نص خطبة: روافد الجيل الرسالي المنتظر للإمام المهدي عجل الله فرجه

نص خطبة: روافد الجيل الرسالي المنتظر للإمام المهدي عجل الله فرجه

عدد الزوار: 918

2012-07-11

المهدوية من أصول الاعتقاد:

إن القضية المهدوية في صميم العقيدة الحقة لأتباع مدرسة الإسلام الخالد. والعقيدة على نحوين: أرضية وسماوية، فالأرضية من صنع الإنسان، أما السماوية فهي من صنع الله سبحانه وتعالى، لكن مدلول هذين المسارين يفضي إلى أمر واحد، وهو إنسانية المعتقد. فعلى المسار الأول، وهو كون المعتقد أرضياً، تكون الرغبة الملحّة والمكتنزة في تلك العقيدة، عبارة عن الرغبة في الوصول إلى ما هو الأفضل في هذه الحياة، بما تعنيه كلمة الأفضلية من معنى، وما تستطيع أن تحدثه من امتداد. وأما على المسار الثاني، وهو كون العقيدة سماوية، يكون عبارة عن التجسد الواقعي لرحمة الله سبحانه وتعالى بالإنسان.

قال تعالى: ﴿وَنُريدُ أَنْ نَمُنَ‏ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثين‏﴾([2]). ولو أننا تأملنا هذه الآية الشريفة وحاولنا أن نستنطق مدلولها، لرأينا أنه واضح بيّن، فهي تريد أن تنصّب الإنسان إماماً وخليفة على وجه الأرض، وهي القضية المناطة بالحركة المهدوية. كما أنها تختصر لنا مسافة حراك الأنبياء والرسل والمصلحين على وجه الأرض، فلم تقل: ليقيموا الصلاة على وجه الأرض، مع أن ترك الصلاة فسادٌ بيّن، ولم تقل: ليحجوا البيت، وهجران بيت الله جريمة كبرى، ولم تقل: ليفعل الإنسان كذا أو كذا، إنما قصدت رأس القضية وجوهرها، إلا وهو الإمامة والاستخلاف وهو مبدأ قرآني: ﴿وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ‏ فِي‏ الْأَرْضِ‏ خَليفَة([3]). فكم هي المسافة التي قطعها هذا الإنسان الضعيف منذ آدم (ع) إلى يومنا هذا، وهو مشتت الأفكار، يسير على غير هدىً من بوصلةٍ، رغم أن الله تعالى هيأ له الأسباب، وأردف النبيَّ بأنبياء، وأعقبه بأوصياء، وأكرمَ الناس بالعلماء، إلا أن الإنسان بقي بعيداً عن مساحة الاستخلاف على وجه الأرض.

ومن هنا نستكشف ما للقضية المهدوية من أهمية وحساسية في الوقت نفسه، وهي أنها تعيد البشرية المنحرفة خلال قرون طويلة ـ رغم حركة الأنبياء في أوساطها ـ إلى جادة الحق والصواب. وعلينا أن نتصور بعد ذلك كم هو مشروعٌ كبير، ينبغي على من لا يرتئي إلا ظلم العباد والتسلط على رؤوسهم ومصادرة الكرامات أن يخشى القادم.  

لماذا نفكر بعقول غيرنا؟!

والسؤال الذي يفرض نفسه علينا أيها الأحبة هو: لماذا نلغي عقولنا ونعطي مسؤولية التفكير عنا للآخرين؟ وما هو الدافع الذي يقف وراء ذلك؟ وكم هي الجهود المسخّرة في سبيل أن يتحقق ذلك، بأن يغادر الإنسان مساحة تفكيره العقلي؟

يتصور البعض منا أن الفساد والظلم الذي يراد استئصاله عندما يأذن الله للحجة (عج) بالخروج هو هذه المظاهر، ولكن في الحقيقة إن أعظم قيمة صودرت من الإنسان هي العقل، ونحن لا نتحسس قيمة العقل إلا إذا سلب من الإنسان جراء صدمة أو حادث أو عارض، فنقول: إن فلاناً مجنون، في مقابل العاقل، ولكن من لا يفكر في هذه الحياة، بما له وما عليه، في هذه النشأة والنشأة القادمة، هو في مصافّ المجانين من البشر أيضاً، رضي بذلك أم أبى، لأن المتوافق في هذا هو من يسير على هدي القرآن وسنة النبي المصطفى محمد وآله (ص).

وللجواب عن السؤال نقول: إن أهم الأسباب في ذلك هي:

1 ـ عدم الإعداد الصحيح لحركة العقل الشخصي، ويشترك في هذه الحالة السلبية مجاميع متعددة. فتارةً يكون الشخص ذاته يأبى إلا أن يعيش هذه الحالة من الجمود والإعداد غير المنتظم، وتارة أخرى تُسهم الأسرة في ذلك، وتارة المؤسسات المدنية التي لا تنهض بمشروعها كما ينبغي، وكذا الحكومات التي لا يروق لها مثل ذلك، لأن الإنسان متى ما شعر بحراك عقلي في داخله اختار مساراً معاكساً.

2 ـ الاتكالية المفرطة: فربما يشرك بعضُنا عقول الآخرين، ويشترك معهم، لكن البعض الآخر يتّكل بالكامل على غيره. يقول الإمام علي (ع): «أعقل الناس من أطاع العقلاء»([4]). ولنسأل أنفسنا: هل نحن ممن يجمع نتاج العقول من حوله ليتقدّم خطىً إلى الأمام؟

ثم لنسأل مرة أخرى: لماذا تُعقد المحافل العلمية والتحليلية الكبرى عند غيرنا حول مسألة المنقذ الأكبر، ونحن كما نحن، نراوح مكاننا، مع خطىً خجولة، وفي كثير من الأحيان نُستهلك جميعاً في اللاشيء؟

في الكثير من الأحيان تعقد المحافل للقضايا الكبرى التي يترتب عليها شأن الإنسان على هذا الكوكب، سلباً أو إيجاباً، وتُقوَّم أنظمة وتقوَّض أخرى، ونحن نقف موقف المتفرج، لا نحسن قراءة أبجدية لمفردات ما يجري من حولنا، في حين أن القرآن انتدبنا، والسنة النبوية دفعتنا بما لا زيادة عليه، أن نتدبر حالنا، ونرتب أوراقنا.

أيها الأحبة: إن حوزة قم المقدسة تشكل اليوم ظاهرةً إنسانية على ظهر هذا الكوكب، لم يألفها خصومها ولا مريدوها ولا من يقفون على النقيض منها تماماً.

إن فكر أهل البيت (ع)، أُطبق عليه في قمقم لأربعة عشر قرناً من الزمن، وقد حان الوقت الذي يخرج فيه المارد من قمقمه، ويأخذ فكر أهل البيت (ع) مساحته الحقيقية على هذا الكوكب. ولولا حركة العلماء الذين يعيشون أصالة في البناء الاستنباطي، ووعياً وثقافة وقراءة دقيقة للأوضاع من حولهم، لما أشرقت الشمس على قبة الإمام الثامن من آل محمد (ع).

إن مفهوم المهدوية ـ أيها الأحبة ـ كان لفترة طويلة من الزمن يراوح مكانه، لذا تآمر عليه المتآمرون، وأرادوا له أن لا يرفع عنه الحجاب، ليبقى رهين حالة من العشوائية في التعاطي، والضبابية والتسطّح. لكن هذا المفهوم عند أهل البيت (ع) مبني على فكرة ظهور المنقذ الأكبر، وهذا ما يستوحى من روايات أهل البيت (ع) المستنطقة للنص القرآني.

ومما لا شك فيه أن فكرة المنقذ مزعجة للبعض، في الوقت الذي تحمل بين طياتها الرغبة الجادة في نفوس أولئك الذين مدوا حبال الوصل مع المنقذ.

وقد يطول الكلام في هذا المقام، إلا أنني أحاول أن أختصر وأختزل قدر الإمكان فأقول: إن أسر هذا المفهوم ترك مساحة للغير أن يطرح شبهات أمام أولئك الذين يعتقدون هذا المعتقد، وهم على ضروب.

أيها الأحبة: لو أن أحدنا وجد في منطق خصمه ما يذهب به بعيداً عن موضوعية النقاش، فعليه أن يدير له ظهره، لأنه لا يستحق عندئذٍ أن تُلقى عليه نظرة، وما السب والشتم والصراخ إلا مظهر من مظاهر الضعف عند الخصم. ونحن أبناء مدرسة لها تركة ثقيلة تحتاج إلى الكثير كي ينهض بها أتباعها.

شبهات حول المنقذ:

إننا نرى أن الخصوم يطرحون العديد من الشبهات:  

1 ـ فمن الشبهات التي تطرح حول هذه الفكرة المبتنية على ظهور المنقذ الأكبر، أو المصلح ـ كظاهرة إنسانية عامة، لا خصوصية فيها للكوفة وإن كانت العاصمة، ولا مكة، وإن كانت المنطلق للتحرك، كما أنه لا خصوصية لكربلاء، وإن كان الشعار الأكبر سوف يرفع فيها: يا لثارات الحسين، وإنما يكون عطاء المهدي لكل الدنيا ـ أنها من صنع الإمامية، وأن أتباع مدرسة أهل البيت (ع) قد انفردوا بها.

وللجواب على هذا سريعاً لا بد أن نعتمد مسارين:

1 ـ لا بد أن نسأل من يطرح هذه الشبهة: هل تقرأ القرآن؟ وإن كنت تقرأ فهل تفهم؟ وإن لم تكن، فهل أنت ممن يصدق عليه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُوْنَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوْبٍ أَقْفَالُهَا([5])؟

2 ـ الروايات الكثيرة التي تبلغ حد التواتر، كما يرويها الحفاظ وكبار المحدثين في مدرسة العامة، وهي تربو على خمسمائة حديث، مخرّجة بأسانيد مصححة، تدور حول الفكرة المهدوية، مع أن الأمة تستغرق في صغريات المسائل، وتلهو عن كبرياتها، ولو أنها وازنت بين الأمرين لاستطاعت أن تتخطى.

2 ـ ومن تلك الشبهات أن الفكرة المهدوية، أو فكرة المنقذ لا تعدو كونها ضرباً من الأساطير والخيال، وهذا ما تبناه ـ مع شديد الأسف ـ جمع ممن يدّعون الثقافة والبحث العلمي والمنهجية في الجدل، بأنها فكرة خيالية، ولازم هذا الكلام أنّ ما جاء به القرآن الكريم لا يعدو مساحة الخيال أيضاً، وكذا ما ورد عن الرسول (ص) وتبانى عليه الأصحاب والتابعون وأئمة أهل البيت (ع) ينبغي أن يدرج في هذه الزاوية. فهل هذا صحيح؟ على أن أولئك يدّعون أنهم من أهل الإسلام.

3 ـ ومن تلك الشبهات أن الفكرة المهدوية من وضع الفكر اليهودي الذي تسلل إلى رسم معالمها، ففي الفكر الديني اليهودي (الصحيح) هناك فكرة المنقذ، لكن ذلك الفكر الذي لم يحرَّف على أيدي حاخامات السوء المسيَّسين للماسونية العالمية، لا يصطدم مع الحقائق والثوابت التي طرقتها الرسالات السماوية، تقدمت عليها أو تأخرت عنها.

4 ـ إن فكرة المهدوية نتاج لما يعيشه الإنسان المستضعف من ضغط سياسي يصادر جملة من مكتسباته التي يفترض أنها من حقه. والذين يسيرون في هذا الاتجاه هم أرباب السلطات الزمانية (أو السياسية) ، وقد عشنا ـ بحمد الله ـ في العصور المتأخرة مجموعة من الصور التي تقرّب لنا المشهد الذي سوف يكون عليه العالم بأسره لا في حدود دولة بذاتها، وذلك عندما يأذن الله تعالى للفرج من آل محمد (عج) بالخروج.

مناهجنا في البناء:

أيها الأحبة: رجوعاً إلى معطيات العقل، كي نتحرك بعقولنا ونقرأ ونُمنهِج ونضع خططاً لما هو الأفضل لنا آحاداً وجماعات، لا بد أن نمسك بالأسباب التالية:

1 ـ أن نقترب من مساحات القرآن، وهو أصدق الحديث. فالقرآن يشدنا للمهدي (عج) وبقول أستاذنا الشيخ الوحيد الخراساني (دام ظله الشريف) وهو يوصي جمعاً من شيعة أهل البيت (ع): «ليقرأ كل واحد منا صفحة من القرآن كل يوم، ويهدي ثوابها للمهدي (ع) فما إن يتقضّى عام على ذلك إلا وتجد نفسك تحقق موقعاً متقدماً لم تكن فيه قبل ذلك).

فهل لدينا العزيمة أن نجرب مثل هذا؟ أم أن علاقتنا بالقرآن الكريم تبقى في حدود أن نقرأ صفحة أو دونها، من حزبٍ، اختزل من جزء، ثم من كتاب بهذا الحجم، يتمثل بمجلس فاتحة أو سكنى منزل، أو شفاء مريض، أو للاستخارة.

أيها الأحبة: إن طواغيت الأرض يحملون الكتب بأيديهم في أحلك الظروف، فهل نرضى لأنفسنا أن نسير على نهج هؤلاء؟ ألم يحمل صدام، طاغوت العصر، وحجاج الدهر، القرآن بيديه الملطختين بدماء الأبرياء؟ هل نرضى لعلاقتنا بالقرآن أن تكون بهذا المستوى التجاري الضحل مع الله سبحانه وتعالى؟

وهل يكتفي شبابنا بعلاقتهم مع المهدي مع سقوط الواسطة وهو القرآن الكريم، إلا من خلال استظهار نصٍّ للامتحان، أو للاستخارة؟ فقد يتصور البعض أن الاستخارة بالقرآن أفضل منها في المسبحة، وبذلك تمر عليه الشهور وهو لا يحمل قرآناً في يده، لكنه عندما يحتاج في  أمرٍ ما لاستخارة فإنك تراه يحمل القرآن.

يقول أحدهم: دخلت لتقديم واجب العزاء في إحدى الحسينيات، فرأيت رجلاً طرح القرآن على المتّكَأ، وقد وضع علبة التدخين فوقه، فقلت له: هذا لا يتناسب مع حرمة كتاب الله، فقال لي: ما شأنك أنت؟ هل أنت وكيل عن الله؟!

لذا فإن المهدي (عج) لا يخرج حتى يرى الناس المعروف منكراً، والمنكر معروفاً.

  2 ـ السنة المطهرة: وهي الرافد الأكبر، لكن أي سنة هي؟ هل هي السنة المشوهة غير الموثوقة الواسطة؟ أو تلك السنة المزعومة التي حكمت الكثير من العقول البسيطة عبر التاريخ المنصرم؟

إن السنة كما هي عليه لا نستطيع أن ننتهجها ما لم نمسك بأسباب التعاطي معها، وهذا من مختصات العلماء لدى الفريقين.

3 ـ قراءة النص في مدرسة أهل البيت (ع) وفقاً لنتاج وعطاء العلماء، وهم على ضروب، فمنهم من يبقى أسير مدرسة الفقه والأصول، فلا يغادر هذا الواقع إلى مساحة متقدمة، ويبقى في حدود تلك الدائرة، وقد يكون هو الأعلم في هذه الجهة، ولكن لا يلازمه بالضرورة أنه الأعلم فيما وراء ذلك. لذا نجد أن المجتهدين الذين كانت بأيديهم أسباب الاقتراب في استنطاق النص، حققوا تقدماً فكرياً للطائفة، استطاعوا من خلاله أن يزاحموا الكثير من المواقع.

4 ـ قراءة الآخرين من حولنا، وهو أمر مهم جداً، ويتمثل في اتجاهين:

الأول: الشركاء في الدين، وهم أبناء العامة من أتباع المذاهب الأخرى، وهؤلاء محترمون فيما هم فيه، وليس بين مذهب أهل البيت (ع) ومذاهب العامة المجردة عن التعصب الأعمى وإلغاء الآخر فوارق، إلا في حدود ضيقة يحصل على أساسها التمايز، فلا عداوة ولا بغضاء، لأن السنة النبوية الواردة عن النبي (ص) بواسطة الصحابي الصادق الموثوق، والروايات الواردة عن أهل البيت (ع) بالطرق المعتبرة، تصب في خانة واحدة، هي الوصول إلى الله سبحانه وتعالى. أما الذين يركبون مطايا من هنا وهناك، فهم الذين يغرقون المشهد بالدماء، وهم خوارج الأمة، كانوا وما زالوا، ولم ينتهِ خطّهم، وليس في الأمر سوى التموضع، تارةً هنا وأخرى هناك، صحيح أنهم لم ينجُ منهم سوى أقل من عشرة، كما أخبر علي (ع) لكنها بذرة سوء، منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا. وإلا ما عسى أن يكون أناسٌ قصدوا أئمتهم للتبرك بهم؟ هب أنك لا تعتقد معتقدهم، ولا ترى رأيهم، ولا تسير على نهجهم، ولكن هل يعطيك هذا مبرراً أن تريق قطرة دم؟

إن الإسلام لم يرق دماً، ولم ينازل النبي (ص) أحداً، إنما وقف موقف الدفاع، وروايات الدفاع عن الإسلام هي أكثر بكثير مما يفترض أن يدفع باتجاه التقدم لمواقع للأمام.

إن إثارة المشاكل وبث الإشاعات ومحاولة غربلة الوضع بين أبناء المجتمع الواحد في الوطن الواحد جريمة يعاقب عليها الله سبحانه وتعالى، فعلى المرء إذا ما أراد أن يقول قولاً، أو يفعل فعلاً، أن يلتفت القول المأثور عن علي (ع): «ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله»([6])، ومن يسترخص دمه، ليس من حقه أن يسترخص دماء الآخرين، فالدماء محقونة ومحرمة في الشرع الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد (ص).

الثاني :الشركاء في الإنسانية: فالنتاج الفكري الذي يثري العقول عند الغربيين تقدم كثيراً، وإن كان المسوِّق له هو الفكر الذي يصادر الكرامات عند أتباع الديانات التي لا تتماشى معهم، والمدارس التي لا تتلاءم وخطهم، فعلينا أن نقرأ بعد غربلة.

إن المهدي ينتظرنا، وهو ليس بعيداً عنا، ولولا لطفه لما بقينا ولا ثبتنا على ما نحن عليه. وفي الروايات عنهم (ع): «لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها» فإذا أردنا أن نعيشه كما ينبغي فعلينا أن نقترب منه، وإن كنا ندعو له بالفرج فعلينا أن ندعو لأنفسنا بالصلاح قبل ذلك.

وفقنا الله وإياكم لكل خير، وأخذ بأيدينا وأيديكم لما فيه الصلاح، والحمد لله رب العالمين.