نص خطبة: علاقة البشرية بالقضية المهدوية
في مسار الانتظار؟
في الحديث الشريف: «من مات على فراشه وهو على معرفة ربه، وحقِّ رسوله، وحقِّ أهل بيته، مات شهيداً، ووقع أجره على الله سبحانه، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت نيته مقام إصلاته بسيفه، فإن لكل شيءٍ أجلاً لا يعدوه»([1]).
وفي حديث آخر: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية»([2]).
أسعد الله أيامنا وأيامكم بذكرى ميلاد منقذ البشرية الأعظم، الخلف الباقي من آل محمد (عج). وجعلنا الله وإياكم من أنصاره وأعوانه والذابّين عنه، والمستشهدين تحت لوائه وبين يديه.
كانت القضية المهدوية وما زالت تشغل العامة والخاصة من الناس، وأعني بالعامة والخاصة ما كان من الفريقين، شيعة وسنة، وعلماء وغيرهم، قديماً وحديثاً، على نحو الجد كان ذلك أم على نحو العبثية. وما زالت الحناجر تصدح بها، وتقترب من معطياتها. وبقدر ما يعتقد المرء، ويوجد من حالة الربط بينه وبين صاحب القضية، بقدر ما يكون لها من الفعل المباشر في ذاته.
والسؤال الجدير بالطرح اليوم: ما هي مسؤولياتنا كأتباع مدرسة أهل البيت (ع) أمام هذا الهيجان والضجيج والصخب الذي بات يبسط نفوذه في أكثر من مسار، فالفكر المحموم والمشوه والمستورد، يمتزج ما بين عناصره وروافده، ليوجد تلك الحالة من الهيجان.
والمسار العاطفي ليس بعيداً عن سابقه، فالناس تلفهم عواطفهم، حتى بات المعتقد يُذبح لصالح العاطفة، لا على نحو التوجيه للقبلة، وإجراء مراسم الذبح الإسلامي.
وكذلك المسار الرسمي في الأنظمة، فقد بات يشكل واحداً من عوامل الهيجان غير المسيَّس كما ينبغي.
وبإلقاء نظرة سريعة على مراكز القرار قريباً منا أو بعيداً عنا، لا يحتاج المرء مزيد عناء في البحث ليصل إلى ما أشرنا إليه. فإن كان في الماضي يُفصل بين الحوادث، وتُحمل على صفة العشوائية غير الموجهة، فما عاد لهذه النتيجة اليوم من نصيب يذكر، فما من صغيرة أو كبيرة، ولا شاردة أو واردة، إلا وهي موجهة، ولها من يسيسها، وهناك من يحاول الاستثمار قدر ما يستطيع، دون حياء أو خجل، لا من النفس، ولا من الشعوب البسيطة، والأهم من هذا وذاك أن ليس هناك حياء من الله سبحانه وتعالى. فقد أُسقط حجاب الحياء، وأُميط ستار الحشمة، ولم يبق سوى العهر الفكري، والسمج العاطفي، والضياع الرسمي، وسيادة الدخيل في كل المفاصل.
ومن حقنا أن نسأل: هل نحن من الأمم التي تقرأ، لنمسك بأسباب النجاة، ونحكِم التعلق في طوقها؟ أو أننا تخلينا عن هذا الأساس القرآني المكين، الذي يحفظ لنا تلك الحالة من الرغبة في الوصول المؤكد إلى ساحل النجاة، إذ لا نجاة بلا قراءة؟ وإذا كنا نقرأ، فهل نحن من الأمم التي تتبع ما قرأت، أم أنها تأخذ القراءة على نحو الترف والاستهلاك اليومي كما تستهلك مأكلها ومشربها وملبسها ومركوبها؟
وإذا كان الأمر كذلك، فهل نحن من الأمم التي تجمع حيثيات القضية بكل أبعادها، أو أننا لا نغادر مساحتنا في البعد القريب؟
وإن كنا كذلك، فهل نحن من الأمم التي تستنتج بعد الجمع وتخلص إلى النتائج، أو أننا نتخطاها على أساس من العبثية القاتلة التي باتت تنخر الكثير من جوانب جسم الأمة في بعدها الفكري؟
وإن كان ذلك كذلك، فهل نحن من الأمم التي تضع الحلول لإشكالياتها بعد الجمع والاستنتاج، أو أننا اخترنا لأنفسنا مساراً اختطه أحد رجالات الحديث عند العامة، وهو الوقوف على التل، بأن هذا وذاك لا يعنيني، وأن ما أصاب جاري لا يهمني؟
وإذا كنا ممن يضع الحلول، فهل أننا ممن يقبل الرأي والرأي الآخر، أو أننا أعددنا لمن يختلف معنا في الرأي مقصلة تفصل بين رأسه وجسده في بعديه المادي والمعنوي؟
ثم ماذا نصنع مع تاريخ مثقل بالأزمات، منذ أن غاب النبي الأعظم (ص) وعبّاد الذات والأنا يملأون النفوس الضعيفة من حولهم، ويشحنونها ويعبئونها بالكثير من المأزوميات التي يعيشونها على نحو الاستفراغ على من بُسطت لهم اليد عليه، قرب أو بعُد، كثر أو قلّ، لكنها أزمة تعصف بالمشهد الإسلامي في جميع اتجاهاته.
وإذا تخطينا هذا فماذا نصنع بموروث ملغَّم بالكثير من مواقع التلغيم الفكري غير المصنَّف، فما عدنا اليوم ندفع ضريبة لأننا شيعة، وما عاد إخوتنا السنة في صف الاعتدال يشاركوننا في دفع الضريبة لأنهم سنة، فالرابط والقاسم المشترك بيننا هو الإسلام الذي جاء به النبي الأعظم محمد (ص)، إنما هناك جسم دخيل وغدة سرطانية تمَّ زرعها من يد مستعمر قرأَنا لقرون، وخلص إلى نتيجة، هي أن هذه الأمة لا يمكن أن يقضى عليها من الخارج، إنما لا بد أن تنخر من داخلها، لذلك زرع الجسم الغريب في أوساطنا، فبات يفتك فينا شيعة وسنة، لا لشيء إلا لأننا نرتبط بالنبي محمد (ص).
ماذا نصنع أمام أفراد ألبسوا ثوب القداسة وهم لا يستحقون ذلك؟ فالقداسة تُضفى على أساسٍ مُستوجِب، كما لو كان المرء مقدساً في ذاته، لأنه روضها بمعطيات الفكر المحمدي الأصيل، والسير على منهاجه (ص)، أما إذا كان البناء في أخذ التقديس على أساس من الشكل الظاهري، فهذا ما يسقط الأمة في الحضيض. فبقدر ما لا تعني البزة الرسمية لرجال الدين كثيراً في الصف الشيعي كعمائم وجبب، فإن الأمر كذلك لا يعني شيئاً، فلا يقدم ولا يؤخر إذا ما اختصر الدين في لحية مرسلة وسواك، فدين النبي الأعظم (ص) لا يختصر في هذه الجزئيات والشكليات، وإن كانت في ظاهرها تعطي شيئاً من الدلالة على ذلك.
نعم، هناك من يعتمر العمامة وله من القداسة الكثير، وهناك من رجالات العلم في الطرف الآخر ممن ينبغي أن يُحترم؛ لأنه احترم نفسه ومعتقده الذي يركن إليه، وهو اتباع النبي (ص) في رسالته. أما أولئك الذين يتحركون كالطفيليين أو الجراثيم هنا أو هناك، إذا ما أتيحت لها المساحة أن تتحرك بعيداً عن طائلة التطهير والتعقيم، فهؤلاء إسلاميون تحت اسم استورد، وأريد له أن يكون ماركة مسجلة، ولكن هيهات أن تقبل الأمة الواعية بشقيها الشيعي والسني هذا الدخيل، والشواهد على ذلك كثيرة.
وعندئذ لا بد أن نسأل: كيف التبس علينا الأصيل بالدخيل، ونحن نظن أننا نحسن صنعاً؟
أيها الأحبة: إن هذه المحاور تحتاج شرحاً طويلاً، والمرحلة تستدعي ذلك وتستوجبه، لكن الإمام علياً (ع) يقول: «فصبرت وفي العين قذًى، وفي الحلق شجًا، أرى تراثي نهباً»([3]).
ثم نسأل من جديد: من هو المسؤول عن كل هذا؟ دماء تُراق في أكثر من مكان، وأسرٍ تُشتت في أكثر من بقعة وبقعة، وكيان أمة يكاد يتهاوى، وروابط اجتماعية تكاد تغيب في أوساطنا، إلى غير ذلك مما يؤكد الانحدار بعد الانحدار، فمن المسؤول عن ذلك؟ هل هي التربية السيئة لأبنائنا وبناتنا كمسلمين؟ فالحديث اليوم ليس عن طائفة بعينها، إنما عن الإسلام، بل يفترض أن يكون عن الإنسانية بأسرها، لأن الخلف الباقي إنما يُبعث من جديد من أجل الإنسانية قاطبة، لكن خصوصية الإسلام لها بعدها الهام، لذلك أنحو هذا النحو.
فهل أن التربية الأسرية تحمل ضوابط البناء الإسلامي للأسرة، أو أن هناك انحلالاً وانفراط عقدٍ هو الذي يتحرك في داخل أسرنا، لنخلص إلى نتاج لا يتوافق ومبادئ الدين الحنيف؟
وهل أن ثقافة المجتمع الضيق بعد خروج الإنسان من حدود أسرته الضيقة، تعيش حالة من الحصانة الكافية بحيث نترك فلذات الأكباد تتنقل بين جنبات هذا المجتمع وهم في حالة من الأمن والأمان الفكري، أو أن هناك أمواجاً متلاطمة تتقاذفهم ذات اليمين وذات الشمال؟
وهل أن التربية التعليمية في الوطن الإسلامي الكبير، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، هي المسؤولة عن هذا الواقع المرير الذي نعيشه؟ ففي الزمن السابق كانت الكلمة تستفزّ أمةً، أما اليوم فأصبحت الأمة لا تعني مُعطى كلمة، وشتان ما بين المعادلتين.
هل الحوزات العلمية عندنا، ومدارس الدراسات الدينية عند العامة، هي المسؤولة عن ذلك؟ وهل أن الإنتاج الحوزوي عند الشيعة يتماشى وقرب المساحة من عالم الظهور؟ وهل نزل ذلك الإنتاج للساحة وبات يلبي الطلبات ويتماشى مع القضايا كما ينبغي، ويتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه؟ أو أنه ألقى حبلها على غاربها؟
وفي الطرف الآخر عند العامة في مدارسهم الدينية، ماذا يُلقَّن النَّشء؟ وما هو المنتَج؟ وما هي الفائدة أساساً من ذلك المنتج؟ إن الدنيا اليوم أخذت أبعادها، وراحت الذهنية تُختصر شيئاً فشيئاً في قوالب لفظية، ونصوص مكررة، لا يمكن أن تنهض بحاملها، ناهيك أن تحدث إشراقاً على مجتمع من حولها. لذا فإن النتاج هو النتاج، والقافلة تراوح مكانها.
بعد هذا كله، هناك أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب، على أن يكون الجواب شافياً، وهذا ما يُلقى في ساحة المفكرين والعلماء والروّاد من أبناء الأمة، لأننا جميعاً في مسيس الحاجة أن نخلص إلى نتيجة، وما لم يُشخَّص الداء، ويعيَّن الدواء، وما لم نتعاطَ الدواء كما هو موصوف، لن نصل إلى حالة صحية سليمة تُرضي من ينتظرنا، فهو ينتظرنا بقدر ما ننتظره نحن.
لا شك أن الوضع بات خطيراً جداً، وقد قلت لكم في الأسبوع الماضي: ما لم يتدخل أصحاب الحل والعقد ومن يحملون المسؤوليات الجسام في الأمور، فإن القادم أخطر بكثير، وأكررها اليوم أيضاً، فما حدث من أحداث خلال الأسبوع الماضي بين الجمعة والجمعة، دليل واضح، ومصداق جليٌّ بيِّن على ما كنت أشير إليه، وها أنا أعود إليه ثانية، فأقول: مالم يتدخل هؤلاء، فإن القادم أخطر؛ لأن الشريان الذي ينزف هو من جسم الأمة.
علينا أيها الأحبة أن نرتقي ونتجاوز المساحات، ونتفلت من الأطر الضيقة، لكي نعيش الإسلام كما هو، وكما أراد له النبي الأعظم محمد (ص) حركياً في أوساطنا، لننطلق إلى أفق ذلك المشرق الذي لم يعد بعيداً عنا، ونسأله تعالى أن يجعله قريباً منا، بل أقرب وأقرب، لنتشرف بدائرة اللطف.
وهنالك أيضاً الجيل الذي بات لا يقبل منا أنصاف حلول، وعدم وضوح في الإجابات، فمتى ما قرأ الشاب المستشكل على بعض الجزئيات جواباً شافياً مقنعاً استسلم للحقيقة، أما إذا كنا نأخذه ذات اليمين وذات الشمال، أو إلى مساحة لا يعرف نهايتها فإن النتيجة ستكون خطيرة.
وحيث إننا بتنا في أقرب المساحات من عالم الظهور، فما مرَّ يوم إلا وقربنا من ذلك، فلنسأل أنفسنا: هل إننا قريبون فعلاً من تلك المساحة؟ أو أننا كمن يبحث عن ماء، فيرى سراباً بقيعة، ﴿يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً، حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئَاً﴾([4]).
معرفة الإمام (عج):
والسؤال الأهم هنا: كيف ينبغي لنا أن ننتظر الإمام المهدي (ع) كما ينبغي؟ الجواب: علينا أن نتعرف شخصيته، والتعرف عليها مبني على القراءات المركزة ذات البعد المعاصر، فلدينا كمٌّ هائل من الروايات، ولكن علينا أن ننفث في قراءتها روح العصرنة، فآليات البحث والقراءة والكتابة والمناقشة والمداولة اليوم، لم تكن عناصرها موجودة عند من كتب في الزمن السابق، لأن اللاحق يفترض أن يأخذ من سابقه ويضيف.
فعلينا إذن أن نتعرف الإمام، ولكن من مظانّ المصدرية الموثقة، لا بالركون إلى من يصل إلينا عبثياً وعشوائياً، أو ما نتلقاه في الكثير من الأحيان ـ مع الأسف ـ من فضائيات لا تحمل وعياً وفكراً يتماشى وخصوصية المرحلة، ناهيك عن خطباء ما هم من المجهزين الذين يفترض أن يتصدَّوا لبيان معطيات مدرسة أهل البيت (ع) حال أن المرحلة تستدعي ذلك.
فمن أهم الروافد الصافية في ذلك القرآن الكريم، ففيه الكثير من الآيات التي تتعلق بالمهدي (ع) وقد نص على ذلك الأئمة (ع) وفي طليعتهم الإمام الصادق (ع).
ثم القراءات التفسيرية، في التفسير الموروث أو الجديد الموضوعي الذي يقدم لنا آلية كبيرة في هذا الجانب، إذا ما استعرض على أساس من السنة المطهرة، وأصول الحديث الأربعة، للمحمدين الثلاثة (رضوان الله عليهم)، وهي الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، التي لا ينبغي أن نبتعد عنها كثيراً، على أننا لا نسلّم تسليماً مطلقاً لما فيها، دون أن نُرجع ما يجب أن يُرجع، إلى ذوي الاختصاص.
كما أن هنالك موسوعات وضعت في شأن الإمام المهدي (ع) كموسوعة الإمام المهدي (عج) للشهيد الصدر الثاني (قدس سره الشريف)، وبظني أنه أفضل من كتب في هذا الجانب حتى يومنا هذا. فحبذا لو أن الشباب رجعوا إلى هذه الموسوعة وقرأوها في أبعادها قبل الظهور وبعده.
ثم هنالك ارتباط بالإمام المهدي (عج) من خلال زيارته كل يوم، وهي لا تكلفنا كثيراً، ولو بقولنا: السلام عليك يا صاحب الزمان. فما الذي تأخذ من وقتنا؟ وما الذي تكلف من جهودنا؟ حال أن أثرها كبير علينا.
ثم الدعاء له ولشيعته، فإنَّه لا ينفكّ من الدعاء لشيعته، ولا تتصوروا أن مئات الملايين من الحناجر التي تهتف بالدعاء له توفي أو توازي دعاء واحداً يخرج من فمه الشريف من أجل شيعته والأمة الإسلامية قاطبةً. وكذلك إهداء الأعمال الصالحة له، وهو أمر مهم جداً.
التسليم علامة الاستعداد:
ثم من حقنا أن نسأل أيضاً: أين هي مصاديق الاستعداد في أوساطنا كتابعين لهذا الرمز الذي ننتظره وينتظرنا؟
إن التسليم أمر يريح الكثيرين، فهل نحن نسلّم عندما نُمتحن؟ أو أننا نجزع ونرفض وننقلب ونثور ونفجّر ونتفجّر؟
عندما نزل الموت بمحمد بن عثمان العمري، ثاني السفراء الأربعة (رضوان الله عليهم) كان الرجل المقرب هو جعفر بن أحمد، وكان عابداً صالحاً عالماً تقياً ورعاً، ولو كان الأمر كما في حسابات الحوزات العلمية اليوم، بأن يخلف المرجع من كان قبله، لكان هو المرجع. فلم يشك أتباع مدرسة أهل البيت (ع) أن أحداً سوف يلي السفارة بعد محمد بن عثمان إلا جعفر بن أحمد. ولكن، يتجلى هنا حال من أعدّ نفسه لاستقبال الإذن والفرج، وهنا تكمن المفارقة بين من لم يعدّ نفسه لذلك، ومن أعدها.
كان الناس على مقربة من محمد بن عثمان العمري عند احتضاره، وكان جعفر بن أحمد عند رأسه، والسفير الحسين بن روح عند قدميه، والناس ما بين لحظات حتى تنتقل السفارة لجعفر بن أحمد كما ظنوا، وإذا بالخطاب من الناحية المقدسة لمحمد بن عثمان أن السفير من بعدك هو الحسين بن روح. وإذا بجعفر بن أحمد، الذي أصلح نفسه، وأصلح ما بينه وبين ربه، يستوي قائماً، ويطلب من الحسين بن روح أن يجلس عند رأس محمد بن عثمان، ليجلس هو عند قدميه.
أيها الأحبة: هل لهذه المعادلة والنتيجة والتسليم نصيبٌ في داخلنا؟ وهنا يأتي الجواب عن سؤال مفترض: لماذا لا يخرج المهدي (عج)؟ بأن إعداداً بمستوى جعفر بن أحمد لم يكن موجوداً. وارتقِ في السلم ما شئت، من أدنى الأمة إلى أعلاها، فلا صغير يتنازل لكبير، حتى يتنازل الكبير للصغير، أما تنازل النظير لنظيره، فدونه خرط القتاد.
فهل نحن مستعدون فعلاً لظهوره (عج)؟ ثم ألم يأن الأوان أن نعيد ترتيب أمورنا من جديد؟ فالمهدي (عج) ينتظرنا ويترقب فينا الكثير، فعلينا أن لا نُدمي قلبه وهو في عالمه الخاص.
نسأل الله تعالى أن يجعل شهر رمضان علينا وعليكم شهراً طيباً مباركاً، وعلى الأمة الإسلامية فتحاً كبيراً لتلملم جراحها، وتنفض الغبار عنها، وتصحح مسيرتها، وتنبذ الدخيل عليها، وتستشرف القادم فيما هو الأفضل، على أساس من القراءة الصحيحة.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.