نص خطبة: الأكبر رمز الشباب الرسالي وقدوة يحتذى بها

نص خطبة: الأكبر رمز الشباب الرسالي وقدوة يحتذى بها

عدد الزوار: 577

2013-06-26

الأكبر (ع) وريث النبوة والإمامة:

قال الإمام الحسين (ع): «اللهم اشهد على هؤلاء القوم، فإنه قد برز إليهم أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً بنبيك محمد (ص)».

بارك الله لنا ولكم ذكرى ميلاد علي الأكبر (ع) الشهيد الخالد، ورمز الشباب الرسالي، وقدوة الشباب المؤمن الملتزم. فالأكبر (ع) هو الشهيد والشاهد على الأمة، نمته أصول عائلية ضاربة في العمق كرماً وأدباً وأخلاقاً. فعن طريق الأب، وهو السبط الثاني (ع) يشخص بيت هاشم، سادات العرب على الإطلاق، وهم البيت الذي اصطفاه الله تعالى من بين بيوتات العرب، ليكون الرسول الخاتم للرسالات من هذا البيت، وهو النبي الأعظم محمد (ص).

فالبيوتات عند العرب يعلو مجدها، ويرتفع صيتها، وترفّ رايتها، إذا ما برز بين جنباتها رجل يحمل شطراً من صفات الكمال، كالشجاعة منفردة، أو الكرم منفرداً، أو الحكمة، أو ما إلى ذلك من الصفات، فكيف إذا كان البيت يمتاز بعناصر متعددة، في ذوات متعددة؟ وإن كان الأصل فيها واحداً، بمعنى أن أولهم محمد، وأوسطهم محمد، وآخرهم محمد، بل كلهم محمد.

يقول الشاعر:

قالوا أبو الصقر من شيبان قلت لهم
كلا   لعمري   ولكن   منه  شيبانُ
فكم  أبٍ  قد  علا بابنٍ ذرى شرفٍ
كما   عـلا   برسول   الله عدنـان

فلا غرابة أن يكون علي الأكبر، هو الكيان المصغر، الحاكي عن ذلك الكيان الأكبر لذات النبي محمد (ص).

أما عن طريق الأم، فأمه من ثقيف، وهي واحدة من القبائل العربية التي حظيت بموقع متقدم بين القبائل، فإذا ما عدت القبائل العربية قيل: إن من سرواتها ثقيف. وقد برزت منها شخصيات عرفت بالعلم والأدب، كما أن لهم اليد الطولى في الحكمة، في فضّ الخلافات بين المتنازعين في جزيرة العرب، بل رأى البعض أن الحق أن تكون الرسالة فيهم، وعلى رجل منهم، لو كانت الحسابات طبيعية، لا دخل للسماء فيها.

والخصائص والشمائل التي يتمتع بها الوليد إذا ما تلاحقت الأصول المميزة فيهما، لا بدَّ أن تكون شاخصة وبارزة، ولها طابع الامتياز الذي يضفي على تلك الذات لوناً من التفرد.

ففي مشهد كربلاء ذوات متعددة، وشخصيات مميزة، وعطاءٌ بلا حد، ولكننا نقرأ مفردة الفتى الأكبر، وهو يوازن بين حالة العاطفة وحالة الواقع، ويمزج بينهما ليخلص إلى نتيجة على أساس منها يحظى بالتقدم خطوات في الطريق إلى المطلق على حساب أقرانه في ساحة كربلاء.

وقد اقتبس الأكبر تلك الخصائص من أكثر من شخصية في ذلك البيت المحمدي الرفيع الشأن، فمن النبي (ص) أخذ ما نص عليه المعصوم (ع) أنه كان أشبه الناس به خلقاً وخلقاً ومنطقاً.

ومن علي (ع) أخذ الشجاعة، وشجاعة علي (ع) مشهورة، فلم تحنِ اليهودية رأسها عبر التأريخ إلا تحت ضربات سيف علي (ع) وما دخل في الإسلام من دخل منهم إلا خوفاً من سيفه، لذلك أداروا عليه الدوائر، حتى استطاعوا في نهاية المطاف أن يتخلصوا من شخصه، إذ لم يقتل علي (ع) بسيف شيعته كما قد يتوهم بعض أبناء الفرق الأخرى، وربما واكبهم ووافقهم على ذلك جمعٌ منّا، من الطفيليين على ساحة التاريخ. فعلي (ع) تمت تصفيته وفق مخطط يهودي محكم، وإن كانت الأيادي المنفذة ممن ينطبق عليها عنوان الإسلام، ممن قالوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

أما من الإمام الحسن (ع) فقد أخذ الحكمة، وقد كان الإمام الحسن (ع) مجمع صفات، إلا أن صفة الحكمة في المشروع الحسني لا زالت مغيبة، حال أننا اليوم في مسيس الحاجة أن نرجع مع التاريخ قليلاً لنستفيد من مفردة مدها الإمام الحسن (ع) بنور الإمامة، ألا وهي الحكمة، التي تعني فيما تعنيه: وضع الشيء في موضعه. فلو جرد الإمام الحسن (ع) سيفه لكان ذلك من مقتضى الحكمة، وهي حكمة المعصوم، ولو أنه دخل في الصلح ـ أو الهدنة على ما هو المختار عندي ـ فذلك في دائرة الحكمة، لأنها صدرت عن المعصوم، والأيام دول، وحلقات متشابكة أو مترابطة، فالزمن يأخذ نصيبه، والمكان يأخذ نصيبه، وكذلك الأفراد، وللقضايا إسقاطاتها، ولكن يبقى في نهاية المطاف، أن الحكيم هو من يتعامل مع الظروف بما يستوجب أن يضع الشيء في موضعه، بعيداً عن الشحن العاطفي، والاندفاع غير المقنن، كما أنه في الجهة الأخرى لا ينبغي أن يرفع يده عن قضية تحمل صفة الحق، إنما عليه أن يطالب بها مهما كلفه ذلك من ثمن، ولكن بالحكمة والوعي والاستنارة بآراء كبار القوم، الذين لم تخلُ منهم يوماً من الأيام مساحة.

أما من أبيه الإمام الحسين (ع) فقد أخذ الصبر، حيث وطّن نفسه على ذلك. فقد طرحت أمام الشهيد علي الأكبر، الكثير من المغريات، رغبة منهم في إحداث شرخ بينه وبين الإمام المفترض الطاعة، حيث تحركوا بناءً على جهل منهم، فظنوا أن الرابطة هي رابطة الأبوة والبنوة، وما دروا أن وراء ذلك رباطاً أكثر قدسية، ألا وهو رباط الإمامة الحقة لآل محمد (ص).

وأما من العباس (ع) فالأكبر شبيه العباس، قمرٌ أشرق في كربلاء، ولا زال يشع على الإنسانية التي تعرف قدر الشهادة وشأنها وقيمتها، خصوصاً إذا ما صدرت من بيت لا تحركه العواطف بقدر ما يحركه التكليف. لذا فإن الأمة بجميع تشقيقاتها المذهبية، عندما تقدس محمداً وآل محمد فإنما تقدس الحق والحقيقة، فلا حق ولا حقيقة إلا فيما تشخص في محمد وآل محمد (ص). كما أخذ من عمه العباس عنوان التضحية، وهو بها جدير.

وأما الخصائص الذاتية فالعلم، ويكفي أنه عرف إمام زمانه. ثم الشجاعة، وهي التي قرأ فيها أصحاب المعسكر الآخر أن علياً (ع) قد بعث من قبره، وهو من يتنقل بين الصفوف، ويخطف الرؤوس يميناً وشمالاً، وحسبك بذلك شجاعة.

وأما من حيث الفداء، فيكفي أنه تقدم الأنصار وأهل البيت، ليجعل من نفسه قرباناً أول بين يدي سبط الرسول الأعظم محمد (ص).

وبعد هذا أيها الأحبة، إن الأكبر قدوتنا، لا سيما الطبقة الشابة، الذين يمثلون العمود الفقري في حياة الأمة وحراكها وتطورها وتنورها وحسن قراءتها.

أيها الشباب: تُعقد عليكم اليوم الكثير من الآمال، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكحل الأنظار بالنظر إلى وجه الخلف الباقي من آل محمد (ص).

لم يكن الأكبر معصوماً، لكنه استطاع أن ينسج لنفسه عنواناً يقترب فيه من مساحة العصمة، وهنا تبدو أمارات الجلالة والعظمة في شخصية هذا الشاب الرسالي المضحي. فما أحرانا أن نمتثل دوره ونسير على نهجه، ونأخذ مما أفرغ.

حوزة الأحساء:

وبالعودة إلى موضوع الحوزة نقول: كانت الأحساء قبلة أنظار العلماء من الفريقين في القديم، فماذا حلّ بها وبأهلها حتى باتت تغادر ولا يغادَر إليها، وتفد على الغير ولا يفد الغير عليها؟

وعلينا هنا أن نقرأ المشهد قراءة قريبة بتأنٍّ ووضوح، وأن نضع النقاط على الحروف، لنصل في نهاية المطاف لمعالجة وضعٍ ما، لنكون ـ على الأقل ـ ممن سعى في إثارة موضوع من الأهمية بمكان.

ففي يوم من الأيام كانت الأحساء تمثل محورية هامة في أقصى درجات الأهمية عند أتباع المدرستين. أما المدرسة السنيّة، بكل ألوان الطيف في مذاهبها، فقد كان لها حضور وحراك وبصمة واضحة وبينة، ومنذ قرون متقدمة. نعم، تقدم مذهبٌ على حساب المذهب الآخر جراء تبدل الأنظمة التي تحكم المنطقة، فعندما يأتي حاكم ينتمي إلى مذهب ما، فلا شك أن المذهب الذي يركن إليه الحاكم يجد الحظوة الكبرى، فتمتد مدارسه، وتذهب آراؤه في أطراف الدنيا.

لقد كانت أبعاد هذه المدرسة وآفاقها كبيرة، ففي العلم، بكل أنواعه وأغراضه، كانت مدارس العامة منتشرة، لا سيما في مدينة الهفوف، ولا يعني ذلك عدم وجود مدرسة في مدينة المبرز، ففي هذه المدينة كان لبعض العلماء من بعض العوائل الكريمة الموجودة اليوم قدم ثابتة وراسخة، ولعلّي أستعرضها إذا ما وجدت حاجة إلى ذلك في يومٍ ما، وهي قبائل نعتز بها، بغض النظر عن الحد المذهبي.

وما دمت في هذه المساحة أقول: إن ثقتنا أكبر بكثير مما يتصور البعض، أن القيادة قادرة على أن تسير بهذا الشعب الطيب المبارك في أهله إلى ساحل النجاة، ومهما حاول المغرضون، وترصّد العابثون، سوف تبقى هذه البلاد كما كانت في السابق قلباً واحداً، لا يزحزحها عن موقعها النزوات والرغبات التي تتحرك في بعض الذوات المنحطة.

نحن نعيش في وطن، وهو أكبر من المذهبية، ونعيش أخوّة، والإسلام أسس للأخوّة، ونعيش محبة، وانبعاث المحبة وانبثاقها ومركزيتها في قلب النبي الأعظم محمد (ص).

قد يتصور البعض أننا سوف نقدم على المجهول، أقول: إن هؤلاء أتباع قراءة ناقصة، لسببين: الأول أن الثقة كبيرة جداً أن عين الخلف الباقي من آل محمد (ص) تلحظنا في كل آن. والثاني ثقتنا أن من يلي الأمر يهمه من الأمر أكثر مما نتصور. فنسأل الله تعالى أن يجعل هذا الوطن يعيش أمناً وأماناً وأخوّةً ومحبةً يحسده عليها الغير.

فعندما كانت القلوب على بعضها، وكان كل طرف منفتحاً على الطرف الآخر، وكانت لغة السب والشتائم والترصد بعيدة عن المشهد، كان العلم بكل أنواعه وأغراضه.

كما كان للأدب يد، بكل أدواره وتجلياته، وكان للأدباء يد طويلة عريضة في ذلك. ثم هنالك فن الصناعة والطبيعيات بكل إبداعه الإنساني، من العمارة إلى الطب إلى الزراعة إلى غيرها.

كانت الأحساء ولوداً، وكانت موطن إشعاع، تمثل قبلة لمن أراد أن يتوجه إليها.

وهنا أقول: لنمنح تاريخ هذه المنطقة قليلاً من الوقت، لنقلب الوريقات التي منّ بها علينا الزمن، وهي تحمل عبقنا، عبق الآباء والأجداد، الذي نرجو أن لا يقصر الأبناء أن يقتربوا منه، ويتنشقوا رحيقه، لتصفو الأنفس.

أيها الأحبة: حيث إن العلماء يفترض أن يكونوا هم الصفوة بين أبناء الأمة، يقع بينهم ما يقع، والقليل القليل من سلوكهم الذي عليه علامة الاستفهام يأخذ أبعاداً أكثر مما ينبغي، مما يولد حالة من المتابعة الدقيقة لكل أقوالهم وأفعالهم. من هنا بدأ الخلل وطويت صفحة واحدة من أهم مدارس العلم والإبداع قبل ثلاثة قرون.

لماذا الإخفاق والتراجع؟

وليس العالم وحده ربما يقع فيما يقع فيه، إنما هو كغيره من الناس. وهناك أسباب عديدة لذلك، منها:

1 ـ غياب عنصر الحكمة في العالم، شأنه في ذلك شأن سائر الناس، فكما أن الناس يخطئون، فكذلك رجل الدين. اللهم إلا في اختلاف المواقع، إذ تختلف بين هؤلاء وهؤلاء. فنحن مثلاً نُصدَم أو نستغرب، أو لا نصدِّق أن رجل الدين يكون في مكانٍ ما، إلا أننا لا نستغرب مثلاً أن يكذب، أو يعيش حالة من الحسد، أو يدخل في قضايا نتائجها عكسية، باعتبار أن هذه القضايا تتوافق معه. في حين أن الكذب في رجل الدين موجب لسقوط العدالة وعدم الائتمام به وغير ذلك من اللوازم.

من هنا تجد أن البعض عندما يصف بعض السلوكيات، كالاستمناء مثلاً ـ بالمصطلح الشرعي ـ يعبر عنها بالعادة السرية، في حين أن أكثر الجرائم اليوم تلبس ثوب السرية، إلا في المجتمعات المنحلة المنحطة، وهذا ما نخشاه أيضاً، بأن تنقلب الصورة، لأن الحديث الشريف يقول: «حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه معهم»([1]). فلم يعد المسلم قدوة للمسلم في مجتمعاتنا، إنما استبدله بالسيئ مع شديد الأسف، وعدم وجود ملكة العصمة تفتح الباب على الجميع. لكن عندما يرتكب رجل الدين الخطيئة تسلط عليه الأضواء بشكل أكبر، حتى يحاصر، ثم يذهب الجمل بما حمل.

2 ـ غياب جانب البصيرة: فلا يعني كونه رجل دين أن يدرك جميع حيثيات الأمر. والبصيرة تحضر وتغيب، وحيث إنها كذلك فلا نستغرب أن يكون رجل الدين عرضة للسقوط، فربما يسقط في خطيئة أو موبقة أو واحدة من المشاكل.

من هنا نجد أن الحديث الشريف لا يستبعد أن يكون العالم عرضة الخطأ حيث يقول: «زلة العالم تفسد العوالم»([2]). فالخطيئة ممكنة بحق الجميع، خلا المعصومين (ع).

3 ـ سقوط مساحة الجهاد الأكبر، وهو جهاد النفس: فعندما يفتي المفتي في أي مكان كان، أو يتصدى رجل الدين للفتوى في أي مكان، لاستباحة دم من يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فمما لا شك فيه أنه لم يجاهد نفسه طرفة عين أبداً؛ لأنه لو جاهدها لكانت دافعة لنوازع السوء في داخله، لأن أقسى ما يستوقف عليه المرء يوم القيامة هو النفس.

وربما يطرح هذا السؤال: لماذا الكلام في هذا الشأن عن رجال الدين؟ الجواب: لأنهم يفترض أن يكونوا صفوة الأمة، وأن لا يخطئوا، لكن الخطأ قرين الإنسان، والإشكالية أن لا يصحح المرء خطأه، ويدير ظهره لما وقع منه من خطأ.

ولا بد هنا أن نشير بوضوح إلى أن البعض يترصد لرجال الدين مع شديد الأسف، بل إن هذا البعض يرغب في نفسه أن يقع ما يقع من رجال الدين، ويسعى أن تشتعل النار بين أتباع الجماعة الواحدة، فلا يشعر بالارتياح وهو يرى اثنين من رجال الدين يسيرون مع بعضهم. أما إذا رأى أن أحد رجال الدين زار قريناً له، فكأن قنبلة هيروشيما فُجرت في داخله. في حين أن النظرية الإسلامية فيها البنود المتينة التي تحث على التقريب بين أعضاء الكيان الإسلامي، والتأليف بين القلوب. 

كل ذلك يرجع إلى مصيبة واحدة، وهي الخلط بالمفاهيم بين المنافسة والحسد، فكثيراً ما تحصل المنافسة بين رجال الدين، وهي أمر مشروع، بل إن القرآن الكريم أسس للمنافسة حيث قال: ﴿وَفِيْ ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المتَنَافِسُوْنَ([3]). إلا أن المنافسة تتدرج قليلاً قليلاً في نفوسنا فتتحول إلى حسد، وهو تمني زوال نعمة الغير، فهل يمكن أن نتصور ذلك في حق رجال الدين؟ الجواب: نعم، بل إن هناك بعض الروايات التي تنص على ذلك، منها ما عن أمير المؤمنين (ع): «إن الله يعذب الستة بالستة: العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والأمراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل»([4]).

أما المنافسة فهي على العكس من ذلك، إذ تعني السعي للوصول للأكمل الموجود عند الغير، بأن يبذل أحدنا جهداً في سبيل اللحاق بالغير أو التقدم عليه في مجال ما، وهو ما يؤكده القرآن الكريم في الآية السابقة وغيرها، كقوله تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوْا الخَيْرَاتِ([5]) وقوله سبحانه وتعالى:﴿سَارِعُوْا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِيْنَ([6]).

والمائز بين المفهومين أن الثاني سعي نحو الكمال، أما الأول فهو هدم للكمال.

أسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا وأيدي الجميع، وسوف أبيِّن لاحقاً في حديثي عن الأحساء وحوزتها، ما كان لأسماء بعض القبائل من حضور في كل محفل من محافل العلم على وجه الأرض، وليس هنا فحسب، ثم أخنى عليها الدهر، فلم يبق منها نافخ ضرمة، ولا من سلالاتها من يرفع اسمها، وسوف نقف على أعلام هذه المنطقة من الفريقين، السنة والشيعة، لأننا نسيج مجتمع واحد.

كما نقف إن شاء الله على الكتب والموسوعات التي سطروها، وسوف أبين أيضاً في يومٍ ما، كم كان للمرأة الأحسائية المظلومة البسيطة، التي يمتهنها العنصر الذكوري في المجتمع، من قدم راسخة تجاري الرجال وتجيزهم في الرواية وغيرها، وسوف ندرك ما كان للأحساء من مكانة.

وفي الختام أقول:

 

 شع نورٌ في السماء

من بيوت الأوصياء
كبَّرت  للأمر شمس
أكبر  شق  الفضاء
باركته   كف  سبطٍ
خامس أهل iiالكساء
وتهادت   فيه  ليلى
قمطته       بالرداء
يا  أبا  الأحرار أذِّن
ولدي فيض العطاء
طرفه  للطف  يرنو
في  صفاء  وانتشاء
كربلاء العشق iiكونٌ
قدسته      الأنبياء
فليغنِّ   الناس  طرَّاً
سوف  تبقى كربلاء
تبعث  الأشواق فينا
كل   صبح  ومساء
ولد    الأكبر   هيا
جددوا  رفع الصلاة