نص خطبة: الإمام الصادق عليه السلام في مواجهة الغلاة

نص خطبة: الإمام الصادق عليه السلام في مواجهة الغلاة

عدد الزوار: 708

2013-06-24

قال الإمام علي (ع) في الخطبة الثانية من نهج البلاغة الخالد، الذي لم يجاره أحد في سبكه وبنائه: «لا يُقاس بآل محمد (ص) من هذه الأمة أحد، ولا يُسوَّى بهم من جرت نعمتُهم عليه أبداً، هم أساس الدين، وعمادُ اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة»([1]).

استعرضنا فيما مضى من الخطب، بعضاً من أبعاد مدرسة الإمام الصادق (ع)، وفي البعد الأخير من مدرسته استعرضنا مجموعة من الروافد التي أعطت لهذه المدرسة ثباتاً واستقراراً وديمومةً وحركةً في وسط الأمة. وفي هذه الخطبة نكمل ما بدأناه هناك في الإشارة إلى أبرز الأبعاد في مدرسته:

10 ـ انفتاح المدرسة الجعفرية على بقية المدارس المصاحبة لها:

فمما لا شك فيه أن هذا الدور الهام يقضّ مضاجع مجاميع عديدة في أكثر من مكان، لذا حاول ولاة تلك الأيام أن يصطنعوا أمام هذه المدرسة مجموعة من العقبات والكوابح، فانتشرت المدارس المتقاطعة مع مدرسة الحق لأهل بيت النبوة، وليس أهل السنة هم المعنيون بذلك بقدر ما للكلمة من انبساط على مواطن عديدة، ليست مجاميع من الشيعة بمنأىً عنها، إذا ما أخذنا مفردة الشيعة والتشيع في مشربها الواسع، أما إذا حصرناها في ما عناه النبي الأعظم (ص) بقوله لعلي (ع): «أنت وشيعتك تردون عليّ الحوض رواءً مرويين مبيضة وجوهكم، وإن عدوك يردون عليّ ظماءً مقمحين»([2])، وقوله (ص): «أنت وشيعتك في الجنة»([3]) فسوف يكون للمصداق تحديده، ولا أفضل ولا أصدق ولا أدق في التحديد من محمد وآل محمد (ص).

فهناك الزنادقة، والغلاة، والمعتزلة، ومدرسة الحديث السلبي، فهذه أربع عقبات أريد لها أن تقف حائلاً دون انتشار مدرسة أهل البيت (ع) في الفترة التي عاشها الإمام الصادق (ع).

الغلو في الميزان الشرعي: 

فالغلو مفهوم واسع فضفاض، لا يمكن أن يُحدد مفهومه إلا بناء على مقتضيات مدرسة بعينها، لذلك جاءت التعاريف منتزعة بناء على ما لتلك المدارس من قواعد وأسس.

وبناءً على ذلك، فإن التعريف بلحاظ ما أُسست عليه تلك المدرسة، يكون تاماً ومفهوماً، ولكن يأتي عليه النقض والإبرام من المدارس الأخرى التي لا تنسجم مع المدرسة المعنية من حيث القواعد والأسس. لذا بقي هذا المفهوم سيّالاً، له القدرة أن يسري في أكثر من موطن وموطن. ومن هنا تاجر به الكثيرون، من علماء وحكام وسلاطين، وأرباب فكر هنا وهناك، بل تاجر به أناسٌ لا حظّ لهم ولا نصيب إلا  إثارة المشاكل والفتن في أكثر من موقع وموقع، لا لشيء إلا لأنه لا يروق لهم أن تنسجم الأمة وتسير في مسار صحيح، باتجاه هدف صحيح، رسم معالمه الأصيلة محمد وآل محمد (ص).

فالغلو في التعريف العام: هو الزيادة على ما حدَّه الشرع والدين كما جاء في الكتاب المنزل، أو ما جاء على لسان النبي المرسل، أو بناءً على ما جاء عن مدرسة أهل البيت (ع) وصدر عنهم بطريق معتبر.

وبناء على أن مفهوم الغلو سيّال واسع، له القدرة أن يجري في أي مكان أريد له أن يجري فيه، وأن يُنتفع به في ضرب أطرافٍ، وتصفية أشخاص، والإجهاز على مدراس، فقد أضحى من أكثر المفاهيم سهولة في استخدامه بيد من يريد أن يعسف في المفاهيم ويجرها لصالحه، وهو ما لا يتعذر على جاهل، ناهيك عن عالم.

وقد تنبّه أهل البيت (ع) لهذا المسلك منذ اليوم الأول، فقد اجتاز أمير المؤمنين (ع) يوماً من الأيام على قوم افترشوا الأرض يأكلون ويشربون في شهر رمضان، فقال لهم: أولستم في شهر الله؟ قالوا: بلى. قال: أوما علمتم أن الصيام فيه واجب؟ قالوا: بلى. قال: فما يمنعكم أن تمتثلوا أمر ربكم؟ قالوا: أنت؟ قال: معاذ الله أن أقول بمثل هذا ونحوه، قالوا: ليس حيث ذهبت، قال: وما وراء ذلك؟ قالوا: أنت أنت. فقال: ارجعوا إلى حيث أمر الله ورسوله، وإلا أوريت عليكم الأخدود ناراً، فقالوا: إن من يحرق بالنار هو الله، وإنا نشهد أنك أنت الله.

وبعد أن انتزع منهم ذلك التقرير، نزل عن راحلته، وعفر خديه بالتراب وقال: ما أنا إلا عبد من عبيد الله، إن أطاع أثيب وإن عصى عوقب. ثم أمر لهم بأخدود، وأضرم فيه النار، ثم استتابهم فلم يتوبوا، فأمر بقتلهم، ورمى جثثهم في النار([4]).

فهو أول من حارب فكر الغلو، لأنه مروق من الدين، وكفر بواح. إلا أن هذه الحركة لم تُستأصل شأفتها، إنما أخذت مساراً، وتم احتضانها من أرباب القرار في مسيرة التاريخ.

الإمام الصادق (ع) في مواجهة الغلاة:

والإمام الصادق (ع) واجه هذا الفكر أيضاً. وكان ذلك من العوامل التي ساعدت على تقليل أهميته والإجهاز عليه في الأعم الأغلب، مع وجود بعض الفرق التي ليست من التشيع في شيء، ولا علاقة لها بالتشيع الصحيح الذي وصلنا عبر الطرق المعتبرة عنهم (ع) فليس هناك شيعي واحد يؤلِّه علياً (ع) أو أحداً من آل علي (ع) بالمطلق، نعم، هنالك تفاوت في قراءة المقامات والمراتب التي رتّبهم الله سبحانه وتعالى فيها.

فلم يكتب لحركة الغلو البقاء بفضل الجهود التي بذلها الإمام الصادق (ع) مبكراً، حيث شخّص خطورة الموقف منذ الوهلة الأولى، لذلك سهل التعامل مع أتباع هذه المدرسة.

وكانت تلك المواجهة تتلخص باللعن والبراءة منهم على لسان الإمام الصادق (ع). فمن ذلك قوله (ع): «لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق القرآن أو السنة، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله، دسَّ في كتاب (كتب) أصحاب أبي أحاديث لم يحدِّث بها أبي. فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله»([5]).

فقد يؤتى أحياناً بحديث في بعض المجالس، فيه كرامات ومعاجز لم ينزل بها الله تعالى من سلطان، ولكن تجد التفاعل واستغلال الجانب العاطفي والحب والولاء، فترتفع الأصوات بالصلوات غير الموظَّفة بشكل صحيح، فنحن نريد الصلوات على محمد وآل محمد (ص) وهي أثقل ما يوضع في الميزان، ولكن عن وعي، وموظَّفة في اتجاهها الصحيح، عندئذٍ نرفع الأصوات بالصلاة عليهم (ع).

فالمغيرة بن سعيد رجل ملعون صراحة على لسان الإمام الصادق (ع) لأنه كان يعمد إلى بعض الكتب التي كتبها أحد أصحاب الأئمة (ع) فيدس فيها، ليقال: إن ذلك الصحابي الجليل، الذي تربى على يد المعصوم، وأودعه الإمام مجموعة من الأسرار، وهو مورد ثقة واطمئنان عند الناس، هو الذي روى تلك الأحاديث.

إن لدينا أربعمائة أصل، وهي أمهات الكتب التي حوت مرويات مدرسة أهل البيت (ع) وقد رواها الثقات عنهم، ولكن حتى هذه الأصول لم تسلم من الدسّ، ولعل من لطف الله أن مجموعة من تلك الأصول لا عين لها اليوم ولا أثر.

ولا بد من ملاحظة أن الإمام (ع) بقوله: اتقوا الله، يخاطبنا نحن من جهة، ويخاطب الملأ العام من جهة أخرى، بأن لا يحمِّلوا أهل البيت (ع) أمراً لم يقولوا به ولم يحدثوا. كما أنه يخاطبنا أن نعتمد البصيرة وليس البصر، فهناك من يمتلك مكتبة كبيرة، إلا أنه يقرأ من خلال العناوين، أو ما هو محشوٌّ في السطور، وهذه قراءة بصر وعين ناظرة، أما القراءة بالبصيرة، والتمعن، والتدبر، واستنطاق النص، والغوص في أعماقه، وسبر أغوار معطيات المفردات، هو المهم، وهذا خطابٌ لنا خاصة.

إننا نسير بهديهم ونعتقد بولائهم، وزادنا الأول والأخير محبتهم، ولكن لا بد أن تكون ملكة الوعي هي سيدة الموقف، فأئمتنا لا يرضون لأحد أن يتعالى على أحد، فنحن جميعاً من آدم، وآدم من تراب، وقد خلقنا جميعاً سواسية، والنهاية إلى التراب، فإن كانت هناك مزايدة أو تفاضل فهو بالتقوى والورع وحفظ حقوق الناس وحقوق الله، أما أن يكون هذا ابن فلان وذاك ابن فلان، أو هذا من تلك القبيلة وهذا من تلك، فهي من ثقافة البداة قبل قرون طويلة، وليس من منطق القرآن الكريم وأهل البيت (ع) وليس مما جاء به النبي الأكرم (ص) قبل قرون. يقول تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ([6]). فالتقوى هي الميزان.

وبالعودة إلى موضوع الغلو نقول: إن من محاسن القدر أن قضية الغلو حدثت في بداياتها في الكوفة، والكوفة من الناحية الرسمية والعسكرية والإعلامية أُموية الاتجاه، لكنها في نفوس الناس علوية الهوى والاتجاه، والمصالح كانت تعصف بالمجتمع، فهناك من هم أتباع كل ناعق، يميلون حيث مالت الريح، ويصطفون خلف الغالب، بل إنَّ الأمة إلى يومنا هذا لم تنتزع درساً من الكوفة في تلك المرحلة، لتصحح من مسيرتها، لذا ترى أن الجماعة في العراق اليوم تدفع ضريبة عدم حسن القراءة والتوقف عند المناطق التي تم التوقف فيها، وهناك إدارة ظهرٍ كاملة للتاريخ، لا يشعر فيها الفرد إلا حين يُسحب البساط من قدميه.

فكانت الكوفة هي المساحة الأولى التي تحرَّك فيها أتباع هذا الاتجاه. وقد دخل الغلاة لعامة الناس من خلال منافذ يركن الناس إليها، فقد تلبَّسوا مثلاً بلباس العبادة، فصاروا في بداية المشوار يكثرون من الصلاة والصوم وتلاوة القرآن، ثم تحولوا من هذا المربع إلى مربع آخر، وهو التمظهر بخدمة الناس ورفع عَوَز المحتاجين، ورفع الكلف والمشقة عن كاهل الناس، وساروا في هذا المسار لفترة من الزمن.

وكان الكثير من السذّج في هذه الأمة يطربهم المسار الأول في التمظهر بالعبادة، لذلك نبه القرآن الكريم منذ اليوم الأول، حيث وقف أحدهم على جمعٍ في مكان ما، ووجد الصلاة قائمة، والناس في ركوع وسجود وتذلل وخشوع، فأخذه المشهد، ثم راح يحدث نفسه قائلاً: أمثل هؤلاء يدخلون النار؟

وقد أخذ أمير المؤمنين (ع) بيد واحد من هؤلاء، أصحاب المسار المعوجّ والقراءات النِّصفية، حين انتهت معركة النهروان، واجتاز على آخر صريع، وكان ملقىً على وجهه، فقلبه الإمام على ظهره ثم قال لمن معه: انظر إلى وجه الرجل، فنظر وتأمله، فإذا به صاحبه بالأمس، ممن كان يؤم الجماعة، والثفنات في جبهته!. لكن النهاية أنه قتل بسيف الله تعالى ومحمد (ص) وعلي (ع).

من هنا سار الغلاة بهذا الاتجاه ذي الطابع الديني، والمسحة القدسية، التي يحذر منها إمام الأمة رضوان الله تعالى عليه فيقول: إياكم والمتقدسين باسم الدين. وهذا الخطاب لم يخاطب به شرائح بسيطة من الناس، إنما هو خطاب موجَّه للحوزة العلمية ورجال الدين، في الثالث عشر من شهر رجب، بمناسبة مولد مولى المتقين أمير المؤمينن (ع).

فهؤلاء الغلاة تلبسوا بالدين، وتمظهروا بالعبادة، فشذّ بهم المسار بعيداً وأخذهم باتجاهات غير محمودة.

فالاتجاه الأول الذي ساروا فيه أنهم قالوا بتلبيس الروح بالجسد، أي الكيان الروحي بالكيان الجسماني، وضربوا على ذلك أمثلة ليصلوا إلى الهدف الذي يرغبون فيه، فقالوا: إن جبريل يمكن أن يظهر على شكل أعرابيٍّ من الأعراب، إذا كان المسار خيراً. أما في جانب الشر فإن إبليس هو الذي يتصور بصورة الإنسان.

ومن مثيلات ذلك التشبيه أو التلبس، ما نراه اليوم من الدعوات المهدوية هنا أو هناك، وادعاء البعض أنه يرى الإمام بصورة الأعرابي. وهناك دعاوى جديدة بدأت تظهر اليوم تأخذ أشكالاً أخرى، تبدأ بمظاهر الصلاح وصلاة الليل([7])، ثم تنتهى إلى ما لا يلائم الدين والمذهب الحق. 

ومما قاله الغلاة: إن الله تعالى يمكن أن يظهر بصورة النبي (ص)، ثم بحثوا عن نسخة أخرى من النبي (ص) فلم يجدوا إلا علياً (ع) ثم جاؤوا للمعصومين واحداً بعد الآخر. ومن هنا قالوا: إن الله تعالى إذا أراد أن يشرق على عباده تمثل في صورة واحد منهم.

هذه هي مدرسة الغلو، لا أنّ من أحبّ أهل البيت (ع) سُمِّي مغالياً. فضابطة الغلو هي تلك الاعتقادات التي أوردناها، ومنها تجلي الرب في واحد من الأئمة (ع). فهل سمعتم يوماً أن إخواننا وأعزاءنا وأحباءنا من جماعة (المولى) يقولون: إن الله تعالى تجلى في محمد (ص) أو علي (ع) أو أحد الأئمة الأطهار (ع)؟ فلم التجني عليهم والتشكيك في صلواتهم وعباداتهم؟ ولم الكذب والتدليس على المرجعية في النجف وقم، لتعطي فتاوى تغرق السفينة في الوحل؟

أضف إلى ذلك أننا لن نقبل من المرجعيات أن تنساق وراء تشخيصات من أشخاص عليهم أكثر من علامة استفهام:

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة        وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ

والله إن العلماء لأكثر إشغالاً لمساحات الخطر يوم القيامة من غيرهم، وهذا منطق القرآن وروايات أهل البيت (ع) وليس من كلامي. يقول تعالى: ﴿وَقِفُوْهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُوْلُوْنَ([8])، وهذا لكل امرئٍ بحسبه، فليس من المعقول أن يساوى في ذلك الجاهل مع العالم يوم القيامة، أو أن يحاسب الجاهل ويترك العالم، ممن يتجاوز حدود الله تعالى.

لذا أقول بكل وضوح وصراحة: اتقوا الله تعالى في هذا المجتمع، ويكفينا ضياعاً وتمزقاً وتحطيماً للشخصيات، ومحاربة للذوات. فقد وصل بنا الحال إلى مستوى أن تُعقد جلسات الفرح لتوقيف برنامج السيد كمال الحيدري، فإلى أين نحن ذاهبون؟ فبدل أن يفرح غيركم ممن تضرر من هذا البرنامج، ويزف التهاني، تفرحون أنتم بذلك وترسلون التهاني والتبريكات لبعضكم؟! أهذا هو الإنصاف والضمير؟! إذا كان هذا هو المراد، فعلينا أن ننتظر ما هو الأسوأ، وأقول بضرس قاطع: والله ثلاثاً، لولا أن الحكومة متماسكة، وقوات الداخلية والأمن تمسك بزمام الأمور، لسال الدم ما بين الأخوين.

إذن، علينا أن ننتبه لما يراد بنا، فالأمر جد خطير.

وأختم كلامي بحديث للإمام الرضا (ع) حيث يقول: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى تكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليه، فأما السنة من ربه فكتمان سره([9])، قال الله عز وجل: ﴿عَالِمُ الغَيْبِ‏ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدَاً إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُوْلٍ‏﴾([10]). وأما السنة من نبيه فمداراة الناس([11])، فإنَّ الله‏ عز وجل أمر نبيه (ص) بمداراة الناس، فقال:‏ ﴿خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ‏﴾([12]). وأما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء»([13]).

وخلاصة الأمر: أن الإمام الصادق (ع) أريد له أن ينشغل بالغلاة وغيرهم، إلا أنه استطاع أن يطوقهم، ثم قضى على مسيرتهم وانتهى وجودهم منذ ذلك اليوم.

كما أنه قضى على الزندقة، وهي فكرة زرعتها الدولة العباسية، وأجهز عليها بردود واضحة بينة، ثم واصل الإمام الرضا (ع) ما بدأه جده في صراعه مع هذا التيار وما تبقى من فلوله.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من الحريصين على أيتام آل محمد (ص) المحافظين على موروث آل محمد (ص) المنفعلين مع ذكرياتهم، كما خطّوه هم لا كما نشتهي نحن ونريد.

وفقنا الله وإياكم لكل خير، والحمد لله رب العالمين.