نص خطبة: مراحل الارتقاء البشري في السير نحو الكمال

نص خطبة: مراحل الارتقاء البشري في السير نحو الكمال

عدد الزوار: 704

2012-06-25

فطرة الله:

 

مرّت الإنسانية منذ يومها الأول، وحتى يومنا هذا، عبر مسارات كثيرة توقفت عند البعض منها لتولد محطاتٍ تستدعي التوقف من سابر التاريخ حول مجرياتها.

فالإنسان الأول جاء على أساس من الفطرة الأولى التي فطر الله الناس عليها، وقد كانت الفطرة آنئذٍ سليمة لم تداخلها الدواخل، ولم تعبث بها الرغبات، لذا سار الإنسان من خلالها سيراً سُجُحاً، لكن هذه المرحلة لم تبق عند حدودها بسبب التكثّر البشري، مما ولّد حالة مستوجبة للانتقال إلى مرحلة أخرى، هي عبارة عن صراع الرغبات. ونتيجة لهذه الحالة من الصراع دخل الإنسان الأول معتركاً خطيراً، بادئ بَدءٍ مع النفس، ثم راح يتسع شيئاً فشيئاً حتى بات للعناصر الدخيلة أثرها على فطرة الإنسان الأولى، لذا فإن التاريخ يسعفنا بشاهد على أن أول جريمة وقعت على وجه الأرض كانت بين ذوَيْ رحم، هما أخ يقتل أخاه في وضح النهار وبدم بارد.

وهذه الصراعات بسبب الرغبة الجامحة عند الإنسان استدعت تدخُّل السماء، فتدخلت لترمم ما أحدثه الإنسان في فطرته. حينها جاءت الوحدة الدينية في مكوناتها الثلاثة: الإله الواحد، وهو أساس أصيل لعصمة البشر إذا ما أرادوا رشداً وكمالاً. ثم الأخلاق الفاضلة، وهي لا تقل أهمية عن العنصر الأول في تكامل الإنسان. أما الركن الثالث فهو القيم العامة، ومن الطبيعي أن الإنسان في هذه المرحلة لا يعيش رشداً يتماشى مع هذا المثلث المقدس، بل يتعاطاه ضمن حدود دائرة الإملاء التي تجري على يد الأنبياء والرسل.

 

التمرد على الفطرة الإلهية:

 

من هنا نجد أيضاً أن أول انقلاب ومعارضة للفكر السماوي تحدث من ذي رحم. فنبي الله نوح (ع) هو أول نبي نُبِّئ برسالة عامة على نحو القدر المتيقن، وقد حصلت المعارضة من داخل بيته وأهله، وكانت العاطفة والمسؤولية الجامحتان تحتّمان على نبي الله نوح (ع) أن ينتشل ذلك المعارض من الواقع الذي يرغب أن يرسمه في دائرة ذلك المجتمع، بغض النظر عن سعته وضيقه.

ولم تدم تلك المرحلة طويلاً، حتى أن بعض الروايات تنصّ على أنه لم يسلم بعد الطوفان من البشر إلا القلة، وهم الذين آمنوا برسالة نبي الله نوح (ع).

وبعد غياب نبي الله نوح (ع) وانقضاء عصر الرسالة التي ناهزت ألف سنة من الدعوة والإصرار والتضحية والثبات، ظهر أن نتاجها في الخارج لم يكن يتوازى وحجم التضحيات التي قدمها ذلك النبي العظيم، لكن النتيجة أن هذا هو القدر الذي اختطه الإنسان لنفسه، ولا يمكن أن نحمّل السماء شيئاً من ذلك الترسيم الذي ألزم الإنسان به نفسه.

النبوة في مواجهة الفرعونية:

 

وبعد هذه المرحلة جاءت مرحلة أخرى، لبس الانقلاب فيها ثوب الطاغوت الظالم، ثم تطورت إلى مرحلة الفرعون المدعي للربوبية: ﴿فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى([3])، وقال: ﴿يَا هَامَانُ ابْنِ لِيْ‏ صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْباب([4]). وهذه الحالة من الفرعنة لا زال لها أحفاد يتناسلون، يأخذها الواحد عن أبيه، وهم الذين يسعون في الأرض فساداً، يقتّلون الرجال، ويستحيون النساء، ويقطعون الأعضاء، ويصبغون جدران السجون بدماء الأبرياء من بني البشر، وربما تحرق مُدنٌ، وتداس كرامة أمة، وتباع المبادئ والقيم، والقائمون على ذلك هم فراعنة ذلك الزمن وطغاة هذا اليوم.

والمرحلة التي نعيشها، قد لا يجرؤ الظالم فيها أن يدعي الربوبية، إلا أن التصرفات التي يقوم بها بعض الطغاة على وجه الأرض، ترشد وتدل على أن الرغبة الجامحة مستقرة في عقول البعض منهم.

إن تلك المرحلة ـ أعني مرحلة التفرعن ـ استدعت التدخل مرة أخرى من السماء أيضاً بقوة، مع حالة من الدفع والدعم والتثبيت في جانب المعجز، فبعث الله موسى الكليم (ع) في أمة هي الأكثر طغياناً بين الأمم، فهي لا ترى البشر إلا كالبهائم، خلقوا لخدمتها، فهم شعب الله المختار، وهم الطبقة العليا التي انحلّ وتكوّن من فضلتها باقي الأمم، هكذا يقرأ اليهودي (المتصهين) الأمم من حوله، وتصرفاتُهم شاهدة على ذلك، فلا القومية المشتركة شافعة ـ وأنتم اليوم تقرؤون الوضع في دويلة إسرائيل اللقيطة وأربابها الصهاينة ـ ولا الاشتراك الديني يشفع لمن انتحل اليهودية، ودونكم يهود (الفالاشا) وأمثالهم، وهم من أبناء عمومتهم، فمن لا يعطي للقيم القومية من جهة، والحضارية من جهة أخرى، والدينية من جهة ثالثة، رصيداً، فمن الطبيعي أن يرتكب في من لا يشترك معه في أحد المحاور، أشد الجرائم وأكثرها بشاعة.

جاء نبي الله موسى (ع) ـ ذلك النبي العظيم ـ من وسط تلك الأمة وفي وسطها، ولم يبدأ من الطبقة المسحوقة، إنما ذهب منذ الوهلة الأولى إلى رأس الهرم، طاغوت البشر وفرعونهم في ذلك الحين، وطرح مبادئ وقيماً، ودلّل وثبّت، لكن السماء كانت بالمرصاد لفرعون ذلك العصر، على أنه لم يدّخر وسعاً في تشتيت القوم الذين استجابوا للنبي العظيم.

ولم تقف الحال عند هذا الحد، إنما قتلوا من قتلوا من الأولياء والأوصياء والنواب الذين انتدبهم موسى (ع) لهداية الأمة.

نبي الله عيسى (ع): المعجزة والبشارة:

 

ثم جاءت المرحلة الخامسة، وهي مرحلة خطيرة جداً، لأن الطابع المادي كان سيد الموقف، والمسيطر الأول على حركة البشر وإنتاجهم، فقد تقدم الإنسان مادياً، وخير دليل على ذلك ما نراه، وما سجّله التاريخ واحتفظ به، وما احتفظت به الطبيعة كشواهد على تقدم عصرٍ ما في يوم من الأيام، ودونك الأهرامات والبتراء ومدائن صالح وغيرها، تلك المواقع العظيمة الشاخصة تدل على أن هناك رشداً مادياً ربما لم يصل إليه الإنسان المعاصر، لأن حضارتنا التي نعيشها يمكن أن يُقضى عليها في ثوانٍ، بينما استطاع أولئك أن يثبتوا حضارتهم بين أبناء البشر لقرون عدة.

إن الرسالة التي جاء بها عيسى (ع) استطاعت أن تدمج الواقع الديني بالواقع الاجتماعي، من باب مزج العناصر المتفاعلة فيما بينها. وهكذا استطاع ذلك النبي العظيم أن يخطو بالأمة خطوات جيدة في جانبها الروحي، لكن الأمة مع ذلك بقيت تتأرجح وتترنح في الكثير من حالاتها، لأن الطرح والأسلوب الجديد لم يكن مألوفاً، خصوصاً أن المادة قد أنشبت أظفارها في الصغير والكبير، والقريب والبعيد من بني البشر.

وقد كانت المؤامرة على نبي الله عيسى (ع) منذ اليوم الأول، حيث قذفت أمه الطاهرة الحوراء من قبل اليهود، وكلنا يعلم أن أتباع موسى (ع) قد أسسوا للواقع اليهودي، لأن الرسالة حُرّفت عن مسارها، ثم جاء المسيح (ع) في وسط يتعاطى الدين معاطاة المصلحة، وهذا ما سوف نصل إليه من تحذير النبي محمد (ص) الأمة أن يركبوا مركب اليهود، لأنه مركب خطر، بل في منتهى الخطورة، وإذا بدأ بالإنسان به فلن ينتهي.

إن هذا المزج بين العناصر المتفاعلة هو عبارة عن دكّ المؤسسات الدينية ـ وهي المحافل التي سعى الأنبياء في إقامتها كالكنائس والبيع والأديرة والصوامع وغيرها ـ مع الإمامة الحقة التي بدأت مع نبي الله موسى (ع) كأوصياء ونواب، ثم مع عيسى (ع) كأحبار ورهبان، أما إبراهيم (ع) فقد بلغ مرحلة الرشد والكمال الرفيع فاختاره الله تعالى إماماً: ﴿إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَامَاً([5]).

إن الإمامة في الآية الشريفة، وإن كانت في سياق ما جرى مع إبراهيم الخليل شيخ الموحدين، وسيد الأنبياء قبل نبينا محمد (ص) إلا أن النبوة تسلسلت في حدود إبراهيم (ع) وأخذت مدارجها، لذا فإن النص التاريخي والديني لا يساعدنا على فكّ شفرة ما كان بعد نبي الله إبراهيم (ع) على العكس من ذلك تماماً في ما جرى مع النبي محمد (ص).

إن هذه المرحلة ـ بما فيها من نصوص ـ بشّرت بنبي بعد عيسى اسمه أحمد([6])، وكانت البشارة على لسان النبي عيسى (ع) وقد جاء هذا النبي العظيم على حين فترة من الرسل، أي أن المدد السماوي كان قد انقطع. ثم جاءت قضية الصلب، وهي من ألاعيب اليهود التي سوَّقوا لها، وما زالوا يسوّقون إلى هذا اليوم، ويسخّرون لها أكثر الطاقات قدرة على النفوذ في عقليات بني البشر، فالفنون السبعة كلها شريكة في إيصال وتثبيت هذه الأمور الدخيلة على الدين والهدي السماوي، وأموال اليهود مذ كانوا وإلى يومنا هذا هي العناصر الأساسية في تحريك مسار البشر في أكثر من اتجاه واتجاه.

لذا فإن من أراد أن يقرأ المشهد من حوله لا يحتاج مزيد عناء في فكّ شفرته، لأن اليهود هم الذين يدلِّلون على ذاتهم بذاتهم، وإن تمظهروا بمظاهر عدة. ومع شديد الأسف، لا زلنا نندب أنفسنا وننعاها في الكثير من المواطن لأننا لا نقرأ.

أيها الأحبة: إن الجوع ليس محصوراً في الحاجة للأكل، كما أن الظمأ والعطش ليس محصوراً في الشرب، لأن ما يترتب على هذا لا يعدو مساحة ضعف ينتاب الجسم، لكن أن تبقى العقول خاوية لا تتغذى من نمير المعرفة، ولا تستقي من منابع العلوم، فهي الكارثة الكبرى، وأن يتضخم جسم المرء حتى يتجاوز المئة كيلو غرام، بل حتى يصل المئتين، ولا يمتلك عقلاً يشق طريقه في الحياة على أساسه كما ينبغي ويتناسب مع كرامته كإنسان، ومع مجتمع يقدم له ما يستطيع كمجتمع، وما يقوم به من لازم المسؤولية مع الدين الذي ينتمي إليه، فوالله إنها لكارثة، وهو الارتداد عما أراده النبي الأعظم (ص) من انتشال الأمة من واقعها، وشدة وطأته على الإنسان آنذاك.

مرحلة النبوة الخاتمة:

بعد أن استكمل الأنبياء آليات الرسالة وهدي السماء بين البشر، جاءت الرسالة الخاتمة، فلا نبي بعد نبينا محمد (ص) وهنا حصل ما حذر منه النبي محمد (ص) بهدي القرآن ومنطقه: ﴿أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ‏ عَلى‏ أَعْقابِكُم([7]). ولم يكن الانقلاب عسكرياً فحسب، ولا انقلاباً على الشخص فحسب، إنما كان انقلاباً يلفّ جميع جوانب المشهد الإسلامي، وبين عشية وضحاها تمت مصادرة ما قام به النبي (ص) ، وباعتقادي أن ذلك حصل بعد أن تمت المحاصرة قبل ذلك، فلستُ مع من يرى أن الأمر كان وليد الدفعة الواحدة، إنما كانت الأمور مبنية على أساسات قديمة، فقد دخل من دخل في الدين، والقرآن تكفل بواقعه، ثم انتظر جماعة أخرى حتى استحكم الدين فدخلوا فيه، ثم جاءت المرحلة الثالثة فدخل الناس في دين الله أفواجاً، فمن الذي قام بفلترة تلك الأفواج المتدافعة وتنقيتها وتعيين المواقع لها هنا أو هناك، والنبي (ص) مشغول بالأمة التي لم تعِ؟ فحربٌ هنا وغزوة هناك، حتى على فراش موته كان (ص) يحث على بعث أسامة ويقول: «لعن الله من تخلف عن جيش أسامة»([8])، وهي حملة لم يجند النبي (ص) طوال مسيرته الجهادية جيشاً كما حصل فيها من ذلك الجيش الجرار، في حال أن عنصر النبوة كان غائباً، وعنصر الإمامة كذلك، لكن الحدث وما يُستشرف منه كان كبيراً لا يَقرأ أبعاده إلا من أوتي حظاً من الله تعالى، وهو النبي محمد (ص) حصراً.

ثم بدأ الصراع الديني بين أتباع الدين الواحد هذه المرة، ولكن جراء ما تسرب إليهم من موروثٍ عند ديانات تقدمتهم، فكان التفسير يشكل مساحة كبيرة أمام أناس سمعوا من النبي (ص) الكثير من النصوص، فالتفسير أخذ الإسرائيليات وجعل منها المطية التي يمتطيها بعض من باع نفسه لما جُنِّد له.

ثم جاء الفهم والفقاهة، فتصدى للفتيا من ليس أهلاً لها، بحجة أنه سمع من النبي (ص) كذا، وقال النبي كذا، في حين أن المرأة في خدرها كانت تحسن من الفتوى ما لا يحسنه.

ثم جاءت المرحلة الثالثة وهي مرحلة التطبيقات العامة. بالله عليكم، كيف يمكن لإنسان يعيش الصحبة مع النبي (ص) ثم يغدر ليلاً ويقتل نفساً، ويزني بحرة مسلمة؟!

إن قوام الرسالة الخاتمة هو الوحدة العقدية بكل أبعادها، فالنبي (ص) ما انفك يؤكد على التحام الإمامة بالنبوة. فقد قال (ص): «إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي»([9]). وقال: «يا علي، أنت وصيي وخليفتي»([10]). وقال: «إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي»([11]). لكن الأمة كانت تدير ظهرها، وكانوا يتهامسون في محضر النبي (ص) ويحرك أحدُهم صاحبه بكوع يده، يقول له: دونك ما يقول هذا!

وتتم البيعة... ويغادر النبي (ص) هذا العالم، ويحصل ما يحصل، فتكون الإمامة في أدراج الرياح، وكأن علياً (ع) لم يُبايَع، ويخرج منها ليبقى ربع قرن من الزمن، وكم دفعت البشرية ـ وما زالت تدفع ـ من الضرائب جراء تنحية علي (ع) في زاوية من زوايا المدينة.

نعم، جاءت الدولة التي أسسها النبي (ص) وبذل في سبيلها الكثير من جهده الشخصي وجهود أهل بيته وخاصته ومن الصحابة الأتقياء الورعين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم في أكثر من موطن وموطن، فلولاهم ما ثبت الدين، فهم جزء ومفردة من المنظومة، وتشكلت الأمة الوسط التي أريد لها أن تكون أمة وسطاً بين سائر الأمم، لكن دونك حاضرها، واقرأ ما هي عليه اليوم، فالمسلم يُقتل بيد المسلم في وضح النهار، وبدم بارد، لا لشيء إلا لأنهم جعلوا القرآن وراء ظهورهم، والسنة في أدراجهم، ثم أرادوا أن يهتدوا طريقهم، ومن جاوز هذين المسارين، وهما الثِّقلان الأكبر والأصغر، فلن يهتدي سبيلاً، إلا سبيلاً منحرفاً خططت له الأيادي اليهودية.

أما المجتمع الرسالي ـ أيها الأحبة ـ فهو ينتظركم وتنتظرونه، وإن كانت أنظارنا وأرواحنا معلقة بالطلعة الرشيدة للخلف الباقي من آل محمد (ص) لكن علينا واحدة من المسؤوليات الكبرى، وهي أن نهيِّئ أنفسنا، فنحن لا ندري متى نُدعى فنجيب، وأمر الحجة (ع) ليس بيد أحدٍ، مهما علا شأنه، وارتفعت قيمته، وثبت رصيده الديني، إنما هو ضرب من الغيب، وشأن مرتبط بأمر الله سبحانه وتعالى، قد يحدث بلحظة فنُفاجأ به، وقد تُهيأ له المقدمات ونسير معها واحدة تلو الأخرى.

والمسؤولية التي ينبغي أن نلتفت إليها ونقوم بجميع كينوناتها هي أن نهيئ أنفسنا على أن لا نكون مفرطين في واجب، ولا مرتكبين لمحرم، فمن لا يترك الواجب أنى كانت صفة ذلك الواجب، ولا يرتكب المحظور مهما ضعف حاله، عندئذٍ يمكنه أن يعلق على نفسه شارة تدلّ على أنه حقق معنى الانتظار، أما من يخبط خبط عشواء، فلا الواجب يقوم به، ولا المحرم يبتعد عن دائرته، أضف إلى ذلك ظلم النفس والمجتمع والأمة الذي يطارده في كل مكان، فعليه أن لا يقول لنفسه: أنا ممن ينتظر.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والحمد لله رب العالمين.