما صبر سيستغلون مساحة الصبر في قلبه، في وجدانه، أصلاً علماءنا كلهم بهذه الكيفية اللهم المسؤولية اليوم في عاتقه لأنه المرجع الأعلى للطائفة والحمد الله الفتاوى المساعدة فيها كثيرة لم يبتعد مرجع عن المساندة. نسأل من الله سبحانه وتعالى ان يبقي هذا السيد والمراجع ذخرا وذخيرة وان يجعلهم حصونا لهذه الأمة أنا اختم بأبيات يسيرة في المهدي عليه السلام أنا قرأتها يوم الجمعة كتبتها وقرأتها كي انور بها القلوب طبعا قلوبكم نيرة أنور بها قلبي

أقول له وفيه عليه الصلاة والسلام:

 

إنما   المهدي   فيض  فيه  نور  الله  لاح
من  أراد  الفوز  يوماً  يقتفي نهج الفلاح
ثم يمضي صوب قبس منه قد شع الصباح
فإذا   تم   بحمد  فارفعوا  صوت  الصلاة
أمه الزهراء لطفٌ عند ذي العرش استقر
منه  جاء  الشبل  بدراً  عم  بالنور البشر
وبه   الأكوان  دارت  وكذا  العدلٌ  انتشر
فإذا  ما الحق نادى فارفعوا صوت الصلاة
في  علا  الغائب  سرٌ  أصله  نور  الهداة
يرسم   الأبعاد   فيه  خالقُ  الكون  ذوات
هم على التحقيق طاها هم علي في الثبات
وارتقاء  النور  فاطم  حيث  قامت للصلاة
منها  أنوارٌ  تجلت  في  سماء  المكرمات
ولد  المهدي قوموا وارفعوا صوت الصلاة

 

وفقنا الله وإياكم لكل خير اخذ الله بأيدينا وأيديكم لما فيه الخير والبركة والتوفيق والأجر والثواب ودفع الله الأذى والبلاء عن الإسلام والمسلمين سيما شيعة أمير المؤمنين نسأل من الله سبحانه وتعالى تعجيل الفرج لولي الأمر ولأرواح من مضى ولشفاء من جرح ولدفع البلاء وكيد الأعداء الفاتحة مع الصلوات.