نص خطبة: ما أسباب عزوف أبناء الوطن عن العمل الحر؟

نص خطبة: ما أسباب عزوف أبناء الوطن عن العمل الحر؟

عدد الزوار: 780

2012-05-18

 

في الحديث الشريف عن الإمام علي (ع): «من لم يتحرز من المكائد قبل وقوعها، لم ينفعه الأسف عند هجومها» ([2]).

ذكريات أهل البيت (ع) تمنحنا الفرصة تلو الأخرى لنراجع من خلالها ما لنا وما علينا، فيما قدمنا وما نأمل أن نحصل عليه من رقيٍّ في حياتنا هذه التي هي بمثابة مزرعةٍ محدودة الأبعاد زماناً ومكاناً، أو فيما يتعلق بالعالم الآخر والنشأة الأخرى التي لا بد من الولوج فيها، فلا من يرغب ولا من يكره له مندوحة أن يلج ذلك العالم وتلك النشأة.

إن أهل البيت (ع) ما انفكّوا يقدّمون الدروس الكثيرة للأخذ بأيدي مريديهم إلى ما هو الأفضل، لكن القراءة المشلولة هي التي تربك الأوراق وتعرقل المسيرة، وتحرف المسار دون الوصول إلى الهدف.

والآية التي استفتحت بها الكلام، طالما سمعناها، وربما حفظها الكثير منا ولكننا لم نتعاطها كما ينبغي، وإن كنا استنطقناها فلم يتعدّ استنطاقنا دائرة التلقي المبرمج والموجه. وهذه القراءة التي وصلتنا تلغي ما للغد المنظور القريب، لصالح الغد المنظور البعيد، لذلك يشدد من يتلو هذه الآية ويستدل بها على أهمية العالم الآخر، دائراً ظهره وحارفاً نظره عما يتعلق بهذه الدار، لذا نجد فيما يقع بين أيدينا أو يقع عليه نظرنا، أن ركب أتباع مدرسة أهل البيت (ع) جراء تلك القراءات المشلولة يتذيّل قائمة السلّم في القرون المتقضية. وعندما باتت القراءة تأخذ شكلاً جدياً أكثر وضوحاً وملامسةً باتت المجتمعات تتهجى المفردات رغبة في الوصول إلى ما هو الأفضل، وطي صفحات الماضي. والحجة قائمة على الجميع، لأن من وهب وهب للجميع، والناس جميعاً لديهم الاستعداد وبأيديهم الآليات التي على أساسها يمكن أن يصلوا إلى أعلى المستويات التي يطمحون في الوصول إليها.

إن التطلع لآفاق المستقبل من أهم مقومات المؤمن الرسالي، ولكن ـ مع شديد الأسف ـ لا يحدّ الكثير منا بصره، ولا يرمي به أقصى القوم، إنما يقبل أن يعيش رهين النظر القصير، ويتذرع بعدة وسائل رغبة في إيجاد الإقناع والتبرير النفسي الذي لا يتعدى حدود دائرة الشخصنة.

فالخروج من دائرة التفكير المطلق، إلى التنظير لعالم التطبيق الفعلي في العالم الخارجي مهمةٌ ومرحلةٌ لا بد أن نتحصل عليها.

أيها الحبة: إن كثرة التفكير رغبة في الوصول إلى كنه المطلق مما دفعت إليه الروايات الشريفة، وحثت عليه الآيات من كتاب الله العزيز، لكن مجرد التفكير لا يخطو بنا خطوات إلى الأمام، بل علينا أن نشفع التفكير بالعمل، وأن نعطي العمل مساحته، كما نعطي للتفكير مساحته في حدود ربما تكون في دائرة المرضيّ.

والأمر الثاني هو التركيز على البعد الكيفي على حساب البعد الكمي: فالكثير منا عندما يقرأ النتاج فإنما يقرأه على أساسٍ من كميته، ولا يقرأه على أساس كيفيته، وهذا الأمر له أسبابه ومبرراته، منها ـ بل ربما يكون على رأسها ـ أن الإنسان المستحدَث من المادة، ينجذب بطبعه إلى عوالمها، فهو يتلمسها ويتحسسها لأدنى لفت نظر، والناس إنما يتسابقون فيما يؤمّن هذه الزاوية ويحصل هذه المكانة، لذا يقال: كم لدى فلان من العقار؟ وكم لديه من المؤسسات؟ وكم يمتلك من الرصيد؟ ولكن لا يقال: ما الذي أمّنه وأتقنه؟ وفيم وجّه ما وقع في يده؟ لذا يترتب على ذلك أمور كثيرة، أجد أن الدخول فيها يستدعي الإطالة، التي أرجو أن لا أتجاوز حدودها فيما رسمت من الوقت.

يقول القرآن الكريم: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً([3] ) . ولم يقل: أيكم أكثر عملاً، فكثرة الصلاة أو الصيام أو الصدقة أو الحج أو الزيارة قد لا تكون لها تلك القيمة في الميزان، إلا إذا كانت تحمل طابع الكيفية، فالصلاة ذات القيمة هي الصلاة المقننة، والصوم ما كان ضمن الضوابط، والحج بما يمليه التكليف، وهكذا، وحينئذٍ تحصل حالة التمايز. لذا فإن أفضل ما يوضع في أعمال المؤمن يوم القيامة هو الصلاة على محمد وآل محمد.

أما الرافد الثالث المهم، الذي ينبغي أن نلتفت إليه، فهو التعاطي مع طبيعة الأشياء من خلال المنطقة الوسطى فيما بين حديها. فالبعض منا يندفع نحو التفريط، فتجد في ذلك الإنسان اللاأبالي أنه يسهر الليل، وينام النهار، ثم ليس وراء ذلك هدف، وليس سوى التفريط.كما تجد جماعةً أخرى مُفرِطة، تذهب بعيداً في حالة من الإفراط، وتدير ظهرها لما ألفته وعايشته فيما تقدم. فلا هذه ولا تلك، إنما هي أمة وسط نص عليها القرآن الكريم، وهي الأمة المصطفاة الوسطية في قولها وفعلها، وهكذا ركزت المفاهيم فيما بيننا وفق ما جاء به النبي الأكرم محمد (ص).

وإذا تنقلنا في حدود ذلك وصلنا إلى منطقة الكمال الإنساني التي بعث الله تعالى الأنبياء والرسل من أجل الوصول إليها، وبقدر ما تكون الحركة وسطية مقننة بقدر ما يصل الإنسان للهدف، في حالة من السكون والاستقرار والاطمئنان على ما هو فيه وما يرغب أن يصل إليه.

والأمر الرابع هو المبادرة والإقدام على اتخاذ القرار في قطع الخطوات الأولى نحو رسم معالم الحياة بناءً على حركة العمل في شخصه، مما يترتب عليه بعد ذلك بناء أسر شريفة كريمة طيبة مباركة ينحلّ عنها مجتمع راشد، ثم أمة رشيدة.

فلو سايرنا النصوص الواردة عن النبي (ص) وآله (ع) وتدرجنا معها واحداً تلو الآخر فسوف نصل إلى تلك النتيجة المبتغاة المتوخاة. فالأنبياء الكرام لم يقصروا، وعلى رأسهم نبينا الأكرم محمد (ص) .

إذن علينا أن ندقق في الأمر من جميع جوانبه، وأن نرسم المعالم بدقة، وأن نحدد الهدف بعناية، ثم نتحرك في سبيل إيجاد حركة فعلية.

والبعض منا يقنع من نفسه بقراءة العراقيل التي ربما تطرأ أمام مسيرته وحركته، ولكن في الأعم الأغلب يقع في براثن هذه القضية من يعيش الوهم على حساب العقل العملي عند الإنسان، وهو النعمة الكبرى التي أنعم الله بها على الإنسان، فقد يُحرم الإنسان مجموعة من النعم التي مَنَّ الله تعالى بها عليه، كالسمع والبصر، أو ما يمشي به أو يتحرك، ويعيش حياته، ولكنه لو فقد عقله، فهو الموت الذي لو أفصح عنه من فقد عقله، لاختار عالماً آخر، ولم يختر لنفسه ما هو فيه.

إن هذه الحالة (الوهمية) تدفع الإنسان إلى الإفراط في التفكير، مما يلغي مساحة العمل في ذهنه، مما يتولد عنه (نكوص) في العالم الخارجي. ثم هنالك الشك في القدرات الذاتية.

أيها الشباب الأحبة: إن الله تعالى أودع في كل واحد منا مجموعة من القدرات، إذا نظمناها ورتبنا الأهم قبل المهم فيها، فسوف نفتح من خلالها الكثير من عوالم الغيب من حولنا، وسوف نجسد الغيب في عالم الشهود. أما إذا بقيت القضية تعيش حائمة في دائرة أفق له بداية ولا نهاية له فهي (الواهمة) التي تقلل الكثير الكثير مما يمكن أن يكون أمام الإنسان.

ثم هنالك الخوف من المجهول، ولكن مم نخاف؟ لنا في من تقدمنا عبرة، وفي من يعيش معنا عبرة أكثر وضوحاً وجلاءً، وفي من يأتي في القادم من الأيام ما يدلل على ذلك ويؤكده.

كثير هم أولئك الذين ابتدأوا من الصفر، لكنهم استطاعوا أن يرسموا لهم علائم حياة سعيدة كريمة، يتمناها الكثير من الناس، خصوصاً إذا اقترب من مساحتها.

أيها الأحبة الشباب: علينا أن لا ننخدع بمسيرة أناس يحاولون أن يلغوا الجانب المادي من حياتنا لصالح الرهبنة المقيتة القاتلة المصادرة لأبسط الحقوق.

تقول أحاديث أهل البيت (ع) : «المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف» ([4]). وذلك في جميع المجالات. فإذا صار الإنسان على درجة من الاقتدار المالي، تهيأت له أسباب الوصول إلى بيت الله الحرام ـ رزقنا الله وإياكم الوصول إليه ـ وإذا اقتدر مادياً استطاع أن يصل إلى عتبات المعصومين من آل محمد (ص) . وإذا اقتدر مادياً استطاع أن يمد يد العون هنا أو هناك، وأن ينهض بالمشاريع الخيرية، فما من مشروع خيري على وجه الأرض اندفعت عجلته إلى الأمام، وأدى الغرض المنشود من ورائه إلا والوقود المستخدم فيه هو عبارة عن مادة وقعت ـ بفضل الله تعالى ـ في أيدي أناس يستحقونها، فأخذت مسارها الطبيعي.

ثم هنالك الأمل والعمل، فالأمل على نحوين: أمل فعلي، وأمل عقلي صرف، أما العقلي الصرف فلا يقدم ولا يؤخر في مسيرتنا، لأنه يرسم لنا خيالاً، ويصور لنا السراب ماءً، فإذا ما لهثنا ووصلنا، لم نجد شيئاً أمامنا، أما إذا تحركنا على أساس من الأمل الفعلي الذي له ما يساعد عليه، فسوف نصل إلى الهدف والمبتغى.

ثم هنالك تصفية العمل، والإخلاص فيه لله تعالى، وهو سر النجاح الأكبر لمن أراد أن يصل. يقول الإمام علي (ع): «أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإن الكف عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال» ([5])، أي أنك لا بد أن تحجم عما تتوقع منه الضلالة، فلا تندفع فيه، لأن من ركب الأهوال، فسوف لن يستطيع أن يقدّر ما يترتب عليها.

أيها الشباب: لم تكن فرص العمل في يوم من الأيام في حدود دائرة التوظيف الرسمي، إما أن يوظَّف المرء من قبل الدولة رسمياً، أو يختار الطريق الآخر، وهو أن يكون كلاً على أهل بيته. صحيح أن الأب مسؤول عن أهل بيته، فهو السبب في إيجادهم، ولكن إذا كانت النتيجة تؤدي إلى الاتكال والضياع والعبء خارج حدود الأسرة، فلا حباً ولا كرامة.

صدقوني أيها الآباء أن إغماض النظر عن الأبناء الذين يقطعون نهارهم بالنوم يعدُّ جريمة بحق أولئك الأبناء أولاً وأخيراً، ثم بحق أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا ووطننا وأمتنا الإسلامية.

يقول النبي الأكرم (ص): «اللهم بارك لأمتي في بكورها» ([6]). أي في الصباح الباكر، فلنسأل أنفسنا: أين نحن من مساحة الصباح؟ وكم هي المسافة الزمنية التي نستقطعها ونستفيد منها في هذا الوقت بالذات؟

لو قمنا باستقراء حول ترك الخيار لنا في أن ننام أو نقوم، فكم هي النسبة المئوية التي سوف نحصل عليها من مثل ذلك الاستقراء؟ وكم من أبناء الأمة ينامون حتى الساعة العاشرة صباحاً فما فوق؟ نسأل الله تعالى أن يوقظنا من هذه النومة.

إن العمل لا يقف ـ كما قلت ـ عند حدود التوظيف الرسمي أو المؤسساتي، ففي الحياة الطبيعية هناك الكثير من المجالات، وقد ورد في الأحاديث الشريفة أن تسعة أعشار الرزق في التجارة.

ها نحن نرى أن أبناء الدول الأخرى يأتون من أبعد البلدان ويستنزفون كل القدرات المطروحة، ونحن نتفرج.

كان الأب في يوم ما يمثل (سباكاً) صغيراً في بيته و (كهربائياً) و (سمكرياً) أما اليوم فلا يكلف أحدهم نفسه عناء استبدال المصباح الكهربائي بجديد، إنما يأتي بعامل من شرق آسيا، ليأخذ منه 100 ريال ، وعلى ذلك فقس ما سواه، من تصليح التكييف والثلاجات وغيرها، وانظر ماذا يصنعون في هذه الأيام! إنهم يستبدلون العليل بالصحيح، بل يأخذون من هذا ليعطوه لذاك، وبالتالي يحصلون على الأموال الطائلة، وهم عمال بسطاء، ليسوا مهندسين ولا خبراء أمريكان ولا غيرهم، إنما هم أصحاب عقول مبرمجة.

من المؤسف أن لا نجد (سباكاً) سعودياً ولا (كهربائياً) ولا غير ذلك، حتى الذين أتيحت أمامهم الفرص أضاعوها، وتركوا المكان ليشغله الأجنبي، وهناك أرقام مذهلة ومخيفة تعبر عن استنزاف للاقتصاد الوطني بشكل غير طبيعي، وهذا ما لا نشعر به اليوم، إنما نشعر به إذا مد الله في أعمارنا، واضطررنا أن نطلب (فيزا) هندية لنعمل عند أحد الهنود في بيع الشاي!

ولا يقولَنَّ أحدٌ: إن هذا غير متوقع، فقد اشتغل أجدادنا فيما مضى قبل طفرة النفط، وكان أحدهم يلهث وراء الروبية الواحدة.

أيها الشباب الطيب... أيها الشباب المبارك ... يا من تنتظر الخلف الباقي من آل محمد: هلا تحركت من خلال ذاتك أولاً وبالذات، ثم اندفعت إلى سائر المسارات من حولك؟

لا تفكر أنك تعيش السعادة والثراء دون أن تقدم شيئاً من الجهد، وهذا ما يتجسد في جميع نواحي الحياة. فلم يصل العلماء الكبار إلى ما وصولوا إليه إلا بجهد، وكذلك أصحاب الأموال والثراء الكبير، لم يصلوا إلى ذلك إلا جراء جهود مضنية بذلوها، وقد دفعوا الكثير من جهدهم ووقتهم، وربما من ذاتهم، في سبيل أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه، فلا يمكن للنائم أن يكون تاجراً. ولا لمن ينام حتى الحادية عشرة صباحاً أن ينتظر من الدولة أن توظّفه، ومن الشركة أن تعتمده، أو المؤسسة أن تقبله، فهذا مستحيل، بل من الخيانة أن تقبل الدولة أو الشركة الخاصة أناساً لا يعطون للعمل قيمة وأهمية. ولو تفحصت الكثير من المجالات لرأيت ما يضيع ويُهدر.

ومن باب الإشارة إلى عينة بسيطة ـ وأرجو أن لا يتحسس من تعنيه هذه الجملة ـ أقول: إن التدريس في هذه الأيام في المدارس عليلٌ مريض مسرطَن، فالمدرّس لا يعنيه ما يجري مع تلاميذه، ولو قلتَ له: لم لا تلتفت للتلاميذ فسوف يقول: وأين أهله منه؟ في حين أنه يتقاضى راتباً شهرياً من الدولة، فأين هي الأمانة في أداء العمل؟ وأين هو تحمل المسؤولية؟

في بعض الدول المتقدمة لا يقبلون من العامل أن يتسلم وظيفته حتى يؤدي اليمين كما يؤديها الوزير. فلننظر نحن إلى أنفسنا، كيف أن المدرس يصل الفصل في الوقت المخصص، لكنه يعاني من السهر، وهؤلاء الأطفال أمانة في يديه، لا يدرون هل أن الدنيا لهم أو عليهم. واليوم ـ والحمد لله ـ لا أحد يرسب في صفه، حتى المتردية والنطيحة.

فإن كان هذا الحال في ميدان التربية والتعليم، وهو القاعدة الأساس التي يبنى على أساسها المجتمع الراشد، فما بالك في غيره؟ إنها المسؤولية والأمانة وطهارة اللقمة، فليست السرقة وحدها تضر بطهارة اللقمة، إنما إذا عُهدت برقبتي ورقبتك مسؤولية، ولم ننهض بها كما هو المفترض فتلك خيانة. وعلى هذه فقس ما سواها.

بعض مراجعنا اليوم ـ أيدهم الله تعالى ـ يفتون بحرمة أخذ الإجازات المرضية على خلاف القانون، ويرون في الأموال المأخوذة قبالها إشكالاً. فانظر كيف يقرؤون الوضع من حولهم، ويحاولون أن يحصّنوا الأمة، لأن أصل الإنسان نطفة، وأصل النطفة لقمة، وللقمة منشأ، إما محلل أو محرم ـ والعياذ بالله ـ فلا بد أن نكون في غاية الحذر.

وما من أحد من أئمتنا إلا وعمل بيده، فقد دخل أحدهم على الإمام الباقر (ع) وهو في ضيعة له، والعرق يتصبب من جبينه على كريمته، فقال له: يابن رسول الله، أما يكفيك من الدنيا هذه؟ فقال: لهذه أرضى عند الله تعالى من أن أمد يدي لك سائلاً.

يقول أحدهم في أحد المجالس: إن هؤلاء الوكلاء مغفلون، يمكن أن نذهب إلى هذا فيعطينا، أو إلى ذاك. نقول: إن زمن الغفلة ولى وانتهى، وما عاد الأمر كما كان، إن كان ذلك الادعاء صحيحاً. 

 

أعود فأذكّر بهذه الليلة، وهي ذكرى ميلاد الزهراء (ع) وإن شاء سيكون لدينا احتفال في هذا المكان بالمناسبة المذكورة، وأنفاس الزهراء (ع) جليلة وعظيمة وكلٌّ منا يحتاج إليها في هذا الزمان، فنحن نحتاج إلى الزهراء في الدنيا، لا في الآخرة في شفاعتها فحسب، لأنها أنموذج أكمل. وقد نظمت بهذه المناسبة مقطوعة صغيرة، أقول فيها:

 

 

 

 

         عـنـدمــا أبــــدأ وردي قـانــتًــا

 

أرفع الصوت بأعلـى iiالصلـوات

وإذا دارت على رأسي iiضحـىً

مشرعات الغيب جددتُ الصلاة

وإذا خــفــت الــــذي iiأحــــذره

أنزع الخـوف بأحلـى iiالصلـوات

وإذا أمّــلــت فـــــوزاً iiدائــمًـــا

أجعل الأسبـاب بعـد iiالصلـوات

هـكـذا علمـنـي خـيـر iiالــورى

أفضل الأعمال فضل الصلـوات

فــإذا قـيـل لـنـا فــي مـوقـفٍ

ولدت بنت الهدى فهي iiالصلاة