نص كلمة بالحليلة بعنوان: تخليد أفراح آل محمد وأحزانهم على مر الزمان

نص كلمة بالحليلة بعنوان: تخليد أفراح آل محمد وأحزانهم على مر الزمان

عدد الزوار: 369

2014-01-09

التأمل في التاريخ

ذكرى رحيل النبي الأعظم (ص) التي لم يصل إلينا الشطر الأكبر من حالها الذي يفترض أن يكون قد حضي بعناية واهتمام خاص، خاصة من قبل أرباب التاريخ ومن وراءهم العلماء والباحثون حيث أن ذلك كان قد يفك لنا الكثيرة من الأسرار ويوضّح لنا حقيقة ما ترتب من الآثار الكثيرة والخطيرة في نفس الوقت، بعد غياب الرسول (ص) وهذا ربما أيضاً يقال عنه من الأمر الطبيعي والطبيعي جداً، لأن التاريخ إنما يسطّر بأقلام مضافة إلى ذوات محسوبة على طرف ما وحيث أن أصحاب هذه الأقلام لا يتمتعون بعصمة فهم معرّضون للمساومة ومعرّضون للابتزاز ومعرّضون للضغط، والتاريخ عندما لا يكتب في مناخ حر، والقلم عندما لا يجري متحللاً من ضوابط الأسر القاتل يصل ما رشح عن تلك الأقلام مشوّهاً. ربما يقول القائل: لا يهمنا و لا يعنينا أن نأتي بعد أربعة عشر قرناً من الزمن مضت على وفاة الرسول (ص) وننشر الأوراق من جديد ونحاول ترتيبها بالنتيجة حدثٌ قضا ومضى وانتهى الأمر! فإذا كانت الأمور يتم التعاطي معها بناءاً على هذه المقولة فكثير من الأحداث المؤثرة في العالم أيضاً طوى عليها ردحٌ من الزمن وانتهت، هل يعني ذلك انه يولّد مسوغاً كافيا كي يعرض الإنسان عن ذلك الشيء؟ أبدا،ً لا كلام بان النبي (ص) اشرف إنسان واشرف مخلوق، لذلك تشرف بملامسة الخلق الأول وهذا الحق المستحق للنبي الأعظم (ص) بقدر ما يرتبط بذات النبي (ص) بقدر ما ترتبط به الكثير من الأمور وبقدر ما يقف الإنسان قريب من حقيقة النبي (ص) بقدر ما تكون تلك الأمور واضحة وبيّنة وجليّة بين يديه، الله سبحانه وتعالى الأدلة على ذاته بعدد أنفاس الخلائق ولكن الطريق الأقصر والأقرب والأبين والأضمن هو ما تمثل في ذات محمد وآل محمد عليهم السلام وحيث ان هذا الأمر أيضاً هو واضحٌ وبيّن فما على الإنسان إلا أن ينحى هذا المنحى ويسير وفق هذا الاتجاه الا وهو اتجاه أهل البيت، طريق أهل البيت، مسار أهل البيت۔

تخليد ذكريات أهل البيت عليهم السلام وما تحمله من روافد

ان ذكريات أهل البيت، أفراحهم، أحزانهم أيضاً هي مما عفى عليها الزمن بحساب الزمن الامتدادي ظرفاً لكنها في قدرتها على الخلق والتجديد هي لا زالت حية غضه طرية قادرة على أن تعطي القوة في الدفع لجميع أبناء الأمة الرجال النساء الكبار الصغار التابع المتبوع العالم الجاهل كل هذه المنظومة إذا ما أرادت لنفسها سعادةً منطلقها التعرف على ذات الله سبحانه وتعالى ما عليهم إلا أن يتعرفوا على هذه الذوات الخاصة المصطفاة، لذلك النبي يختصر المسافة على جابر وجابر من تعلمون صحابيٌ جليلٌ ثابت مستقر على مبدأه ومن يحملون هذه الصفة من الصحابة بالنتيجة النبي (ص) يختصر عليه المسافة يقول له نور نبيك أو نبيكم في النص هذا النور الذي حقيقته ذات النبي، جوهر النبي (ص) جاءتنا مجموعة من الآيات القرآنية الصريحة الواضحة المدللة على هذا المعنى قسمٌ منها من حيث الآثار المترتبة تدلل على هذا المعنى مثل قوله تعالى{هُوَ الَّذى بَعَثَ فِى الاُمّيّينَ رَسولاً مِنهُم يَتلوا عَلَيهِم ءايـٰتِهِ و يُزَكّيهِم} ثم {و يُعَلِّمُهُمُ الكِتـٰبَ و الحِكمَةَ}[3] هذه التزكية وهذا التعليم وهذه الحكمة اجمعها وأرجعها إلا أن كل خير مصدره ذلك النور النتيجة ماذا ستكون؟ انه لا تزكية لا معرفة لا حكمة إلا ما كانت منحلّة عن ذلك النور الأول وهو نور النبي (ص). نحن بيننا وبين النبي طريق وهذا الطريق بأيدينا يمكننا أن نقتصره او ان نعطي المسافة مدداً مدداً بمعنى نبتعد {و اتَّقوا اللهَ و يُعَلِّمُكُمُ الله}[4] التقوى هي الطريق والإفاضة فرع للتقوى ولا تحدث الإفاضة إلا من خلال التقوى، إذاً الطريق إلى النبي والطريق إلى أهل البيت عليهم السلام لا يكون إلا وفق التقوى، فما هي التقوى؟ التقوى يعني أن تسير وفق ما اخططه أهل البيت عليهم السلام قولاً وفعلاً بقدر ما تمتثل بقدر ما تتقلص المسافة بينك وبين النبي المسافة الروحية طبعا بقدر ما يفرط الإنسان بالواجب بقدر ما يرتكب الإنسان من المحذور بقدر ما تتسع الشقة وتبتعد وتطول المسافة فنحن جميعا من خلال ذكرياتهم نجدد العهد نؤكد الميثاق نستوحي الدروس والعبر ثم نقول نحن ممن عظم شعيرة مرتبطة بأهل البيت عليه السلام وإلا التقلب بالشكل الظاهري للمناسبة لا يعطينا امتياز أكثر من الأجر والثواب، صحيح ان هذا ليس بقليل لكن ليس هو الهدف المطلق، الهدف المطلق هو الإصلاح ولا يحدث إصلاح الا بقراءة تدبر وتطبيق إذا أنا لم اقرء يعني لن أتدبر و اذا لم اتدبر فهذا يعني انني سوف لن اطبق وعندما لم اطبق فهذا يعني انني ابتعدت مسافة، نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يشفّع فينا وفيكم النبي الأعظم (ص). الإشكالية التي وقع فيها من عاش في زمن النبي هو لن يحاول أن يقترب من النور لذلك بعد وفاة النبي وغياب النور الواقعي حصل ما حصل في الأمة، هناك بعض الأشخاص يقول: ما هذا الكلام الذي يقوله الخطباء وما هذه المبالغة بان ثلاث مائة شخص هجموا على بيت الزهراء ما الخبر؟ لا يوجد شيء مستغرب، الملاك ملاك معرفة فضلاً عن هذا ان الذوات تقدر وتؤثر بقدر ما لها من المصالح والتوافق انت قد يقول لك شخصا في الخارج وقع كذا وانت لا تتحرك مندفعا بينما يقول شخصا آخر في الخارج وقع كذا لا يبقى من يدلك على الطريق. نسأل من الله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المداومين على زيارتهم المحيين لمواسمهم المستفدين من عطائهم وان يرزقنا وإياكم الشفاعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.