نص خطبة: استنطاق معاني القرآن السبيل لسعادة الإنسان (3)

نص خطبة: استنطاق معاني القرآن السبيل لسعادة الإنسان (3)

عدد الزوار: 656

2014-04-15

تعطيل دور العترة: 

كان الكلام حول الموانع التي تقف دون الاستفادة من الموارد التي هيأتها السماء للعباد في سبيل الرقي بواقعها العلمي بناءً على منهج القرآن.

فمن تلك العوامل: تعطيل الرافد الأصيل للقرآن الكريم، ألا وهو نهج محمد وآل محمد (ص) حيث إنهم الكتاب الناطق، وعدل القرآن الكريم، والعروة الوثقى التي يُمسَك بها القرآن الكريم.

تقول العرب: ربُّ البيت أدرى بما فيه، أي أنه أعلم بحسناته وسيئاته، وغناه وفقره، وسلامته ومرضه، واستقامته وانحرافه. فربُّ البيت هو الأخبَر أولاً، ثم يأتي الأقرب فالأقرب في منظومة البيت، وهو الأسرة.

ولم يعطَ بيتٌ تلك المنزلة والمكانة كما أعطي هذا البيت، ألا وهو بيت النبوة، قال تعالى: ﴿فِيْ بُيُوْتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيْهَا اسْمُهُ([3]). فقد سمع الخليفة الأول هذه الآية الشريفة من لسان النبي الأعظم (ص) المخاطَب الأول بها، فرفع سبابته مشيراً إلى بيت علي وفاطمة (ع) قائلاً: يا رسول الله، هذا البيت منها؟ قال (ص): نعم من أفاضلها([4]).

فهذا البيت سما وارتفع بالذوات التي عاشت فيه، وهي ذوات لا تقاس بغيرها من سائر البشر، في مقامات النبوة والولاية، فلا يقاس بمحمد وآل محمد (ص) حتى أولو العزم من الرسل، فلا ينبغي أن نَتنزَّل إلى مساحة نقايس على أساس منها بينهم وبين من إن نالهم شرف، فهو بمحمد وآل محمد (ص).

ففي هذا البيت الأنوار الخمسة، التي لم تُكتب أسماء على ساق العرش إلا أسماؤهم، وقد سبقوا العوالم قاطبة، وهم نور من نور قدسٍ، تقف دون دركه العقول. بيتٌ نزل فيه أشرف كتاب وأجلُّه وأكمله، ألا وهو القرآن الكريم. وجبريل سيد الملائكة، والأمين على الوحي، والواسطة بين الأرض والسماء، بين النبوة ورب الوجود، كان زغبه يعلق بثياب الحسن والحسن (ع) ومن تشرف بهذا المقام من أهل هذا البيت.

في هذا البيت، تجتمع الأنوار حول النبي (ص) والأمين جبريل بين صعود ونزول، يسلِّم تارة، ويتلو الذكر أخرى، والأهم من ذلك أن يلتمس من محمد وآله (ص) الدعاء.

ملَك عظيم بهذا المستوى، يتشرف بالخدمة لأصغر الأشباح الخمسة سناً، فيحرك مهد الحسين بن علي (ع) وهو في مهده طفلاً صغيراً.

في هذا البيت العظيم نزل القرآن الكريم، ومنه انطلقت السنة المطهرة، والأحاديث الشريفة. ولكن صدر قرارٌ حَرم الأمة من هذا الرافد، وأن يأخذ القرآن الناطق مساحته الكافية إلى جنب القرآن الصامت. قرارٌ حرم الأمة أن تتمسك بالحبل المتين والعروة الوثقى، وهو النهج الصحيح الصريح، الذي إن فتشت عنه فلن تجد له أثراً في أي مكان، ما لم يكن من هذا البيت، بيت محمد وآل محمد (ص) وهو أفضل البيوت وأشرفها.

فعندما وُضع ذلك السدّ، كان على الأمة أن تستجدي ما تستنطق به الوحي والقرآن، فمن أين يمكن أن تحصل على ذلك بعد آل البيت (ع) إلا من الموارد الآسنة التي لا ترتقي إلى مرتبة التشريع؟ نعم، هي نصوص مضافة ومعنعنة، ولكن في العنعنة أكثر من عنتٍ وعنت.

الأثر السلبي لبعض مدارس التفسير:

ثم إن القرآن الكريم استُحدثت إلى جانبه مدرسة التفسير، وهو من أشرف العلوم، ولكن تضاربت فيه الأهواء، واستؤجرت الأقلام، فاستبدل النص الصريح المبيِّن لسبب النزول بنص آخر فيه الكثير من ليّ الذراع، والأخذ به بعيداً عن المركز الأساس الذي يعني التنزيل.

فبعض من عايش النبي (ص) كانوا قد جاؤوا من أحضان مدارس متعددة، فلمس هؤلاء أن الأسلوب القصصي والأرقام المذهلة والاستعراضات قد تؤمّن لهم مركباً، على أساسه تؤخذ القاعدة من الجماهير إلى المساحة التي يريدونها من حيث الاستنطاق للنص، وحرف الحقائق وتشويهها، ومصادرة الرأي العام، وتذويب القاعدة الجماهيرية، وما إلى ذلك.

ففي مدرسة التفسير من الإسرائيليات ما لا يكلف أياً كان من الناس عناءً أن يقترب إلى النص القرآني من خلال تلك الروايات الدخيلة. وليس هذا حكراً على أتباع مدرسة العامة، بل حتى في تفاسير أصحاب المدرسة الخاصة، إذ يمكن أن نلحظ كمَّاً لا يُستهان به، ولا يقلَّل من قيمته في التأثير في كتبنا.

وقد يتحرج البعض من الإشارة إلى ذلك، إلا أنه لا داعي للتحرج، وعلينا أن نكون كما أراد لنا الأئمة (ع) في الوضوح، فلسنا من الباطنية لنخشى على شيء، ولسنا ممن لا يتكئ على موروث أصيل حتى نغادر مساحته، فوجود الدخيل والموضوع والضعيف والمدسوس والمدلَّس والمصحَّف، كل ذلك لا يغطي شمس الحقيقة، لأن ما وصلنا عن محمد وآل محمد (ص) أكثر كمّاً، وأرفع قيمة من كل ذلك، وشتان بين هذا وذاك، ولكن مع ذلك، علينا أن نسير على النهج الذي اختطه رسول الله (ص) بقوله: «إنَّ هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تُكَرِّهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب المنبتّ، الذي لا سفراً قطع ولا ظهراً أبقى»([5]). وبقوله: «إنا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم»([6]).

ليس بالضرورة أن نُصدر ردة فعل تجاه كل ما نسمع، ففي الكثير من الحالات يموت الكفر والباطل بترك ذكره، والإعراض عنه، والترفع عنه وعن صاحبه، لكننا بالأمس يمكن أن نغضَّ طرفاً ونُدير ظهراً، أما اليوم فالرقيب يطاردك، وعين المراقب تلاحقك أينما اتجهتَ وحيثما كنتَ، وعالم العلم والمعرفة والفكر والتنظير والتأسيس والتدبر والتأمل مفتوح على مصراعيه أمام الجميع، وآلياته تحصل بأبخس الأثمان، فليس ثمة شيء يمكن أن نبذل جهداً في سبيل أن ندخله في دائرة التعتيم، فما وصلنا عن محمد وآل محمد (ص) بالطرق المعتبرة لا يمكن أن نحيد عنه قيد أنملة مهما كلف الثمن، وعلى ذلك علماؤنا، من مضى منهم ومن بقي ومن سيأتي، لأن من يدرك الحق ويتلمس دائرته لا يمكن أن يغادره، ولكن لا إشكال أن هذا الطريق محفوف بالكثير من العقبات والتعرجات، فمن المسؤول عن إصلاحها؟ هل أن العلاج يكون بالتخلي عن المسؤولية؟ وهل أن التقليل من شأن خطورة الأمر هو العلاج؟ أما آن الأوان أن تُفتَّح المدارس والمؤسسات والحوزات والمنتديات على مصراعيها لاستقبال النشء، والأخذ بإشكالياته بادئ بدء، حتى لا يتطور الأمر ويستفحل؟

إن ما يذكر، وما تم تداوله ـ إن صحَّ ـ من أن مؤشر الإلحاد في صفوف المسلمين يأخذ مساحة من الاتساع، فهو نذير خطر لا يفرق بين مذهب ومذهب، أو اتجاه واتجاه، فالبعض قد يفرح إذا سمع أن الإحصائية إذا كانت صحيحة فإنها ليست في أوساطنا، لكن من يعيش في دائرة هذا الهوس فهو خارج دائرة الإسلام. فالمسلم أحرص ما يكون على أن يكون الإسلام شامخاً، كمَّاً وكيفاً في دائرة التقدم، فلأن البعض يكابر ويتخلى عن مسؤولياته فإن الأحداث تمرّ وكأن شيئاً لم يكن، فلا يعني أن يتولد الإنسان من أبوين مواليين، أن يخرج من الدنيا على ما ولد عليه، فالضمانة غير موجودة، ولا من تولّد على كلمة التوحيد أن يخرج من الدنيا وهو عليها، فالضمانة غير موجودة كذلك، إنما الضمانة أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه، وأن يكون الطرف المقابل، وهو من يعنيه الأمر أولاً وبالذات، وهم رجال الدين، على استعداد أن يستقبل أشد الإشكالات ناهيك عن أضعفها، من أبنائنا، فهذه الهجمة الثقافية الشرسة، والأمواج المتدافعة بالأفكار الهدامة من الغرب والشرق على أمتنا، إذا لم تلتفت إليها هذه الشريحة من أبناء الأمة، فثمة نذير خطر محدق بنا وبشبابنا وفتياتنا، لأن من يهدم يجد الطريق أمامه سالكة معبدة، تعين عليه شياطين الجن والإنس، ولكن إذا ما أردنا أن نبني ونصحح ونرفع للدين علماً، فهذا ما يحتاج إلى المزيد من الجهد.

إن هذا المورد التفسيري حرف مسار الأمة بعد غياب النبي (ص) أيّ انحراف، ولا زالت الأمة إلى يومنا هذا تدفع ضريبة ذلك الانحراف، وما زالت الشقة تتسع مع شديد الأسف، وأعداء الإسلام يعملون ليل نهار لإيجاد الفرقة بين المسلمين قاطبةً، فلا يتصورَنَّ أحد أن الحرب اليوم هي سنية شيعية يسوَّق ويروَّج لها على هذا الأساس، إنما هي أوسع من هذا، والعدو أبصر من أن يأخذ الأمة في هذا الإطار الضيق، فأعداء الإسلام اليوم رفعوا أيديهم عن الملف الأول، ونجحوا بامتياز في تمزيق صفوف الأمة إلى شيعة وسنة في أكثر من موقع وموقع، ولكن دارت الدائرة اليوم على تمزيق أصحاب المذاهب التي تندرج كلها تحت مسمى الإسلام، بغض النظر عن تشيعها أو تسننها، فالحنابلة اليوم ـ وهم الأكثر تشدداً بين مدارس الإخوان السنة ـ يقتل أحدهم الآخر بدمٍ بارد، ويُنحرون كالخراف من بعضهم للبعض الآخر، وهؤلاء ليسوا شيعة، وكذلك المالكية والشافعية والحنفية، ودونك تركيا وفلسطين. أما نحن أتباع هذا المذهب الشريف، الذي لولا عناية الخلف من آل محمد (عج) لذهبنا أدراج الرياح جراء ما يراد بنا وما يزرع في أوساطنا، من داخل دائرتنا ومن خارجها.

فالتفسير هو المنطلق لتشقيق الأمة إلى طوائف وأحزاب وانتماءات، حال أن القرآن صريح في ذلك إذ يقول: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيْلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُوْنَ فِيْ العِلْمِ يَقُوْلُوْنَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا([7]).

وكمثال على ذلك مدرسة التفسير بالظاهر، فاليوم نجد أن هناك نغمة لم تكن مأنوسة في أوساطنا سابقاً، ألا وهي الإصرار على تفسير القرآن في الظاهر، وأن الملاك في التفسير هو اللغة، وحيث إن القرآن الكريم نزل في بلاد العرب، فلا بد أن نحمل الألفاظ على قوالبها فيما دلت عليه من معانٍ. وهذا المسلك خطيرٌ جداً، فمن أبرز ما يترتب عليه أنه يقودنا للتعامل مع القوة المطلقة، واجب الوجود، وهو الله سبحانه، بناء على القالب والحدِّيَّة.

إننا نجد اليوم من يسير في هذا الاتجاه، ولا يرضى منك بشيء سوى الماديات، وهذا عين الإلحاد، فعندما كان آباؤنا وأجدادنا آنذاك، أو الذين لا زالوا على قيد الحياة، كان إيمانهم فطرياً، لأن اللقمة كانت حلالاً، وأنهم وضعوا الله نصب أعينهم، ولكن لا وضع تجسيم وتجسيد، كما هو الحال في أحد الأفارقة، حيث سئل: كيف تتصور الله تعالى؟ قال: كشيخ القبيلة! فهذا مسلم، لكن تفكيره منحرف، ومنشأ ذلك غياب مدرسة الإسلام الحقيقة، وغيابها بغياب أبنائها.

شراك المدح والإطراء:

والأمر الأخير العائق عن الاستفادة من القرآن الكريم، وهو الوقوع في شرك الإطراء من الآخرين، فالبعض ليس لديه شيء من العلم، إلا أن البعض يراه في احتفال، فينعته بأنه آية الله فلان، أو يقدَّم في الاجتماع الفلاني على أنه آية الله فلان، أو يوصف في جلسة مؤتمر بأنه آية الله فلان، مع عمامة وهيكل، فلا شك أن هذا سوف يقع، لأن مثل هذا المسار وقع فيه العالم والحاكم، والظالم والمظلوم، وأمثالهم.

يذكر السيد علوي الشهركاني (حفظه الله تعالى)، أحد علماء البحرين، وخطباء منبرهم المتقدمين، قضية ربما ذكرتُها في يوم ما، وهي أنه دخل في مجلس أحد المراجع في النجف الأشرف، وصادف يوم وفاة، فطُلب من الشيخ أحمد الماحوزي أن يقرأ، وهو شيخ المنبر الحسيني في البحرين آنذاك، فاعتذر عن القراءة لعارض صحي، أو لسبب آخر، وأسند المهمة لهذا السيد الذي كان صغيراً آنذاك، فأخذ في القراءة، وكان في الحضور العديد من كبار رجال الدين، من الآيات العظام، والمراجع الكرام، حتى أن من يجمع أقداح الشاي كان رجل دين من بيت القزويني.

يقول السيد: قرأت المجلس حتى أنهيت القراءة، وكان المجلس موفقاً بشكل واضح، ثم خرجت، وكنا مستقبلين المولى أمير المؤمنين علياً (ع) فالتفتُّ إلى الشيخ أحمد الماحوزي، وكنت أرى في نفسي أنني أكبر منه وأرفع قامةً، مع أنه كان جسيماً طويلاً، فقلت له: أما رأيت المجلس كيف كان موفقاً؟ أقول ذلك وأنا أشعر بالزهو والتميز عليه. فالتفت إليّ الشيخ أحمد قائلاً: سيدنا، وفقك الله، ولكن أسألك سؤالاً: كم يشغل هذا المجلس من قيمة عند الله سبحانه وتعالى؟. يقول: عندئذٍ، عرفت حجمي الحقيقي.

الشاهد من ذلك أن المدح أحياناً قد يكون مسبة. فالبحتري مثلاً كان شاعراً، عاش في زمن المتوكل العباسي، الذي ينعتونه أنه محيي السنة، ومميت البدعة، فقد أحيا سنة سب أمير المؤمنين (ع) وهو الذي أراد أن يطمس معالم قبر الإمام الحسين (ع). وقد صدَّق هذه النعوت، حتى صلى بهم جمعة وجماعة وفي صلاة العيد وأمثالها، فأراد البحتري أن يعيش من بعض الدراهم التي تمن بها عليه يد المتوكل، وهذا الأمر لا زال إلى اليوم موجوداً مع شديد الأسف، حتى أننا صرنا نتسابق عليها. فقال فيه أبياتاً منها:

 

انظروا إلى هذا الإطراء الفاحش، ثم تصوروا ماذا سيكون عليه حاله وهو يسمع مثل هذه الكلمات؟

ذكرى أم البنين:

تمر بنا هذه الأيام ذكرى وفاة السيدة الجليلة أم البنين، وهي شرف عظيم، ومدرسة تربية فاضلة، وامرأة رسالية، مسلِّمة، صابرة، مضحية. ونحتاج نحن أن نقدم لها الكثير الكثير، وما يقام في سبيلها مهما كان فهو قليل، فلا شك أنها باب من أبواب فاطمة (ع) ولا إشكال أنها مرآة مصغرة للوجود الفاطمي، وامتداد طبيعي لاستمرارية النهج.

ونحن نستطيع أن نستفيد منها في قضاء حوائجنا وتسهيل أمورنا وشفاء مرضانا، والرحمة بأمواتنا ولا شك في ذلك أبداً، ونستطيع أن نستدل على ذلك بالأدلة العامة من القرآن الكريم، والخاصة من السنة المطهرة الواردة عن محمد وآل محمد (ع). ولكن المهم أن نأخذ منها الدروس والعبر، وأن نجعل منها منهجاً نسير وفق معطياته، فكل ما نبذل قليل في حقها، ولكن علينا أن نضع الشيء في مواضعه فيما ترتضيه أم البنين منا وتتقبله، فمن أنعم الله عليه فليبذل من تلك النعمة، ومهما بذل فهو دون مقامها، ولكن أن يقترض ليهيِّئ (سُفرة أم البنين) فهذا ما لا ترتضيه، ومن تكلِّف زوجها فوق طاقته من أجل أن تجمع نساء الحي على سفرة أم البنين فهذا ما لا ترتضيه أم البنين، ومن تقيم (سفرة أم البنين) ثم لا تلتزم بلوازم الشريعة فهي ممن يمزق سُفرتها ويطعنها في خاصرتها.

وقد تبيع من حليها لتقيم سفرة أم البنين، وهو ما لا ترضاه أم البنين. ومن أرادت أن تسير على نهج أم البنين، وتفخر بها، فلا بد أن ينعكس ذلك على سلوك أبنائها، وطريقتهم وتعاملهم وتعاونهم، وتعاملها معهم كتعامل أم البنين مع قمر بني هاشم، وأبنائها الآخرين، وأبناء فاطمة الزهراء (ع).

وأما من أراد أن ينتقص من مقامها ـ مع شديد الأسف ـ بنعتها أنها لا تتجاوز شأن امرأة بدوية من الصحراء، وإن التحقت بعلي (ع)، فهؤلاء ذهبوا مذاهب بعيدة جداً، لا تتفق مع الواقع.

نسأله تعالى أن يشفّع فينا أم البنين، وأن يقضي حوائجنا، ويشفي مرضانا، ويرحم موتانا، ويسهل أمورنا، ويوسع أرزاقنا، ويحفظ أبناءنا وبناتنا، ويجعل بيوتنا ممن تسير على نهج أم البنين وآل البيت (ع).

وفقنا الله وإياكم لكل خير والحمد لله رب العالمين.                       

وافتنّ  فيك  الناظرون  فإصبع
يومى   إليك  بها  وعينٌ  تنظرُ
يجدون  رؤيتك  التي فازوا بها
من   أنعم   الله   التي  لا  تُكفرُ
ذكروا   بطلعتك   النبي  فهللوا
لما طلعت من الصفوف وكبَّروا
حتى انتهيت إلى المصلى لابساً
نور  الهدى  يبدو عليك ويظهرُ
فلو  انّ  مشتاقاً  تكلف  فوق ما
في  وسعه  لسعى  إليك  المنبر