نص خطبة: السيدة الزهراء (ع) كمال وعطاء

نص خطبة: السيدة الزهراء (ع) كمال وعطاء

عدد الزوار: 652

2013-04-03

قال الحكيم في كتابه الكريم: ﴿إِنَّمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْرَاً([2]).

في الحديث الشريف عن النبي (ص) أنه قال: «صلُّوا عَليَّ واجتهدوا في الدعاء، وقولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد»([3]).

الزهراء (ع) القدوة الصالحة:

تعتبر الزهراء (ع) رائدة الإصلاح الأولى بين عموم نساء البشر. فالمرأة لها مكانتها وقيمتها كما أسلفنا، غير أن ذكورية الثقافة في الكثير من المجتمعات، ألغت ما لها من قيمة ومسؤوليات نهضت بالكثير منها، بل وصرفت الأضواء عن نجاحاتها في الكثير من المحطات، ولا ينحصر هذا الجانب في الثقافة المضافة إلى الدين، بل حتى أولئك الذين لا ينهلون من منبع الدين في التأسيس لثقافاتهم غمطوا المرأة حقها، حتى وإن حققت أروع الأمثلة في دروب النجاح.

وكيف لا تتبوأ الزهراء (ع) هذه المرتبة وتصل إلى هذه المنزلة، وهي أول خريجة من مدرسة النبوة الحقة بدرجة الامتياز العالي؟! فالوحي الذي كان يخاطب الرسول أولاً، كان الرجل الأقرب لسماعه هو علي بن أبي طالب (ع) من الرجال، وفاطمة (ع) بنت النبي محمد (ص) من النساء. وهذا القبس اللاهوتي لا بد أن يكون له تأثيره المباشر في تلك الصفحة النورانية التي نقرأها ونشير إليها من خلال من سمتها السماء فاطمة.

وبناء على هذا مثّلت الزهراء (ع) القدوة الصالحة بكل ما تعني الكلمة من معنى، وذلك من خلال ما قدمته طوال مسيرتها العملية التي جسدت معطيات العصمة. فقد نحتربُ على معطيات مفردة، وقد تضع الحرب أوزارها، ويلتقط البعض أنفاسه ليعيد الكرة من جديد، لكنه لا يتعاطى ما يترتب على الإثبات والنفي من الآثار، وهذه واحدة من المرديات التي وقع في شراكها الكثير ممن يتبنون مجموعة من القضايا التي ألبست أكثر من لون ولون، مع تحفظ في حدود التقييد والإطلاق، وأرجو أن يكون ذلك مفهوماً.

والزهراء (ع) تحركت على أساس من عصمتها لصيانة ما كانت ترسم وتجسد من واقع خارجي، لا أن العصمة تعني أن الزهراء (ع) تمثل المرأة التي لا تخطئ فحسب، إنما أرادت (ع) أن تُكسب المرأة من حولها صفة المرأة التي لا تخطئ، وهنا تكمن العظمة، والدليل على ذلك ما قاله الإمام الصادق (ع) في حق عمته الحوراء زينب (ع) التي تمثل الخرّيجة على يد فاطمة بنت النبي (ص).

بيت الزهراء (ع):

مثلت الزهراء (ع) في حياتها بساطة عيش، ورفعة مقام، وهنا تبرز معالم العظمة والكمال أيضاً. فبعض الناس يرى أن قيمته فيما يلبس، وما يملك، وما يسكن فيه، وقد يرى البعض قيمته فيما يُولم من ولائم. أما الزهراء (ع) فقد عاشت في أبسط الأحوال، لكنها استطاعت أن تبلغ من المقام أن تسطر السماء في ذلك الواقع قرآناً: ﴿فِي بُيُوْتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيْهَا اسْمُهُ([4]).

كان بيتها في مستوى البيوت التي حولها من حيث البساطة، لكنها ساوت به البيت المعمور في السماء السابعة، لذا استوجب أن يتنزَّل الأمين بهذه الآية المباركة. وعندما تلاها النبي الأعظم (ص) في المسجد النبوي الشريف، أشار أحدهم إلى بيت علي وفاطمة عليهما السلام فقال: وهذا منها يا رسول الله؟ ويكفي السؤال دلالة على ما تنطوي عليه تلك النفس، فأشار النبي (ص) بيده الكريمة إلى بيتهما (ع) وقال: نعم، من أفاضلها([5]).

لقد أرادت الزهراء ( ع) من هذا البيت الذي توّجته السماء بتاج الخلود، أن يكون منارة إشعاع يستضيء بها من أراد أن يهتدي الطريق ويتلمس معالمه، وهي أول امرأة مسلمة تحمل مشعل الإصلاح السياسي في ثوب العبادة.

العبادة الحقة:

والعبادة ـ أيها الأحبة ـ يمكن أن تُقرأ من زاويتين: العبادة المقرِّبة في قالبها البسيط، والعبادة التي يتفاعل معها الإنسان بقدر ما لتلك العبادة من فاعلية في داخله. فليست العبادة في شكلها الظاهري فقط، كما لو أخذنا الصلاة مثالاً في شكلها الظاهري من قيام وقعود وركوع وسجود وأذكار، إنما هي معراج المؤمن إلى ربه، وهنا تكمن المفارقة، فالإكثار من الصلاة قد لا يأتي بإضافة لنا، ولكن عندما تتحول الصلاة من طقس يقوم به الإنسان للتخلص من عهدة التكليف إن كانت واجبة، أو التمظهر بحالة النسك فيما لو تعاطاها في حدود المستحب، فإنها تبقى في حدود ذلك القالب الذي لا يقدم ولا يؤخر كثيراً، فهو يُسقط التكليف عن نفسه، فلا عقاب.

وربما تقدم المرء قليلاً فحصل على أجر في حدود معينة، ما لم تشترك مجموعة من العناصر في الصدِّ عن هذا المحور. ولكن عندما تتحول الصلاة إلى عامل فاعل في داخل الإنسان، فيبحث عن قياس ما لها من القدرة على الفاعلية، فما عليه إلا أن يعرضها على مفهوم ومعطى قرآني، ليلمس مدى الانسجام أو التنافر بين القول والفعل وعموم التصرفات من جهة، وبين الطقس الديني من جهة أخرى، يقول تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‏ عَنِ‏ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُون([6]).   

فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الفاعلة التي انفعل معها المسلم حين الأداء، أما الصلاة التي لا تعطي هذه الثمرة فتبقى في حدود ما تقدم بيانه.

وقد كانت الزهراء (ع) أكبر من أن تُحدَّ ضمن هذه الزاوية الضيقة، بل كان لها في كل كلمة بينها وبين السماء عروج، لذلك أخلصت لربها، وأحبت الناس من حولها، وجعلت من نفسها شمعة تذوب لتضيء للبشرية الطريق، لو أن البشرية وعت معنى التضحية في قدس فاطمة (ع).

دقة النظر وسرعة القرار في حياة الزهراء (ع):

والزهراء (ع) تعني فيما تعنيه دقة النظر، فالكثير يقرأ، لكن القليل من يملك دقة النظر فيما قرأ أو فيما أراد أن يقرأ، فالزهراء (ع) تمثل قوَّةِ قرارٍ، فقرارها لا تجد له نظيراً، إلا فيما افترضته السماء على الإنسان المبلِّغ، وهو النبي الأعظم (ص). لذلك نجد في واحدة من الإشارات الخفية من قبل السماء أمراً نستنتجه من قوله تعالى: ﴿وَإِنْ لَم تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ([7])، فهناك أمر صدر من السماء، وثمة أمر أحيط بالتحفُّظ، فلعل الأمة تكون في وضع آخر أفضل مما كانت عليه.

كانت الزهراء (ع) ـ وهي صنيعة النبي (ص) ولطف السماء المتجسد ـ صاحبة قرار في الوقت الحرج الذي لا يترك مساحة لمراجعة الحسابات. لذا فإن الزهراء (ع) التي لم يُرَ لها شخص إلا في مواطن معدودة، دفعها باتجاهها التكليف، كما حصل في أحد، حيث كان لها موقف في منتهى الجلالة والعظمة، قررت الخروج في موطن آخر. فكان الموقف الأكثر جلالة وعظمة عندما خرجت تطالب بحق علي (ع) الوصي والخليفة والإمام والنور المشع من بطنان العرش إلى جميع مكونات الكون من حوله. واتخذت القرار، وبادرت إلى الخروج في وقت قصير، ليترتب عليه حفظ الإمامة على وجه الأرض.

يقول الحق في كتابه الكريم: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيْفَةً([8]). وابتدأت الخلافة على يدي آدم، ثم تقلبت في الأنبياء والرسل والأوصياء والأولياء، حتى استقرت في محمد وآل محمد (ص) وحيث إن الإرادة الإلهية تعلقت في أن يكون البقاء بوجود الخليفة على وجه الأرض، احتفظ بالخليفة على وجه الأرض، وهو الخلف الهادي من آل محمد (ص).

فالزهراء (ع) تعني القدرة المطلقة على التضحية في زمن التضحية.

كانت هناك قراءة ودقة نظر، وقوة قرار، وسرعة في اتخاذه، مع الاستعداد التام للتضيحة، فحصل الحراك. أما إذا كانت الأمة تتهجى المفردات الأولى في قاموس التغيير الداخلي، ناهيك عما هو أبعد وأشمل، فعليها أن تراجع الحسابات، وإذا كانت لا تمتلك قراراً، إنما تستجديه ممن يعنيه الأمر أو لا يعنيه، فعليها أن تراجع الحسابات أيضاً، وإذا كانت الأمة لم تصل إلى مرحلة الاستعداد الكافي للتضحية فيما يتماشى مع قوة القرار، فعليها أن تراجع الحسابات أيضاً، فأهل البيت (ع) لم يدفعوا بشيعتهم إلى أتونٍ، إنما أرادوا لهم المحجة البيضاء.

مراجع الدين صمام الأمان للأمة:

في زمن الغيبة لدينا مراجع، هم الوسائط بيننا وبين الله تعالى، وعلينا أن نلتزم فتاواهم إن كنا فعلاً من المقلدين لهم، فأفعالنا وأقوالنا نحاسب عليها، فنحتجَّ يوم القيامة بهذا الطريق، بأن المرجع أفتى وأخذ بأيدينا. لذلك أكرر كلامي الذي قلته قبل سنين: علينا أن نكون يقظين وحذرين، وضمن إملااءات التشريع، لا حسب الرغبات والعواطف الجياشة، فعندما تحرك جمعٌ من الناس مع الإمام الحسين (ع) على أساس العواطف، وقطعوا معه خطوات، تخلَّوا عنه في منتصف الطريق، بل اصطف بعضهم مع الصف المخالف له في كربلاء. فكما أن نموذج الحر الرياحي كان موجوداً في المعادلة يمثل التحول من السيِّئ إلى الحسن، فإن هناك أرقاماً كانت تمثل العكس.

فالزهراء (ع) كانت كمالاً في كمال. ولمن تحمل اسم فاطمة أو وصفاً من أوصافها كالحوراء والبتول والكوثر والمرضية والصادقة والصديقة والعالمة والمحدِّثة والمحدَّثة وغيرها، أن تكون مقتدية بالزهراء (ع) كي تصبح قدوة أيضاً لنساء قومها. ولكم أن تتصورا لو أن كل امرأة تحمل اسماً من أسماء فاطمة وتعيش الزهراء في كل بُعد من أبعادها، فما عسى أن تكون الحياة؟

من أراد أن يقرأ هذا النموذج النسوي، فعليه أن يقرأ حياة فاطمة البنت للنبي محمد (ص) والزوجة لسيد الأوصياء علي (ع) والأم لسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين (ع) والحوراء زينب (ع).

إذا سعت المرأة بطبع أخلاقها بسلوك الزهراء (ع) استطاعت أن تتحول إلى ذلك المقام الرفيع بأن تكون قدوة لبنات جنسها.

وأخيراً ... كانت التضحية:

هذا غيض من فيض من حياة الزهراء (ع) التي دفعت فيما بعد الثمن غالياً، حيث عاشت ثمانية عشر ربيعاً في كنف النبوة، عرفت فيها الأمن والاستقرار والعبادة في أعلى درجاتها، وعاشت قرباً وذوباناً في عالم المطلق. وبقدر ما كانت تعيش ذلك، إلا أنها هي المرأة التي يقول فيها الإمام الحسن (ع): «رأيت أمي فاطمة (ع) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسميهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشي‏ء. فقلت لها: يا أماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك فقالت: يا بني الجار ثم‏ الدار»([9]). 

 هذا قبسٌ من حياتها، وما عسى أن تكون الحياة لو أخذنا بمثل هذا القبس؟!

لقد دفعت تلك الضريبة الباهضة وهي العالمة غير المعلمة، والمحدَّثة من قِبل السماء بما يجري وما يترتب عليه في المستقبل، لكنها أصرت أن تقول الحق، وتخطو خطوات الحق، لم تعبأ بمن تجنّد وتحزّب في مقابلها، لكن شرارةً كانت لها بالمرصاد، جعلتها تدفع الكثير، وهي عبارة عن كلمة واحدة، لكنها من القسوة بمكان.

فقد خرج القوم يحملون الحطب إلى بيتها، وفي الطريق اعترض الرجلَ أحدُهم فقال له: علام عزمتم؟ فقال: أن نأخذ علياً ليدخل في ما دخل فيه المسلمون. فقال: وإن لم يفعل؟ قال: نضرم عليه الدار ناراً، فقال: إن في البيت فاطمة! فقال: وإنْ.

فكانت الضريبة التي دفعت بهذه الكلمة أن تُروَّع فاطمة، وأن تكون بين الحائط والباب، وأن تُلطم على عينها، وأن تضرب بالسياط من قبل ثلاثة لا من شخص واحد، الأول هو ابن الوليد، ولم يكتف، إنما لكزها بنعل سيفه، والثاني العبد قنفذ، الذي صدر إليه الأمر بأن يرجع إليها ليضربها بالسوط، ولما لم يشف الرجل غليله من فعل العبد، تناول السوط من يده ورجع إليها يضربها بالسوط بنفسه.

وراحت تبحث عن علي (ع) بعد أن انتهى السيناريو واقتيد علي (ع) في وضع لا يحسد عليه. والتفتت يميناً وشمالاً تبحث عمن يساعدها على القيام، ولم تجد سوى جاريتها فضة، وفي بعض النصوص أن الحدث تزامن مع وجود أم سلمة، وهي هند بنت أمية المخزومي زوجة النبي الأعظم محمد (ص) إحدى أمهات المؤمنين بامتياز، وأرجو أن لا يضير البعضَ إشارتُنا إلى امتيازها، فقد كانت على درجة عالية من الامتياز، إلا أن التاريخ ظلمها كثيراً، حتى من قبلنا نحنُ مع شديد الأسف.

من هي أم سلمة:

كانت أم سلمة امرأة جليلة، في منتهى الجلال والكمال، أسلمت في مكة مع زوجها، وأراد الخروج من مكة، فتدخلت القبيلتان من طرف الزوجين، وكان بينهما وليد هو سلمة، وأخذت القبيلتان في شدٍّ وردّ حتى اختلعت كتف سلمة. وانتقل الزوجان إلى المدينة، واستشهد زوجها في إحدى الوقائع مع النبي (ص). وكان سيناريو زواجها عجيباً، لا يقل في عظمة مقدماته عما حصل لخديجة (ع) وسوف أسلط الضوء عليه في المناسبات القادمة إن شاء الله تعالى. ويدلل على جلالتها وعلوِّ كعبها وعظمة شأنها، أنها الراوية لثلاثة من أهم الأحاديث في مدرسة النبوة:

الأول حديث الغدير: فقد روت أنها سمعت النبي (ص) يقول في حجة الوداع: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»([10]). وأحاديث أخرى مشابهة في فضائل علي (ع).

ويذكر الترمذي حديثاً آخر له مجموعة من الطرق تنتهي للمساور الحميري عن أمه قالت: دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول: كان رسول الله (ص) يقول: «لا يحبُّ علياً منافق، ولا يبغضه مؤمن»([11]).

أما الحديث الثاني فيذكره ابن داود في سننه عن سعيد بن المسيب، وهو قامة من القامات، وكبير عند قومه، عن أم سلمة أنها قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: «المهدي من عترتي، من ولد فاطمة»([12]). أي أن أم سلمة تروي أساس الإمامة الأول في علي (ع) وختام الإمامة في الخلف الهادي المهدي من آل محمد (ص).

والحديث الثالث يرويه الترمذي أيضاً، وهو حديث الكساء([13]) المتنازع عليه لدى من لا يجدون لهم شغلاً سوى حلب النمل. كما أخرجه بطرق عدة، الإمام أحمد بن حنبل في مسنده([14])، وهو الإمام عند قومه أيضاً، فالأئمة اثنا عشر فقط، أما الآخرون فلا يشملهم لفظ الإمام إلا من جهة اللغة فقط، كإمام الجماعة وغيره.

 

إننا اليوم في مرحلة حساسة حرجة تحتاج منا إلى الكثير من الدقة والحذر، ولدينا قدوة، فنحن لا نستجدي القدوة من هنا أو هناك، فقدوتنا محصورة في الأربعة عشر معصوماً، لأنهم يمثلون العصمة وعدم الزلل والخطأ في قول ولا فعل. إلا أننا لا نستطيع أن نشخص ما وردنا عنهم على نحو الدقة والتحقيق، إنما أوكل الأمر للعلماء وأهل الذكر، ومراجع التقليد هم أصحاب الاختصاص الذين نرجع إليهم، أما الحشد والخبط العشوائي في الروايات الذي نشاهده اليوم على شاشات بعض المحطات، فلا يرفع من مقام أهل البيت (ع) لأن مقامهم لا يخطر على ذهن بشر، بل لا يعرفه سوى من أوجدهم.

فعلينا أن نحذر في استعراض الروايات حتى في الحسينيات والمساجد، بحيث يكون لدينا الرصيد الكافي في إثباتها عندما نُسأل عنها، وهذا ركن ركين لا بد أن نعتمد عليه، فالحديث اليوم ليس في دائرة ضيقة، والمطلوب أن يكون المرء مسؤولاً عن كلامه، كي لا يسافر بالطائفة إلى مواطن حذَّر الأئمةُ (ع) من الولوج فيها.

نسأله تعالى أنت يوفقنا وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.