نص خطبة المسيرة العلوية بين المدينة المنورة والكوفة
النبي الأعظم يودع الوجود الخارجي بعد أن هيأ الأسباب لتسير الأمور كما هو المراد للإمام علي (ع) حيث يُخلي المدينة ممن يخشى منهم على المشهد، وتشتد به علة المرض، والبيت الهاشمي يعيش أجواءه الخاصة، وهناك أخبارٌ تسرَّب بين الفينة والأخرى من بيت النبي (ص) إلى الخارج، وإرباكٌ في بعض الأوساط من الصحابة، وتأهب ممن يصطاد بالماء العكر منهم. وبالنتيجة لم يصل علي (ع) لما ثبتته البيعة في غدير خم، وصرفت عنه الخلافة إلى غيره، وبايعه المسلمون, وينأى علي والثلة المؤمنة بأنفسهم جانباً، ثم يؤخذ من بيته قهراً، ويقاد كما يقاد الجمل المخشوش، عمامته في رقبته، غطي بها وجهه، ويقاد بحمائل سيفه من بيته إلى مسجد النبي (ص) لكي يبايع، وحديث طويل عريض بين علي (ع) في ذلك المشهد الحساس، ومن ولي الأمر.
وبالنتيجة يختار علي الابتعاد عن المشهد العام، وينصرف لبعض المهام مع مراقبة دقيقة لمجريات الأحداث، والأنصار يتخلون عن دورهم، والمهاجرون في حال أسوأ منهم، وكل منهم يغني على ليلاه.
ويُمضي علي المرحلة الأولى مع الخلافة في فصلها الأول، يلوذون به عند الفتيا والقضاء والرأي، ولا يبخل بشيء من ذلك على الإطلاق.
وتأتي الفترة الثانية من فترات الخلافة، المتمثلة بالخليفة الثاني، والتي أخذت بالمشهد الإسلامي إلى مساحات جديدة، وهي الفتوحات، وكلنا يعلم أن الفتوحات أمنت رصيداً اقتصادياً ضخماً للدولة الإسلامية آنذاك، إلا أن الخليفة الثاني طرح مجموعة من القوانين والإرشادات لم تكن مألوفة في عهد النبي (ص) ولا في عهد الخليفة الأول، وأُسس للبناء الطبقي من جديد في وسط الأمة، فالقرشيون يحظون بحظوة، وغيرهم يحظى بغير ذلك، وتحرك الشارع من الداخل، في حالة من الكبت والكتمان والسرية، وقتل الخليفة الثاني في صلاته، والقتل بهذه الطريقة ينبئ عن الكثير مما يختلجُ في نفوس الناس.
وتؤول الخلافة للخليفة الثالث في مرحلتها الثالثة، وهي المرحلة التي تنعت من باب المسامحة بالخلافة الراشدة، حتى على مبنى القوم، فإذا صحت راشدةً للأولين منهم على مبنى غيرنا، ففي صدق العنوان على الثالثة مساحة كبيرة للتأمل. وخير دليل على ذلك حصول الكثير من المخالفات والاختراقات الواضحة والصريحة لما قام به النبي (ص) من إجراءات ومقررات بحق أشخاص وجماعات، وبالنتيجة انتقض فَتْلُه، وحوصر من قبل المجاميع الثورية من أكثر من جانب في المجتمع الإسلامي، بل كان الحراك أولاً من داخل المدينة المنورة، مع رغبة جادة من قبل الثوريين في الكوفة في تسريع المشهد للقضاء على الخليفة.
لقد وصل الخليفة بطريقة الشورى بين الأفراد الذين عينهم الخليفة الثاني بكل دقة وحرفنة، وكان والي الشام معاوية قد قرب من أُبعد وأبعد من قُرب من الصحابة.
وبالنتيجة حوصر الخليفة وقتل، ولازالت صيحة (يا لثارات عثمان) إلى يومنا هذا تحملها بعض الصدور والعقليات.
والمتهم الأول تاريخياً هو الإمام علي (ع) على أنه المحرض، وهو ما يقوله الطابور الأموي، ومما لا شك فيه أن أحفاد معاوية ـ فكراً لا سلالة ـ لا زالوا يتحركون إلى يومنا هذا في أكثر من مساحة ومساحة.
فعلي هو المتهم الأول بعد مقتل عثمان، وكلنا يعلم أن علياً كان أشبه بالمحاصر أو المفروض عليه الإقامة الجبرية مع المتابعة الدقيقة له من أجهزة الأمن في دار الخلافة.
أما من هو الذي تخلص من عثمان؟ وما هي الدواعي والدوافع؟ فذلك مثار جدل، فقد تحرك الصحابة في تلك القضية كلٌّ بحسبه، ومن خلال موقعه.
فكان الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري يتحرك في أوساط المدينة يوزع منشوراته القولية، ويطرق سكك المدينة الواحدة بعد الأخرى وهو يردد منشوره القولي الذي تبناه منذ أن زويت الخلافة([1]) عن علي (ع) وهو الصحابي الذي يحظى بالقرابة القريبة من رسول الله (ص). وكان جابر يُلقي بكلمات فيها الكثير من الدلالة، منها: علي سيد البشر، من رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر. وهذه الكلمات تقسم الشارع إلى قسمين، أحدهما أهل الشكر والآخر أهل الكفر. لذا تحولت القضية من ولاء إلى حب لعلي (ع) فصاروا يلتفّون على مثل تلك المقالة بأن الولاء بمعنى الإمامة والخلافة شيء، وبمعنى الحب شيء آخر، ودخلوا في متاهات غريبة، حتى يومنا هذا. وكان علي (ع) يبحث عن النصرة في المهاجرين والأنصار فلا يجد إلا القليل، والمشهد فيه من الضبابية وتقاطع الخطوط الشيء الكثير.
وبعد مقتل الخليفة أصبح الجميع يترقب، إذ بقيت جنازته ثلاثة أيام لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، إما خشية أن يُتهم بقتله، أو نكاية به، أو خشية الوقوع بين هؤلاء وهؤلاء. وهذا التقسيم الثلاثي يجد له صدىً أيضاً في الكثير من الألسنة.
لذا فإن الراوي المشهور الدوسي عندما تجنب الدخول مع علي في إحدى معاركه، وصعد إلى ربوة، وسئل عن ذلك كان يقول: اللقمة مع معاوية أدسم، والصلاة مع علي أتم، والوقوف على التل أسلم. لكنه مع ذلك، ومع حسم الأمور لعلي فقد اختار اللقمة الأدسم. وقد وضع من الروايات الكثيرة في هذا الباب، ورحم الله الشيخ أبا رية الذي ألف كتاباً عن هذا الصحابي أو الراوي الوضاع.
وبالنتيجة أصبح علي (ع) خليفة في الظاهر، وتدافع عليه الناس، ولم يعذروه عن تولي هذا المنصب، في حين أنهم قبل ذلك كانوا قد تفرقوا عنه ولم ينصروه، وقد أمرهم أن يغدوا عليه محلقين رؤوسهم معهم سلاحهم، فلم يوافه من المدينة كلها إلا أربعة ([2]).
يقول علي (ع) واصفاً حال البيعة بعد قتل عثمان: «فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إليّ، ينثالون علي من كل جانب، حتى لقد وطئ الحسنان([3]) وشق عطفاي([4])، مجتمعين حولي كربيضة الغنم([5])، فلما نهضت بالأمر، نكثت طائفة([6])، ومرقت أخرى، وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله عز وجل: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾([7]) بلى والله، لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها...»([8]).
ويقول علي (ع): «اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وأكفأوا إنائي، وأجمعوا على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري... فنظرت فإذا ليس لي رافدٌ ولا ذابٌّ ولا مساعدٌ، إلا أهل بيتي([9])، فضننت بهم عن المنية، فأغضيت على القذى، وجرعت ريقي على الشجا، وصبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم، وآلم للقلب من وخز الشفار»([10]).
وبقي (ع) على هذه الحالة في صراع مع النفس وصراع مع الجماعة، فما عساه أن يفعل معها لتعود إلى مربعها الأول؟.
ويقول (ع): «أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز»([11]).
فهو يبعث رسالة لمن تقدمه ومن يعيش في ظرفه، فيقول: إن ما حدث من أمور، وما أريق من دماء تحت طائلة عنوان المرتدين، أو من قتلته الجن، وما إلى ذلك من خصومة ودماء، لا يتناسب مع حجم الدنيا، وهي لا تستحق أن يراق في سبيلها قطرة دم واحدة.
علي في الكوفة:
بعد هذا كله لا بد أن نسأل عن سبب توجهه (ع) للكوفة، ومع الأسف الشديد أن بعض الناس نراه أحياناً شديد القساوة على الكوفة والعراق في قراءته للمشهد، في حين أن الكوفة نُعتت في روايات أهل البيت (ع) بالأم، وقالوا فيها إنها أمنا، تحبنا ونحبها، فمن يحمل بغضاً للكوفة عليه أن يراجع الحسابات. وأشرف ما للكوفة أن الله سبحانه وتعالى عندما يأذن للخلف الباقي من آل محمد (ص) بالخروج تكون له عاصمة من دون سائر البقاع.
أما عن سبب اختيار علي (ع) الكوفة، أن الخليفة الثالث عندما قتل واجتمع الناس للبيعة، تخلف بعض الأشخاص المعدودين، ومنهم عبد الله بن عمر، وقد أطلعه علي (ع) على خبيئة نفسه. ثم دارت الأيام على هذا (التقي الورع المحدث العالم الفقيه المفسر كما تقدمه لنا مدرسة التاريخ) وصارت الخلافة للأمويين، فلم يستطع أن تمر عليه ليلة واحدة دون البيعة لإمام، فبقى متقلباً لا يستطيع النوم، حتى دخل على الحجاج والي الأمويين قائلاً له: خشيت أن يدركني الموت في هذه الليلة وليس في رقبتي بيعة لإمام، وكان الحجاج مشغولاً بطعام بين يديه، فمد رجله وقال له: دونك قدمي هذه فبايعها، فلا حاجة لنا في بيعتك.
أضف إلى ذلك طلحة والزبير وعمرو بن العاص، فهؤلاء الأربعة كانوا في الواجهة. أما أم المؤمنين عائشة فزينوا لها الخروج، وأتوا بخمسين شاهداً يحلفون لها أن هذا الماء ليس الحوأب، وهذه ليست كلاب الحوأب. وهكذا غرروا بها فخرجت، لأنهم يدركون أنها رمز كبير، وإن لم يكن لهم رمز فلا قيمة لهم، فمن كان يفكر في استخلاف طلحة، وهو سارق بيت مال المسلمين في عهد الخليفة الثالث، وكذلك الزبير، الشجاع في الميدان، القليل التروي والعقل. أما عمرو بن العاص فلا يحتاج لتعريف. أما أم المؤمنين فهي الرمز الأكبر لأنها زوج النبي (ص).
وقبل أن يخرج أمير المؤمنين ع إلى الكوفة بعث رُسله الواحد بعد الآخر إلى أبي موسى الأشعري، والي عثمان عليها، فرفض أبو موسى البيعة، وأراد أن يحدث فيها انشقاقاً، ثم أرسل الإمام الحسن (ع)، وهذا الفصل من حياة الإمام الحسن (ع) هو فصل جهاد وتدبير، وهذه هي الدائرة المغلقة من حياته التي تدلل على عظمته.
لقد كان من رأي أمير المؤمنين (ع) أن يستقر أولاً بالربذة ليأخذهم وهم في طريقهم من مكة إلى البصرة، فينتهي الأمر بلا قتال، لكنه بلغه أنهم سبقوه إلى البصرة وفعلوا ما فعلوا، فرأى أن يضم إليه أهل الكوفة. فلما دخل الإمام الحسن (ع) الكوفة استطاع عزل أبي موسى الأشعري، وعين مكانه أحد أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع) وجيّش الجموع من أهل الكوفة بسرعة.
ومن هنا نجد أن الإمام الحسن (ع) قد ظُلم كثيراً من حيث قراءة شخصيته، بل لم يُظلم أحد مثله في هذه الجهة. فلو لم يتحرك باتجاه الكوفة، ولم يحسم الموقف لصالحه لما خرج ذلك الجيش منها والتحق بأمير المؤمنين (ع) ليحسم معركة الجمل، بل ربما قُتل علي في البصرة. وبالتالي فإن كسر معادلة القوى في البصرة لصالح علي (ع) كانت بفعل الإمام الحسن (ع)، وتلك صفحة مشرقة في حياة الإمام الحسن (ع) لم يسلط عليها الضوء كثيراً حتى من خطبائنا.
وبعد أن حصل ما حصل في البصرة رجع علي (ع) إلى الكوفة فاتخذها عاصمة له، ومن الطبيعي أن تُسحب الأضواء بعد ذلك باتجاه الكوفة فتسلط عليها، حيث السلطة والقضاء والتعليم ومقر الخليفة. فلم يرق ذلك للبعض، فتحركوا على أمير المؤمنين (ع) لثنيه عن ذلك.
ومن هنا قد يتصور البعض أن أمير المؤمنين (ع) خاض حروباً ثلاثة فقط، صحيح أن القتال بشكل رئيسي كان في تلك الحروب المعروفة، إلا أنه (ع) خاض حروباً أخرى في ساحات شتى، وهناك الكثير من الحملات العسكرية التي قادها أمير المؤمنين (ع) أو بعث فيها أحد القادة في سرية من الجند لإطفاء الفتنة أو قمع تحركٍ ما، أو ملاحقة الأعداء. فلم يقر له قرار طيلة خلافته، وإذا كان قد وصلنا شيء من تراثه المقدس، فإنما كان بسبب البركة في وقته، وعلي كله بركة، وإلا فإنه لم يفرغ لشيء طيلة تلك الخلافة، فما يلبث أن يخلع درعه حتى يلبسها مرة أخرى، وما يغمد سيفه حتى يسله.
والسؤال هنا: لماذا لم يسر علي (ع) بسيرة من تقدمه، فيميز القرشي على غيره، والعربي على العجمي، والهاشمي على الآخرين، ليتجنب ذلك كله أو بعضه؟ والجواب أن هذه أخطاء سبقته فأراد أن يصححها.
ورجعت أم المؤمنين إلى المدينة معزَّزةً مكرمة، كرامة لرسول الله (ص) ولأنها امرأة، وإلا فإن الحكم الشرعي في كل من خرج على علي (ع) هو القتل دون استثناء. بل إنه لم يتبع مدبراً ولم يجهز على جريح، ولو شاء لقتل الكثير من رؤوس الفتنة، إلا أنه فعل كما فعل رسول الله (ص) مع الطلقاء.
لقد كان علي (ع) يأمل أن يصحح هذه الأمور انطلاقاً من مبدأ إسلامي، هو أن الإنسان مكرمٌ من الله تعالى، وله كيان مستقل قائم بنفسه وله حقوق، وتحرك من أجل إرجاع تلك الحقوق لأصحابها، ومنها حق الحرية التي كانت ممتهنة ومصادرة، بل كان البعض يؤخذ على الظنة والتهمة أحياناً، ويكفي أن تتصل بفلان أو تحضر مجلسه ليكون ذلك ذلك ذريعة لأخذك بجريرته.
من هنا أراد علي (ع) أن يصحح المسار في كرامة الإنسان، ومن ذلك حرية الرأي والكلام واختيار نوع ومكان العمل وغيرها، وهي أقل ما ينبغي أن يتمتع به الإنسان.
وها نحن نرى الأمة ولمدة أربعة عشر قرناً من الزمان تعاني ما تعاني وتراوح مكانها، فيما نظّر علي (ع) للكثير من تلك الضوابط في خلافته، وأبرزها ما ورد عنه في كتابه لمالك الأشتر، وهي مما تقره اليوم منظمات وهيئات حقوق الإنسان في العالم.
لقد كانت الكثير من الحقوق مصادرة، ومنها حق السكنى، فكانت السلطة تتدخل في الكثير من ذلك، وتسيّر الكثير من الأشخاص إلى الشام أو الربذة أو فلسطين أو البصرة أو غيرها من الأماكن.
ومن هنا ترى أن القبائل العربية موزعة على الأقطار، وليس ذلك لتحصيل لقمة العيش، إنما كان من أبرز أسبابه النفي بالقسر والقوة.
ومن حقوق الإنسان الأخرى التي ينبغي أن يمارسها بحرية حق التحصيل العلمي والمعرفي، وقد وضع (ع) يده في هذا على جرح عميق.
ومنه أيضاً حق اختيار الزوجة والزوج، وقد طرح قبله مبدأ الكفاءة على أسس مخالفة للتشريع، كالغنى والفقر والنسب وغيرها، وفُرِّق بين بعض الأزواج وأزواجهم، فتحرك علي في هذه الأجواء وحاول أن يصلح، ودخل في معارك كبيرة.
وأخيراً تمت تصفيته، ودفع حياته ثمناً لما آمن به.
يقول علي (ع) في مثل هذه الليلة مقالته الخالدة: فزت ورب الكعبة، أي أنه كان ينتظر هذه الساعة.
---------
وأخيراً أود أن أذكر أن هذه الليلة هي أولى ليالي القدر الشريفة وفيها الكثير من الأجر، ويستحب فيها الغسل قبل الصلاة، وهناك سور مخصصة من القرآن الكريم، وأدعية خاصة، فنسأل الله تعالى أن يوفق الجميع في هذه المراسم التي سوف تبدأ الليلة في الثامنة والنصف. وهناك مجلس حسيني لسماحة الشيخ حسين الفهيد، والمجال مفتوح للأخوات في الحضور، ونحن في خدمة الجميع، ونسألكم براءة الذمة، وأن يشركنا الله معكم في صالح الدعاء.
والحمد لله رب العالمين.
([1]) الخلافة منصب إدراي يمكن أن ينفصل عن الإمام (ع) أما الإمامة فهي كالنبوة، لا تنفصل عنه بحال، وليس من حقه أن يتنازل عنها.
([4]) من فرط ما تعلقوا بثيابه رغبة منهم في تولي الخلافة، وبالتالي أصبح في موقف لا يمكنه الرفض، لئلا يحملوه المسؤولية بعد ذلك، فيقال له: بايعناك فرفضت.
([5]) فالغنم لا تنتظم في مسيرها، إنما تتجمع بعضها فوق بعض، وهي فطرة إلهية لحمايتها وتحصينها، ويا ليت الناس يأخذون الدرس حتى من ربيضة الغنم، فيتراصون في مواقع العمل والدراسة وغيرها. فالإنسان يمكنه أن يأخذ الدرس حتى من البهيمة.
([6]) وهم طلحة والزبير ومن تبعهما، وكان طلحة المتهم الرئيس بالتأليب على عثمان والثورة عليه، لكن تاريخنا فيه ما فيه من الزيغ والبعد عن الحقيقة.